هل تتبدّد غيوم العلاقة بين «العميد» و«مو» لمواجهة تحدّيات منتخب مصر؟
هل تتبدّد غيوم العلاقة بين «العميد» و«مو» لمواجهة تحدّيات منتخب مصر؟
حسام حسن يملك فرصة لتقديم نفسه بشكل أكبر كمدرّب صاحب فكر للإقتراب من حسم التأهّل لكأس العالم.
يعاني المنتخب المصري لكرة القدم، بعض الغموض الذي يُخيّم على علاقة المدير الفني حسام حسن، مع نجمه الأول محمد صلاح. لقد بدأت بالتصريحات المتضاربة، والحذر، وتكهنات لا تنتهي. فما حقيقة هذه العلاقة المُعقدة؟
حسام حسن، «العميد» صاحب الإنجازات الكبيرة كلاعب، يُواجه إختباراً صعباً كمدرّب، أبرز مظاهره إدارة نجمه الإستثنائي، محمد صلاح.
بدايات متوترة، وتصريحات حادة من «العميد» تنتقد غياب «مو» عن المباريات، لتعود وتُثني على موهبته لاحقاً، مقابل الصمت من جانب صلاح.
مؤخراً، إزداد منسوب التساؤلات والتكهنات خصوصاً عبر وسائل التواصل الإجتماعي، فهل هناك خلافات شخصية تُخيم على العلاقة؟ أم أنّها مجرد سجالات رياضية طبيعية؟
لكن القائمة الجديدة عكست أجواء إيجابية مع قائد منتخب مصر، بعد ثلاثة أشهر من التوتر على خلفية رفض اللاعب الإنضمام إلى المعسكر السابق لمنتخب مصر، واختياره التدرّب في ناديه ليفربول الإنكليزي، والغياب عن مباراتي نيوزيلندا وكرواتيا الوديتين، في شهر مارس/ آذار الماضي، بداعي التأهيل الطبي.
ويُعلق مشجعو مصر آمالهم على المنتخب في البطولات المقبلة، لكن يُخيم القلق على هذه الآمال بسبب غموض العلاقة بين «العميد» و«مو».
فهل ستتمكن هذه العلاقة من استيعاب هذه التحديات وتُساهم في تحقيق النجاح لمنتخب مصر؟ أم أنّها ستظل سحابة غائمة تُهدد طموحات «الفراعنة»؟
المعالجات
وفي إطار معالجة هذا الغموض وإنهاء أي توتر أو ذيول، عُلم أنّ الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، سيعقد إجتماعًا هامًا مع الثلاثي محمد صلاح نجم ليفربول الإنكليزي والتوأم حسام حسن المدير الفني لمنتخب مصر وإبراهيم حسن مدير الكرة الفرعونية.
يأتي هذا الإجتماع فور وصول محمد صلاح إلى القاهرة للإنضمام إلى معسكر المنتخب الذي إنطلق أمس الثلاثاء، إستعداداً لمواجهتي بوركينا فاسو وغينيا بيساو في تصفيات كأس العالم 2026.
كما عُلم أنّ وزير الرياضة وعد التوأم بانضمام محمد صلاح إلى معسكر الفراعنة، مع الترتيب لعقد إجتماع «رباعي» بهدف إنهاء أي سوء تفاهم قد يكون نشأ، والعمل بروح الفريق الواحد لضمان وصول منتخب مصر إلى نهائيات كأس العالم 2026، التي ستقام في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.
من جهته، ألقى جمال علام رئيس الإتحاد المصري باللوم على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي، في محاولة إثارة أزمة بين صلاح وحسام حسن. وقال علام إنّ مواقع التواصل الإجتماعي ووسائل الإعلام تحاول يومياً إفتعال أزمة بين حسام حسن وصلاح بتكرار كلام منسوب إليهما.
وأضاف: «صلاح لا خلاف عليه وقيمته مهمة جداً ولا نزايد على وطنيته، كما أنّ حسام حسن أكد أكثر من مرة أنّه يحتاج لاعباً بقيمة محمد صلاح في صفوف الفريق».
وتساءل رئيس الإتحاد المصري: «من قال إنّ صلاح لا يريد التعامل مع حسام حسن؟ ومن قال إنّ حسام حسن سيسافر إلى إنكلترا لمقابلة صلاح؟ ومن قال إنّ صلاح لن ينضم لمعسكر المنتخب؟».
وواصل جمال علام: «كلّها أقاويل تتردّد بشكل يومي، ولكن هناك فارق بين أي مبادرات خارجية ومناقشة الأمور داخل إتحاد الكرة، وحسام حسن لم يتحدّث سلباً عن صلاح، واللاعب بدوره لم يصدر عنه أي تصريح».
وختم علام: «العلاقة بين صلاح وحسام حسن هادئة ولكنها غير هادئة بالنسبة لوسائل الإعلام».
عودة المصابين
فرضت ظاهرة اللاعبين العائدين من الإصابات، على الرغم من الغياب عن المشاركة في المباريات، حضورها بقوة على اختيارات حسام حسن الذي لجأ إلى أسماء يثق في قدراتها، وقرر إختيارها، على الرغم من إصابتها وغيابها عن الملاعب فترة طويلة، ومنهم لاعبون لم يشاركوا في المباريات، منذ أربعة أشهر، مثل حارس المرمى وقائد الأهلي المصري محمد الشناوي، الذي جلس بديلاً في مباراتي فريقه أمام الترجي التونسي، في الدور النهائي لدوري أبطال أفريقيا، والذي يعتبره حسام حسن الحارس الأول في مصر.
