بالفيديو.. تراجع الحركة الجوية والسياحية في لبنان: خسائر فادحة وسط التصعيد العسكري

بالفيديو.. تراجع الحركة الجوية والسياحية في لبنان: خسائر فادحة وسط التصعيد العسكري

  • ١٦ تشرين الأول ٢٠٢٤

شمس الدين: «الطائرات تعود شبه فارغة!»

تشهد الأوضاع في لبنان تدهورًا متسارعًا، حيث أنّ أعداد اللبنانيين الذين  يغادرون البلاد في تزايد ملحوظ نتيجة أجواء القلق والخوف المتصاعد. ومع استمرار التصعيد العسكري بين حزب الله وإسرائيل وتبادل التهديدات بين الطرفين، إنّ الموسم السياحي حكماً قد تلقى «ضربة قاتلة»، ما أدى إلى تكبد الدولة اللبنانية والمطار خسائر فادحة.

وفي هذا السياق، أكد محمد شمس الدين، الباحث في الدولية للمعلومات، في مقابلة مع «بيروت تايم»، أنّ «الطائرات تغادر لبنان مليئة بالركاب، لكنها تعود شبه فارغة ». وأنّ «أعداد الركاب في الرحلات العائدة بين 17 و20 راكبًا فقط، في حين تغادر الطائرات وهي محملة بأكثر من 150 راكبًا». هذا التباين يشير إلى خسائر كبيرة في حركة المطار.

منذ بداية عام 2023 وحتى نهاية شهر آب، بلغ عدد الوافدين إلى لبنان عبر المطار 2,515,979، بينما بلغ عدد المغادرين 2,484,462. مما يعني أنّ إجمالي الحركة الجوية في هذا العام حتى تاريخه وصل إلى 5,000,441 راكبًا. أما في عام 2024، فقد بلغ عدد الوافدين حتى نهاية شهر آب 2,205,035، بينما غادر 2,213,224، ليصل الإجمالي إلى 4,418,259. وهذا يعكس تراجعًا في الحركة بنسبة 11.6٪ بين عامي 2023 و2024 .

وأشار شمس الدين إلى أنّ «الكارثة الكبرى ظهرت في شهر أيلول»، خاصة بعد قصف الضاحية وتصاعد العدوان الإسرائيلي. انخفض عدد القادمين إلى نحو 1,000 إلى 1,200 يوميًا، بينما غادر ما يقرب من 6,000 شخص يوميًا. وتوقفت معظم شركات الطيران عن العمل في لبنان باستثناء شركة طيران الشرق الأوسط (Middle East Airlines) التي تنظم حوالي 40 إلى 41 رحلة مغادرة وقدوم يوميًا.

وأضاف شمس الدين: «الحكومة اللبنانية فرضت في موازنة 2024 رسوم مغادرة قدرها 35 دولارًا للدرجة السياحية، و50 دولارًا لدرجة الأعمال، و65 دولارًا للدرجة الأولى. ومع تراجع أعداد المغادرين، تراجعت بالتالي الإيرادات». ومع أنّ شركة طيران الشرق الأوسط هي الوحيدة التي لا تزال تعمل في مطار بيروت، إلا أنّ الحركة تراجعت مقارنةً بالأيام العادية، مما يشكل خسارة إضافية للدولة اللبنانية نتيجة انخفاض الرسوم المفروضة على المسافرين.

وعن إيرادات الدولة، أوضح شمس الدين أنّ «إيرادات الدولة من رسوم المغادرة تراجعت منذ بداية العام وحتى الآن بنحو11 مليون  دولار، ومن المتوقع أن ترتفع هذه الخسائر أكثر بين شهري أيلول وتشرين مع انخفاض حركة المطار». وفيما يتعلق بالخسائر المحتملة لشركة طيران الشرق الأوسط، أوضح أنّ «الشركة لا تتعرض لخسائر مباشرة، ولكن هناك تراجع في الأرباح، كونها باتت الشركة الوحيدة العاملة في لبنان، مما عوّض جزءًا من تراجع عدد الركاب».

فضلاً عن أنّ «تراجع حركة المطار ينعكس على مجمل الحركة السياحية في لبنان، بما في ذلك الفنادق والمطاعم ووسائل النقل وأماكن التسوق».
الحرب الحالية لم تُضف سوى المزيد من الأعباء على الدولة اللبنانية، التي هي أصلاً غارقة تحت ثقل أزمة اقتصادية غير مسبوقة، مما يجعل التحديات أمام البلاد تتفاقم يوماً بعد يوم.
 تبقى هذه الأرقام المخيفة معرضة للارتفاع أكثر فأكثر إذا لم يتم التوصل سريعًا إلى حل دبلوماسي ينهي الأزمة ويفرض وقف إطلاق النار في لبنان. فالسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل هذا الحل ممكن؟ على أمل أن يتجاوز لبنان بسلام هذه المرحلة الصعبة.