كيف تفاعل العلماء مع فوز ترامب؟
كيف تفاعل العلماء مع فوز ترامب؟
ما تأثير قرارت ترامب على الصحة، والبيئة، والذكاء الإصطناعي؟
أعرب العديد من العلماء على مستوى العالم عن إنزعاجهم من فوز ترامب في الانتخابات الأميركية بناء على «خطابه المناهض للسياسات العلمية خلال ولايته السابقة» حسب ما جاء في تقرير لمجلة «نايتشر» الأميركية نشر في 6 تشرين الثاني 2024.
وجاء في التقرير، أنّ الكثيرين يستعدون للهجمات على العلماء أكان خارج الحكومة أو داخلها. وإنّ الوعود التي أطلقها ترامب خلال حملته الإنتخابية قد تؤثر بشكل كبير على العلماء وسياسات العلوم، وقد أثارت الجدل والخوف حول آلية تنفيذها، وحول تأثيرها على قوانين الصحة والمناخ والذكاء الإصطناعي.
فقد عبّر العديد من العلماء في جميع أنحاء العالم عن خيبة أملهم وقلقهم بعد فوز ترامب ويعود ذلك إلى خطابه المعادي للسياسات العلمية خلال ولايته السابقة.
علماء وردود فعل
يقول فرايزر ستودارت، الحائز على جائزة نوبل والذي غادر الولايات المتحدة العام الماضي وهو الآن عضو في قسم الكيمياء بجامعة هونغ كونغ: «في حياتي الطويلة التي امتدت لـ 82 عامًا... لم يكن هناك يوم شعرت فيه بالحزن أكثر من هذا». وأضاف: «لقد شهدت شيئًا أعتقد أنّه سيء للغاية، ليس فقط للولايات المتحدة، بل لجميعنا في العالم».
ويقول مايكل لوبيلي، أستاذ الفيزياء في جامعة نيويورك والذي يتتبع قضايا السياسة العلمية الفيدرالية: «بالنظر إلى استقطاب السياسة الأمريكية الآن، فأنا مصدوم، ولكنني لست مندهشًا» من النتيجة. وتعتبر تداعيات فوز ترامب على السياسات الحكومية والعلمية عميقة، خاصة بسبب تشككه العميق في العلماء وغيرهم من الخبراء الذين يديرون سياسات الصحة العامة والبيئة في الحكومة الفيدرالية.
وتقول غرازيينا ياسيينسكا، الباحثة في مجال طول العمر في جامعة ياغيلونيان في كراكوف، بولندا: «نحتاج إلى أن نكون مستعدين لعالم جديد». وتضيف: «أحاول أن أكون متفائلة، لكن من الصعب العثور على أي جوانب إيجابية للعلم العالمي والصحة العامة إذا تولى الجمهوريون السلطة».
شيلا جاسانوف،عالمة الاجتماع في جامعة هارفرد،قالت:«إنّ فوز ترامب يوضح الإنفصال بين الباحثين الأكاديميين والكثير من الناخبين الجمهوريين، إنّها لحظة تعلّم أن نجد أرضية مشتركة إجتماعية، وقد يتطلب من العلماء والنخب الأكاديمية بعض من التواضع لمعرفة كيفية التعامل مع هذا الإنقسام الاجتماعي والسياسي»
إلى ذلك ، عبّر باحثون في المجال العلمي عن قلقهم إزاء فوز ترامب نسبة لاستطلاع أجرته مجلة «نيتشر» في تشرين الأول، حيث أجاب أكثر من 2000 شخص على الإستطلاع، وقال 86% منهم أنّهم يفضلون المرشّحة كامالا هاريس بسبب قضايا مثل تغير المناخ والصحة العامة وحالة الديمقراطية في الولايات المتحدة. وأشار البعض إلى أنّهم في وضع تغيير مكان إقامتهم أو دراستهم إذا فاز ترامب.
وليس كل الباحثين في موقف عداء فقد أيّده 6٪ من المستطلعين نتيجة مخاوفهم من قضايا الأمن والإقتصاد ومنهم مونروي فونيسكا كبير المسؤولين العلميين في مختبر «سيلي نيوروساينس لعلم الأعصاب » في مدينة مكسيكو سيتي قائلاً إنّه «الأقل شراً»، و«أنّ الاقتصاد المكسيكي يعتمد بشدة على القرارت التي تتخذها الحكومة الأميركية».
الصحة،المناخ،الذكاء الإصطناعي
وردود الفعل هذه تعود الى مواقف ترامب من الإحتباس الحراري فقد وصف في السابق تغيّر المناخ بأنّه خدعة وسحب الولايات المتحدة من إتفاقية باريس للمناخ أثناء ولايته السابقة. و«أنّ الولايات المتحدة لن تتحرك كما يلزم نحو التخفيف من مخاطر المناخ والإبتكار في مجال التكنولوجيا النظيفة» على حد تعبير مدير معهد بوتسدام لتأثير المناخ في ألمانيا هانز شيلنيوبر. كما أعلن أنّه سيمنح روبرت ف. كينيدي جونيور، (شخصية سياسية شككت في سلامة اللقاحات)، دورًا كبيرًا في إدارته. فقد علّق المدير التنفيذي للجمعية الأميركية للصحة العامة في واشنطن العاصمة «سوف يمرض الناس ويموتون بسبب الموقف المرتبك حول اللقاحات إذا نفذ ترامب وكينيدي وعودهما».
وأشارترامب أيضاً الى تسهيل فصل المتخصصين مثل العلماء من الحكومة الأمريكية إذا عارضوا أجندته السياسية. فيما أشار آخرون الى خشيتهم من تقليص تمويل الأبحاث العلمية وتراجع الشراكات العلمية الأجنبية وخاصة مع الصين بحسب ما ورد في التقرير.
كما وعد أيضاً خلال حملته الانتخابية بإلغاء إرشادات الأمان الخاصة بالذكاء الاصطناعي، وهي إرشادات تنظيمية تتعلق بخصوصية البيانات المستمدة من المستخدمين وتوجب ضرورة ضبط استخدام الخوارزميات المتحيزة التي تضرّ بمجموعات معينة من البشر. وبحسب رومان يامبولسكي،عالم الكومبيوتر وباحث سلامة الذكاء الإصطناعي في جامعة لويرفيل-كنتاكي،«إنّ إزالة اللوائح الرقابية حول تدريب أنظمة الذكاء الإصطناعي المتقدمة تهدد سلامة الأميركيين والعالم، لأنّها قد تعمل بطرق غير متوقعة تسبب ضرراً للبشر» على المستوى الإنساني والأخلاقي.
على الرغم من ذلك، يرى البعض أنّ الشخص الأكثر استفادة من فوز ترامب في هذا المجال هو إيلون ماسك، في إطار مشاريع التكنولوجيا الحديثة. ومقابل دعم ماسك لترامب، قد تتيح إدارة الأخير فرصة غير محدودة لمشاريع كبار شركات التكنولوجيا.