وضمّ مدرّب المنتخب المصري، مجموعة أخرى عانت من الإصابات، في وقت سابق، مثل مدافع الأهلي ياسر إبراهيم، ولاعب وسط الأهلي أيضاً أحمد نبيل كوكا، مع لاعب رابع، وهو المهاجم المصري البورسعيدي محمد الشامي الذي تغيّب عن الملاعب لعدة أسابيع بسبب الإصابة، وعاد قبل أيام إلى الظهور مع فريقه، وهو من اللاعبين المفضلين لدى حسام حسن، منذ كان مديراً فنياً للفريق البورسعيدي.
ويمثل الصلح مع الزمالك، عنصراً آخر، في إختيارات حسام حسن لقائمة منتخب مصر، إذ ضمّ النجم الأول لدى جماهير الزمالك، وهو صانع الألعاب المتألق بشكل لافت، ناصر ماهر الذي كانت الجماهير تضغط بقوة لاختياره ضمن قائمة «الفراعنة»، في ظلّ إستبعاد العديد من الأسماء الكبرى في الزمالك، كما تمّ ضم لاعب زملكاوي آخر، سبق أن إنتقده مدرّب منتخب مصر، وهو الظهير الأيسر أحمد فتوح الذي ساهم في حصول فريقه على لقب كأس الكونفيدرالية الأفريقية، بالإضافة إلى النجم الأبرز في الزمالك حالياً أحمد مصطفى زيزو.
في المقابل، شهدت القائمة غياب لاعبين بارزين، مثل مهاجم أينتراخت فرانكفورت الألماني عمر مرموش بداعي الإصابة، ومدافع الاتحاد جدة السعودي أحمد حجازي، وأخيراً إستمرار إستبعاد لاعب وسط أرسنال الإنكليزي، المنتهي عقده مع ناديه محمد الننّي الذي كان خارج تجمّع المنتخب المصري الأول مع مدربه حسام حسن، حين التقى نيوزيلندا وكرواتيا ودّياً.
فرصة لحسام حسن
حسام حسن يملك فرصة لتقديم نفسه بشكل أكبر كمدرّب صاحب فكر في مواجهات متوسطة الصعوبة والفوز فيها مطلوب للإقتراب من حسم تذكرة التأهّل لكأس العالم.
ويتصدّر المنتخب المصري ترتيب المجموعة الأولى بست نقاط من فوزين على جيبوتي وسييراليون، بفارق نقطتين عن بوركينا فاسو وغينيا بيساو، وخمسٍ عن سييراليون وإثيوبيا، فيما تتذيل جيبوتي الترتيب من دون نقاط.
وفاز منتخب مصر على نيوزيلندا بنتيجة 1-صفر، بينما خسر أمام كرواتيا بنتيجة 2-4 في كأس عاصمة مصر الودية الدولية الشهر الحالي.
ويولي المسؤولون أهمية كبرى لرياضة كرة القدم في مصر، يعكس التزامهم بتحقيق أفضل النتائج على الساحة الدولية. ويشدّد أيضا على الدور الحيوي الذي يلعبه التعاون والتفاهم بين اللاعبين والجهاز الفني والإدارة لتحقيق الأهداف المشتركة. مع تضافر الجهود والعمل المشترك، يبقى الأمل كبيرًا في تحقيق التأهل والتألق في المحافل الدولية، مما يعزّز مكانة مصر في عالم كرة القدم.
الصعود لكأس العالم هو الحلم والأمل لأي لاعب كرة والمتعة المنتظرة للجماهير في العالم كله، وتعد بالنسبة للجهاز الفني للفراعنة هي الهدف الأول والرئيسي خلال الفترة المقبلة، والظروف الحالية تبدو الأفضل أمام حسام ورفاقه في ظل المعنويات المرتفعة للاعبي الاهلي والزمالك بعد فوزهما بدوري أبطال أفريقيا وكأس الكونفيدرالية الافريقية، ولاعبو القطبين يمثلون أكثر من 70% لقوام المنتخب المصري.
اللائحة الكاملة
هنا قائمة منتخب مصر، التي أعلنها حسام حسن، لمباراتي بوركينا فاسو وغينيا بيساو:
* حراسة المرمى: محمد الشناوي (الأهلي) – مصطفى شوبير (الأهلي) – محمد عواد (الزمالك) – المهدي سليمان (الاتحاد السكندري).
* الدفاع: محمد عبد المنعم (الأهلي) – رامي ربيعة (الأهلي) – ياسر إبراهيم (الأهلي) – أحمد رمضان «بيكهام» (سيراميكا كليوباترا) – محمد هاني (الأهلي) – محمد حمدي (بيراميدز) – أكرم توفيق (الأهلي) – أحمد فتوح (الزمالك).
* الوسط: مروان عطية (الأهلي) – حمدي فتحي (الوكرة) – إمام عاشور (الأهلي) – أحمد نبيل «كوكا» (الأهلي) – ناصر ماهر (الزمالك) – زيزو (الزمالك).
* الهجوم: مصطفى فتحي (بيراميدز) – محمود حسن «تريزيغيه» – محمد صلاح (ليفربول) – مصطفى محمد (نانت) – محمد الشامي (المصري) – أحمد أمين «أوفا» (إنبي) – محمد شريف (الخليج).