بعد الستين يومًا: مفترق طرق حاسم في لبنان وأفق الإستقرار المجهول!
بعد الستين يومًا: مفترق طرق حاسم في لبنان وأفق الإستقرار المجهول!
مع اقتراب إنتهاء المهلة المحددة في إتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، تُطرح الأسئلة الكبرى حول مصير لبنان بعد الستين يومًا، وما إذا كان الاتفاق سيحقق الإستقرار أم سينشئ تحديات جديدة.
بينما تتجه الأنظار إلى جنوب لبنان مع اقتراب إنقضاء المهلة المحددة في إتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، يصبح السؤال الأبرز: ماذا سيحدث بعد «الستين يومًا»؟ وهل سيُحقق هذا الإتفاق الإستقرار المنشود، أم أنّ البلاد ستواجه تحديات جديدة تهدد أمنها وسيادتها؟ ماذا عن السيناريوهات المحتملة والمتغيرات السياسية والأمنية التي قد تؤثر على مجريات الاحداث؟
الإتفاق وأبعاده: هدنة دون ضامن حقيقي
بقاءُ القوات الإسرائيلية: السيناريو الأكثر تعقيدًا
خيار الانسحاب الكامل: حسابات إسرائيلية ومأزق سياسي
الإنسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من جنوب لبنان يبقى السيناريو الأكثر منطقية، في ظلّ تدمير البنية التحتية في المنطقة وعدم جدوى التواجد العسكري الإسرائيلي بعد الدمار الذي لحق بها. إضافة إلى ذلك، فإنّ إستمرار وجود القوات الإسرائيلية سيضعها في موقف محرج أمام الضغوط الدولية، لا سيما من قبل الولايات المتحدة وفرنسا، اللتين تلعبان دورًا مهمًا في ضمان تنفيذ الاتفاق. وإنّ التمسك بالبقاء في المنطقة بعد المهلة لن يحقق لإسرائيل أي مكاسب إستراتيجية ملموسة، بل قد يفاقم الأزمة.
رغم عدم تصريحه المباشر بخوض حرب جديدة ضد إسرائيل، يبدو أنّ حزب الله ليس في وضع يسمح له بفتح جبهة جديدة في هذه المرحلة. آثار الحرب الأخيرة على الحزب كانت عميقة، وقراءة المتغيرات الإقليمية والدولية تفرض عليه حسابات معقدة. في خطابات قادته، يظهر التوجه نحو مرحلة «الدولة»، مما يعكس تحولًا في الاستراتيجية العسكرية والسياسية. ومع ذلك، يبقى الحزب ملتزمًا بعدم التفريط في مصالحه الإقليمية، وهو ما قد يعقد مسار الاستقرار في المنطقة.
سيادة لبنان: بين الضغوط الدولية و«التلاعب» الداخلي
الجيش اللبناني: جاهزية وإمكانات في مواجهة المماطلة الإسرائيلية
الجيش اللبناني، الذي كان حاضرًا في الجنوب منذ بداية تنفيذ الاتفاق، لا يزال مستعدًا للاضطلاع بدوره في حفظ الأمن بعد انسحاب إسرائيل. التنسيق مع قوات اليونيفيل قد يسهم في تعزيز الإستقرار في المنطقة، لكن هناك تحديات مرتبطة بمماطلة إسرائيل في الإنسحاب. رغم ذلك، يظل الجيش اللبناني على إستعداد لتنفيذ مهامه بالتعاون مع الأطراف الدولية والمحلية. إلا أنّ الضغط الإسرائيلي يمكن أن يحول دون إستكمال تنفيذ بنود الاتفاق.