الصراع الأزلي

الصراع الأزلي

  • ١٩ آذار ٢٠٢٤
  • موسى الخوري

نّها موقعة المواقع ليس فقط في إنكلترا إنّما حول العالم.

فلقاء «مانشستر يونايتد» و«ليفربول» يعد من أبرز اللقاءات التاريخية ويضاهي بأهميته أكبر قمم العالم مثل «برشلونة» و«ريال مدريد» في إسبانيا أو «جوفنتوس» و«إنتر ميلانو» في إيطاليا. فما بالك إذا إنتهت المباراة بسبع أهداف مع هدف يسجل في الدقيقة الأخيرة من الوقت الاضافي وعلى ملعب «أولد ترافورد» وأمام أعين مشجعي «الشياطين الحمر»؟ 
الجو كان بالتأكيد حاميًا جدًا وجنّ جنون جماهير «اليونايتد» بعد تسجيل الإحتياطي الشاب «آماد ديالو» هدف الفوز لدرجة لم يتنبه أحد لأمر طرد اللاعب الذي تلقى بطاقة صفراء ثانية على إثر خلع قميصه للإحتفال مع زملائه والمشجعين في لحظة قد لا تتكرّر في زمن الفريقين على المدى المنظور، وما زاد الهدف زخماً هو تسجيل الهدف بالقرب من منصة «ستراتفورد اند» التي يتجمهر فيها عادة أكثر جماهير «اليونايتد» تعصبًا وحباً لفريقهم. 
لم يشاهد الجمهور مدرب «المان يو» الهولندي «اريك تن هاغ » فرحًا راقصًا كما شاهدوه بعد المباراة. فالفوز على « ليفربول» جعل «يونايتد» يضرب عدة عصافير في حجر واحد. فالإنتصار على «ليفربول» وإقصائه من ربع نهائي أعرق مسابقة في إنكلترا لا بل في أوروبا أمر مفرح جدًا. كما أنّ هذا الإنتصار أبعد شبح الإقالة عن «تن هاغ» الذي كان مهددًا بالطرد في حال لم يحقّق الفوز في هذا اللقاء، خصوصًا بعد قدوم المستثمر «السير جيم راتكليف» إلى الفريق وتلويحه بعدم رضاه عن «تن هاغ». كذلك منع« ليفربول » من تحقيق رباعية الدوري، والدوري الأوروبي وكأس الإتحاد الإنكليزي الذي سبق وفاز به وكأس إنكلترا و كان ما زال يقاتل من أجلها. ناهيك عن إبقاء «اليونايتد» على أمل الحصول على لقب هذا الموسم بعد تبخر آمال الفوز بالدوري والخروج من المسابقات الأوروبية. 
ويحمّل النقاد والجمهور مسؤولية الخسارة للمدرب الالماني «يورغن كلوب» الذي يبدو أنّه إستعجل في تبديل نجم الفريق المصري محمد صلاح ولاعب الوسط النشيط المجري «دومينيك زوبوسلاي» من المباراة إذ رجحت كفة «اليونايتد» بعد خروجهما. قد يعلل البعض سبب إخراج اللاعبين بهدف منحهما قسطًا من الراحة لا سيّما وأنّهما عادا لتوهما من الإصابة، ولكن ذلك كلّف «ليفربول» المباراة. 
في المحصلة النهائية، يأمل «اليونايتد» البناء على هذا الفوز الإستثنائي من أجل المستقبل، بينما سينصرف «ليفربول» للتركيز على المسابقة الأوروبية والدوري الإنكليزي على أمل الفوز بأكبر عدد من الألقاب قبل رحيل المدرب «كلوب» عن الفريق في نهاية الموسم.