تدوير زوايا ملعب كرة السلّة

تدوير زوايا ملعب كرة السلّة

  • ١٤ أيار ٢٠٢٤
  • جورج طوق

شجّع فريقك بأعلى صوتك. الحدّة والجنون و«التزريك»، على مدّرجات الرياضة، حلال. فاستمتع بكلّ ثلاثيّة، وتجاهل ثنائيّاتهم ورباعيّاتهم. لا تهتمّ بما قاله أحدهم من الجيل الزعاماتيّ الثالث. لا تكترث لنوّاب الصف الأول الذين تحب. فهم لا يحبونك بقدر ما تحبّهم.


حملةٌ إعلاميّة، لا بأس بها، في الروح الرياضيّة والتعايش والوحدة الوطنيّة، تسبق إنطلاق نهائيّات البطولة الوطنيّة في لعبة كرة السلّة. فالدربي المنتظر، بين فريقيّ الحكمة والرياضي، متعةٌ ليس المشجّع من يفسدها. في منطق التشجيع الرياضيّ، ليس التعايش أولويّة. فالمدرّجات التي تحمل حماسة المشجّعين هي متقابلة عن بعد على جهتيّ الملعب. لا تكره. لا تشتم. لا تُخرّب. هل من وقت لذلك في هوس السباق إلى السلال؟ شجّع فريقك المفضّل فقط، يقولون لمشجّعي اللعبة. في المبدأ، ماذا يفعل مشجّعو الأندية غير ذلك؟ ألم يكن في نيّتهم الهتاف والتشجيع؟ هل كانوا سيشجّعون فريقًا لا يفضّلونه؟ فالحملة تدعو، حينًا، إلى عكس المطلوب، وإلى لزوم ما لا يلزم، حينًا آخر.

«الزوايا المدوّرة مخالفة لقوانين الفيبا»
كلّ ما سبق مطلوبٌ على الدوام. لا تكره، أينما كنت، يا صديقي المشجّع. تعايش أينما شئت، ولكن، في الملعب، التعايش مملّ. فاهزم خصمك أرجوك. أربكه بهتافك والتصفيق. لا تأبه للتعايش والوحدة الوطنيّة. لا ضرر في بعضٍ من اللغة القاسية، لكن لا تحمل شيئًا منه إلى خارج الملعب. في الرياضة، لا مكان لتدوير الزوايا. وفي الرياضيّات، لا يقبل المستطيل تدوير زواياه. فتدوير الزوايا، صديقي المشجّع، هو عطبٌ حصريّ في السياسة اللبنانيّة. لا تكترث لما يقول أرباب التسييس. فالزوايا، على ملعبهم، ليست حادّة كما أوهموك. هم يهابون أن تخدش حدّتها مشاعر من يسمّونهم خصومهم أكثر ممّا يخشون خدش جلدك أنت. خطوط ملعب الكرة واضحةُ المعالم والمقاسات بعكس خطوطهم السياسيّة والطائفيّة الحمراء التي يلعبون بك بينها. لا تخشَ اجتياز خطوط الكراهية والطائفيّة الحمراء تلك، لن يصفّر الحكم مخالفةً عليك. وحدهم حكّام العفن سيصفّرون. لا تأبه لصفّاراتهم الخبيثة. فقانون اللعبة الوطنيّة لا تحدّه خطوطٌ كاذبة. إلعب مع الفريق الآخر مهما كان لون قميص حزبه وطائفته. فهم أقرب إليك من زعيم لونك السياسيّ. صدّقني يا صديقي المشجّع.

«لعبة وطن»
شجّع فريقك بأعلى صوتك. الحدّة والجنون و«التزريك»، على مدّرجات الرياضة، حلال. فاستمتع بكلّ ثلاثيّة، وتجاهل ثنائيّاتهم ورباعيّاتهم. لا تهتمّ بما قاله أحدهم من الجيل الزعاماتيّ الثالث. لا تكترث لنوّاب الصف الأول الذين تحب. فهم لا يحبونك بقدر ما تحبّهم. حتّى ذلك المشاغب، على المقلب المقابل من الملعب، هو أقرب إليك منهم، لكنّهم يخشون أن تلتقي عيونكما فتتصادقان. هؤلاء تضجرهم لعبة كرة السلّة أصلًا، ومقاعدها لا تريحهم كما تفعل مقاعد الحكم. هم يحضرون للعب في الوطن، فيما لعبة كرة السلّة، لا سيّما، في منازلات الأصفر والأخضر التاريخيّة، هي، كما عنون الصديق بشير الدويهي كتابه عنها، لعبة وطن.