لبنان اليوم.. السؤال في إسرائيل متى يبدأ الهجوم على لبنان، وكاملا هاريس تُسرّع فتح الجبهة

لبنان اليوم.. السؤال في إسرائيل متى يبدأ الهجوم على لبنان، وكاملا هاريس تُسرّع فتح الجبهة

  • ٢٦ تموز ٢٠٢٤
  • عبدالله ملاعب

مستشار «العربية» للشؤون العسكرية رياض قهوجي يتحدّث لبيروت تايم عن احتمال شنّ إسرائيل هجوماً على لبنان

إنتهى خطاب نتنياهو، وعادت التصريحات الإسرائيلية المليئة بالتهديدات لحزب الله واللبنانيين. قائد القيادة الشمالية في الجيش الإسرائيليي أوري غوردين، تحدّث اليوم من على الجبهة الحدودية مُحذّراً لبنان. غوردين قال إنَّ الهجوم على لبنان سيكون حاسماً وقاطعاً، مؤكّدا ما قاله نتنياهو أمام الكونغرس الأميركي أنَّ الواقع الأمني في المنطقة الشمالية سيتغيّر وسيتمكّن جميع الإسرائيليين من العودة إلى الشمال المهجور. 

تلك التصريحات التي أتت على لسان نتنياهو من أمام الكونغرس، وعاد مضمونها قائد القوات الشمالية، لا تشبه الواقع على الأرض. سكَّان الجليل خائفون. العديد منهم قرّر النزوح النهائي من المناطق الحدودية مع لبنان. تأجَّل العام الدراسي في المنطقة الشمالية إلى أجل غير مسمى. الإسرائيليون في الجليل يواجهون أطول فترة نزوح منذ قيام الدولة. 

يقول قائد للشرطة الإسرائيلية في «كريات شمونة»، بان حيمو، في حديث صحافي نشر له اليوم، «من الصعب أن ندبّر شؤون بلدة تحت القصف، إنَّما الأصعب أن تكون البلدة خالية من سكانها بشكل شبه تام». حيمو قارن لصحيفة إسرائيلية الواقع بين جنوب إسرائيل، على الحدود مع غزة، بالواقع في الشمال. يقول إنَّ الجنوب بات منطقة يزورها إسرائيليون للتمعّن، بما أسماه فداحة ما ارتُكب في السابع من أكتوبر، فيما الشمال هنا، يشهد قصف متواصل لحزب الله لم تشهد له إسرائيل مثيلا. لم يتبنَ هذا الشرطي، سردية نتنياهو أو قائد القوات، بل قالها جهارةً للإسرائيليين: لا تأتوا إلى الشمال!

ماذا يعني التهديد الإسرائيلي؟

يقول الباحث والكاتب في شؤون الدفاع رياض قهوجي في حديث مع «بيروت تايم»،«إنَّ الاحتمال الهجوم العسكري على لبنان لا يزال قائما، وهو لم يتغيّر أو يزداد أو ينقص». قهوجي اعتبر أنّ ذلك الاحتمال كان قائما من اليوم الأول والإسرائيلي فتح الجبهة في 8 أكتوبر، لو لم يردعه الأميركي عن القيام بذلك. يُضيف قهوجي، «دعوات فتح الجبهة الشمالية مستمرة وتتزايد من عدة أوساط إسرائيلية ومن جميع الأحزاب والقيادات العسكرية، طالما الجبهة مشتعلة وحزب الله يرفض الحل الديبلوماسي قبل انتهاء حرب غزة». ويُشير إلى نقطة مهمة تتمثل بأنَّ الإسرائيلي اليوم أكثر وضوحا بأنّه يتحضّر للعملية، والأمر لم يعُد فرضية، بل أصبح التساؤل: متى سيحصل الهجوم؟ 

 

أي دور لتصريحات هاريس الأخيرة؟ 

إلى ذلك، تبقى نقطة مهمة في سياق الحديث عن الجبهة الشمالية، تتمثّل بتصريحات المرشحة الرئاسية عن الحزب الديمقراطي كمالا هاريس التي يبدو أنَّها أكثر اهتماما بوقف إطلاق النار في غزة. هاريس بعد اللقاء الذي جمعها مع نتنياهو، تحدّثت عن معاناة الغزيّين. اعتبرت أنَّ حل الدولتين هو الحل الوحيد، وعلى الرغم من تأكيدها بأنّ «حماس» منظمة إرهابية، إلا أنّها أظهرت اقتناعا وحرصا على وقف الحرب الدائرة ولم تعطِ تبريرات لإسرائيل كما يفعل الرئيس جو بايدن.

وفي الإطار، اعتبر قهوجي أنّ تصريحات هاريس تشجع إسرائيل على القيام بعملية اليوم قبل الغد، على الجبهة الشمالية. قهوجي قال لبيروت تايم، «إنَّ الانتخابات الأميركية قد تأتي بهاريس إلى البيت الأبيض بحسب إستطلاعات الرأي التي أظهرت بعضها تقدّم هاريس على ترامب، وبالتالي قد يجد الإسرائيلي بالأشهر المقبلة، قبل الانتخابات الرئاسية، فرصة لشن عملية عسكرية على حزب الله إن كانت لديه النيّة لفعل ذلك، معتبراً أنَّ الأشهر المقبلة قد تكون «النافذة لإسرائيل لتنفيذ عملية عسكرية في الشمال».

في المحصّلة، تبقى الثابتة الأساس متمثلة بانتقال القيادة العسكرية الإسرائيلية من مرحلة دراسة الهجوم على لبنان إلى مرحلة تحديد توقيت الهجوم. والأكيد أيضا أنَّ إسرائيل تتمنى وصول نتنياهو البيت الأبيض في نوفمبر المقبل، وإن بقيت حظوظ هاريس في الارتفاع، سيزداد الضغط العسكري على القيادة السياسية الإسرائيلية لإنهاء الخطر الموجود في الشمال قبل فوات الفرصة.