من ثورة ١٧ تشرين.. إلى معارك الجرود إلى ترسيم الحدود: نقاط قوة جوزيف عون

١٠ كانون الثاني ٢٠٢٥
تيريزا كرم

.كيف استطاع قائد عسكري أن يجمع حوله تأييدًا داخليًا وخارجيًا كالذي حظي به جوزيف عون؟ سؤال طرح عقب انتخابه رئيساً

عيّن ميشال عون بالمرسوم رقم 305 بتاريخ 8 آذار 2017 العميد الركن جوزيف عون قائدًا للجيش ورقاه إلى رتبة عماد. القرار حظي بمباركة أميركية، خصوصاً مع الأهمية التي توليها الأخيرة لمسألة ضبط الحدود والتعامل مع الإرهاب، وقد نجح الجيش اللبناني بقيادة جوزيف عون في كل المعارك الحاسمة التي قادها ضد الإرهاب، وأبرزها تحرير جرود رأس بعلبك والقاع عام 2017.

التصدي لفساد جبران باسيل :

رغم أنّ ميشال عون كان من المؤيدين لتعيين جوزيف عون، إلا أنّ رئيس التيار، صهره، جبران باسيل، عارض الأمر.

باسيل كان يفضّل تعيين العميد إلياس ساسين. لكن خضع للأمر الواقع وحاول إستغلال الجيش ومديرية المخابرات لتحقيق مكاسب سياسية، إلا أنّ جوزيف عون لم يستجِب له، خصوصاً شفي انتخابات العام ٢٠١٨.

وخلال ثورة 17 تشرين، تزايدت مطالب باسيل وميشال عون لقمع التظاهرات، لكن قائد الجيش رفض الإنصياع، مما أدى إلى توتر العلاقة معهما. المواجهة ازدادت حماوة مع تعيين إلياس بو صعب وزيرًا للدفاع عام 2019، والذي دخل في مواجهة علنية مع قائد الجيش. وقد كانت سابقة تاريخية أن يواجه وزير دفاع قائد الجيش.

ملف ترسيم الحدود البحرية :

جوزيف عون كان جزءًا من الوفد المفاوض لترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، والذي أثمر بتوقيع الاتفاق في 27 تشرين الأول 2022. عمل عون على تحقيق مصلحة لبنان إستنادًا إلى دراسة علمية وقانونية أعدتها قيادة الجيش. في المقابل، حاول باسيل التشكيك بالوفد ومقرراته.

هذا الملف شكّل محطة مفصلية، حيث تبنى المستشار طوني حداد وجهة نظر قائد الجيش، ما أدى إلى إنفصاله عن فريق ميشال عون.

الحفاظ على مؤسسة الجيش :

وسط الإنهيار الإقتصادي الحاد عام 2019، تمكن الجيش بقيادة جوزيف عون من البقاء صامدا. حصل الجيش على مساعدات دولية من أكثر من دولة، وقد نجح عون بتنظيم مؤتمر باريس عام 2021 لدعم الجيش وتأمين مساعدات إنسانية ولوجستية تجاوزت قيمتها الـ 200 مليون دولار.

مكافحة الفساد :

خلال قيادته للجيش رفض جوزيف عون الإنخراط في دهاليز الفساد، بما في ذلك التعيينات الكيدية. على سبيل المثال، واجه وزير الدفاع موريس سليم حول تعيين ضباط مستشارين لدى هيئات المحاكم.

إدارة الأزمات الكبرى ونجاح عون على الصعيد الإداري:

بعد إنفجار مرفأ بيروت في 4 آب 2020، لعب الجيش دورًا حاسمًا في الإستجابة السريعة، من عزل مسرح الجريمة إلى تنظيم عمليات البحث والإنقاذ وإعادة تفعيل المرفأ. هذه الإدارة المنهجية برزت كدليل على قدرة الجيش تحت قيادة جوزيف عون على التعامل مع الأزمات الوطنية.

حماية مطار رفيق الحريري:

في سياق الحرب الإسرائيلية الأخيرة في لبنان ومحاولات إيران إستغلال الرحلات الجوية لنقل أموال للحزب، نجح جهاز أمن المطار بقيادة العميد فادي الكفوري بالتصدي لتلك المحاولات. هذا برز كدليل إضافي على حرص الجيش على السيادة والمرافق العامة.

اليوم، وبعدما بات رئيساً، يُنظر إلى جوزيف عون كشخصية إصلاحية، قادرة على معالجة الأزمات. يُتوقع أن يركز على استعادة سيادة الدولة، تطبيق القرارات الدولية مثل القرار 1701، جمع السلاح غير الشرعي، مكافحة الفساد، إصلاح المؤسسات، وتعزيز العلاقات الدولية لإعادة الثقة بلبنان.

وفي إنتخابه رئيساً يعلق اللبنانيون آمالاً كبيرة عليه في دفع عجلة الإستقرار والمؤسسات، والتصدي لكل ما يمس السيادة الوطنية.