النساء العربيات.. «مصائد العسل» الإسرائيلية

النساء العربيات.. «مصائد العسل» الإسرائيلية

  • ١٣ أيار ٢٠٢٤
  • سمايا جابر

رغم التطور التكنولوجي والاستخباراتي الذي وصلت إليه إسرائيل اليوم، في ظل كل ما تملكه من معدات تقنية متقدمة، لا يزال العنصر البشري يتمتع بأهمية عالية، وخاصّة النساء اللواتي يلعبن دوراً أساسياً في المجموعات الاستخباراتية، لاسيما في إسرائيل!

منذ تأسيس كيانها على أرض فلسطين، اعتمدت إسرائيل على مخاطبة مظلومية اليهود حول العالم، لتأتي بهم إلى ما يطلقون عليها «أرض الميعاد» التي اصطفاها الله لهم. مشروعها هذا تطلّب آنذاك مبشّرين من حول العالم، ولكن ما قامت به إسرائيل والحركة الصهيونية من انتهاكات بحق الفلسطينيين، وما تبعها من إبادة ونكبة بحقهم عام 1948، أسّست لمشروع صهيوني قائم على اختراق العرب من أبناء بيئتهم.  تحقيقاً لهذا المشروع، جنّدت إسرائيل العديد من الجواسيس العرب، إلُا أنّ للنساء وخاصة المشهورات منهنّ، مكانة خاصة في عيون إسرائيل وجهاز استخباراتها.

الممثلة راقية إبراهيم.. قاتلة مصرية تحوّلت إلى سفيرة للنوايا الحسنة في إسرائيل. 

الفنانة «راشيل إبراهام ليفي» المعروفة باسم «راقية إبراهيم»، وُلدت عام 1919 لأسرة يهودية. بدأت حياتها في حياكة ملابس الٱمراء والملوك آنذاك. بعد إتمام تعليمها الثانوي، دخلت راقية عالم الفن، وشاركت الممثل «زكي رستم» بطولة فيلم «الضحايا» في أول عمل فني لها،. وبعد أن لمع نجمها وتوالت نجاحاتها، لعبت دور البطولة في أفلام «ليلى بنت الصحراء»، «أولاد الذوات»، «سيف الجلاد» و«رصاصة في القلب» مع النجم محمد عبد الوهاب.الفنانة اليهودية صاحبة الـ19 فيلماً، أظهرت بعد شهرتها الواسعة ولاءً واضحاً لإسرائيل. فبعد أن لعبت دوراً كبيراً عقب حرب 1948 بتشجيع يهود مصر على الهجرة لإسرائيل، رفضت المشاركة في فيلم تقوم فيه بدور بدوية تخدم الجيش المصري. كما رفضت رئاسة وفد بلادها في مهرجان «كان» لكونها يهودية، الأمر الذي أبعد الوسط الفني عنها.

عام 1952، تعاونت راقية مع الموساد الإسرائيلي لاغتيال عالمة الذرة المصرية «سميرة موسى» التي جمعتها بها علاقة صداقة حميمة. حيث أعلمت الموساد بزيارة خصصتها سميرة إلى أحد المفاعلات النووية في الولايات المتحدة، ليقوم الموساد باغتيالها في حادث عام 1952.شولا كوهين.. لؤلؤة إسرائيل التي سطعت من وسط بيروت

في منطقة وادي أبو جميل في بيروت، أنشأت «شولا كوهين» التي وُلدت لأب يهودي مصري في القدس وانتقلت إلى لبنان بعد زواجها من يهودي لبناني على عمر 16 عاماً، صالونا للفن والموسيقى، تحوّل لاحقاً بسبب علاقات زوجها، قبلةً لكبار الساسة ورجال الأعمال. 
كوهين بادرت عبر رسالة لـ«الوكالة اليهودية» التي كانت تدير آنذاك شبكة جواسيس حول العالم، لمساعدة إسرائيل كتبت فيها: «اسمي شولا كوهين. أعيش في وادي أبو جميل ببيروت. أريد أن أساعدكم»، ليصلها الرد الفوري بالموافقة. 
شولا اخترقت الوسط السياسي والأمني والتجاري اللبناني، وسطّرت علاقات جيدة مع الجمارك اللبنانية. ووقعت لاحقاً في شباك ضابط استخبارات لبناني يدعى ميلاد القارح، لعب دور «سمعان»، أستاذ أطفالها الوسيم.

بعد أن أحبّته، عرض عليها سمعان التعاون لصالح المخابرات الإسرائيلية فقبلت عرضه، وسهلت لقاءاته بضباط الموساد وسافرا معا إلى روما وتل أبيب. وعلى إثر مراقبة مستمرة تمكنت الاستخبارات من القبض عليها وكشف شبكتها في لبنان. وفي عام 1967، بادلها الجانب اللبناني مع جنود عرب كانت قد أسرتهم إسرائيل. 

الممثلة كاميليا.. من الملاهي الليلية إلى قصر ملك مصر.. الى الموساد . 
الحسناء «كاميليا» ولدت عام 1919 لأم مسيحية من أصل إيطالي، واختلف المؤرخون على هوية والدها. والدتها تزوجت لاحقاً من صائغ يوناني الجنسية يهودي الديانة، تبنّى الطفلة ومنحها كنيته ليصبح اسمها «ليليان فيكتور ليفي كوهين»، قبل أن يتخلى عنها في شبابها. بدأت مشوارها بالرقص في الملاهي الليلية وانتقلت إلى السينما عام 1946، بعد أن عرض عليها الفنان والمنتج أحمد سالم ذلك. وتصاعدت نجوميتها بعد أن قامت بعدة أعمال وهي: «القناع الاحمر»، «خيال امرأة»، «ارواح هائمو»، «ولدي»، «إمرأة من نار»، «العقل زينة»، «بابا عريس»، «المليونير»، «قمر 14»، «آخر كدبة» و«طريق  القاهرة».
عاشقة «رشدي أباظة» أحبّها الملك «فاروق»، فعرض عليها الزواج والسفر إلى فرنسا، وما إن علمت اجهزة المخابرات الإسرائيلية بذلك حتى أرادت تجنيدها كي تحصل على معلومات إضافية عن الملك. 

لم يظهر حتى الآن ما يثبت تعامل كاميليا مع إسرائيل، إلا أنّ موتها في ظروف غامضة أثار العديد من التساؤلات. ففي عام 1950، قضت كاميليا بالإضافة إلى 47 شخصاً آخرين، على متن طائرة مدنية مصرية كانت في طريقها إلى روما، عن عمر ناهز 31 عاماً.

يُذكر أنّ دور النساء اقتصر بداية عملهنّ في «الموساد» على ما يطلق عليه اسم «مصائد العسل»، حيث كانت تقع على عاتقهنّ مهمّة الإغراء والإغواء والمراقبة. لكنهنّ بتن مع الزمن يشاركن بعمليات الإغتيال أيضاً، حتى وصل بعضنّ إلى مراكز عليا. في وقت يعمل حوالي 20% من النساء في المهام التمهيدية والتكتيكية داخل «الموساد»