سجن رومية يتحوّل إلى مقبرة: وفاة سجين نتيجة إهمال الدولة!

سجن رومية يتحوّل إلى مقبرة: وفاة سجين نتيجة إهمال الدولة!

  • ٣١ آب ٢٠٢٤
  • خاص بيروت تايم

تسود حالة من التوتر في سجن رومية وتحديدًا في المبنى "ب" المخصص للموقوفين بقضايا الإرهاب، وذلك بعد وفاة السجين عمر حسن حميد (المُلقب بإسم عمر تمولي)، بنوبة قلبية فُجائية سارعت في وفاته، نتيجة تأخر حضور طبيب السجن لمعالجته.

في التفاصيل التي حصلت عليها "بيروت تايم"، فإن السجين عمر حميد (35 عاماً)، من بلدة عرسال، أصيب اليوم السبت 31 آب، بأوجاع قوية بصدره، فطلب مساعدة رفاقه داخل السجن، لكنه لم يتمكن من تحمل الأوجاع القويّة، فأغمى عليه، وبقي مرمياً على الأرض لأكثر من ساعتين، من دون تدخل أي طبيب لمعالجته، فتوفي بذبحة قلبية وأخرج بعدها من السجن. 
وحسب المعلومات التي حصلت عليها "بيروت تايم" فإن السجين عمر حميد قد دخل السجن منذ سبعة أعوام، بتهمة "الإرهاب والتخطيط لتنفيذ أعمال إرهابية"، واتهم بعلاقته بملف خالد حميد المُتهم بالإنتماء إلى "القاعدة" وتوفير الأسلحة لمجموعات في سوريا، والذي قُتل على يد الجيش اللبناني في عام 2013، وقد حُكم على عمر حميد بالسجن المؤبد، فتقدم بطعن اعتراضاً على الحكم أمام محكمة التمييز وكان بانتظار القرار الجديد، لكنه توفي قبل ذلك. 
ما حدث اليوم لم يكن متوقعاً، فبعد إصابته بوعكة صحية، تأخر الطبيب عن الحضور، وحسب معلومات "بيروت تايم" فإن الطبيب يحضر إلى سجن رومية مرتين أو ثلاثة كحد أقصى خلال أيام الأسبوع، ما أدى إلى بقاء حميد مرمياً على الأرض لأكثر من ساعتين حتى فارق الحياة. 
وحالة من الغضب سيطرت على مبنى رومية، نتيجة الإهمال الحاصلة والتي من الممكن أن تشكل خطراً مباشراً على حياة جميع المساجين في حال تعرضهم لوعكة صحية، أما الفضيحة الأكبر وحسب معلومات "بيروت تايم" هو أن مستشفى ضهر الباشق تبعد عن سجن رومية دقائق قليلة، وكان متاحاً أمام العناصر الأمنية التدخل السريع لإنقاذ حياة السجين ونقله إلى المشفى ولكن هذا الأمر لم يحصل أبداً وفقاً لمعلومات "بيروت تايم". وبناءً على هذه المعطيات، سيطر الغضب على المساجين، الذين توجهوا نحو الأبواب الحديدية وضربوا على الحديد والنوافذ الحديدية تعبيراً عن غضبهم من الإهمال الحاصل داخل مبنى سجن رومية، وقد انتشرت مقاطع مصورة من داخل سجن رومية وتحديداً مبنى "ب" تظهر غضب المساجين وصراخهم. 
ولتهدئة وضبط الفوضى داخل سجن رومية وتجنباً لأي أعمال شغب من المساجين، جرى تأمين قوى من مكافحة الشغب مؤلفة من عشرات العناصر التي هددت "بحسب المعلومات" باقتحام السجن في حال حدوث أي فوضى بالداخل. 

يُذكر أن سجن رومية بات مكتظاً بالمساجين، ويعاني الموقوفين من مشاكل عديدة، فالطعام المقدم قليل وبعضه عفن، والزنازين تغصّ بالمساجين، والمياه ملوثة، وتتفشى الأمراض الجرثومية والجلدية كالجرب نتيجة الإكتظاظ واستخدام عشرات الموقوفين لمرحاض واحد، فإن القدرة الإستيعابية للسجن لا تتخطى الـ1500 بينما تتجاوز الآن أكثر من 4000 سجين، كما أنهم يعانون من صعوبة الحصول على الطبابة، وتراجع المساعدات والرعاية الطبية بسبب عدم صرف الدولة لمستحقات الأطباء المناوبين، كما أنهم يعانون من بطء صدور أحكامهم وهو الأمر الذي يدفع المساجين إلى إحداث الفوضى داخل السجن بهدف الضغط على الدولة اللبنانية للمطالبة بحقوقهم، وهو ما دفع بالكثير من المساجين إلى الإنتحار. فهل سيكون الإهمال الطبي المُتفشي في رومية سبباً أساسياً لإنتفاضة السجناء؟ وهل تحول سجن رومية إلى مقبرة للمطلوبين؟