تحذير.. قرار توسيع الطرقات في قاديشا: مخالفة قانونية صارخة

تحذير.. قرار توسيع الطرقات في قاديشا: مخالفة قانونية صارخة

  • ١٢ شباط ٢٠٢٥

أصدرت الهيئة الدائمة لتاريخ جبة بشري بياناً تحذيرياً رداً على قرار وزير الثقافة السابق محمد مرتضى بخصوص فتح شبكة طرقات داخل وادي قنوبين- قاديشا.ما يخالف معايير التراث العالمي والخصوصيات التاريخية والثقافية والبيئية للوادي.

أصدرت الهيئة الدائمة لتاريخ جبة بشري بياناً، تعليقاً على القرار المستغرب الذي أصدره وزير الثقافة السابق  في حكومة تصريف الأعمال محمد وسام مرتضى، بتاريخ 28 كانون الثاني 2025، يحمل الرقم 2025/م.إ.م/13، يسمح بتوسيع شبكة الطرقات داخل وادي قنوبين، المصنّف على لائحة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو. هذا القرار، الذي جاء دون الرجوع إلى الجهات المختصة أو إستشارة الهيئات الدولية، اعتُبر من قبل جمعيات بيئية وأطراف محلية ووطنية إنتهاكاً صارخاً للقوانين اللبنانية والإتفاقيات الدولية لحماية التراث. التي لا تجيز أي تدخّل في معالم وادي قاديشا إلّا ضمن معايير تحددها الجهات المختصة. ما أثار إستنكاراً على المستوى الوطني، من باب الحرص على ما تبقى من الإرث اللبناني الثقافي والتاريخي والطبيعي، المعرّض دائماً لمخاطر التشويه والقرارات العشوائية والمحسوبيات.
وقد جاء في البيان الموقع من د.عصام خليفة وسمير غصن، بتاريخ  12 شباط 2025 التالي:

«الهيئة الدائمة لتاريخ جبّة بشرّي»
يهمّ الهيئة الدائمة لتاريخ جبّة بشرّي، تعليقًا على قرار وزير الثقافة السابق محمد وسام مرتضى والقاضي بتوسيع طريق إلى قرية قنّوبين في الوادي المقدّس، أن تعلن ما يلي:

أولًا: في المسلّمات.

١- أولويّة إحترام قرار الأونيسكو بالحفاظ على خصوصيّة وادي قاديشا.
٢- أولويّة أخذ الموافقة الرسميّة والخطّية من الجهات المختصّة في الدولة، أي المديريّة العامة للآثار والمسؤولة المباشرة عن آثار محافظة الشمال.
٣- أولويّة إحترام تراث البطريركيّة المارونيّة في الوادي وتوصيات مجامعها، التاريخيّة منها والحديثة.
٤- أولويّة إحترام المتطلبات التراثيّة والطبيعيّة في مواجهة كلّ الجهات التي تسعى إلى إستغلال الوادي لمصالح إستثماريّة جشعة.
٥- أولويّة الحرص على الإنماء الحقيقي والرفاه لأهالي وادي قنّوبين.
تزداد المخاوف من تستُّر نوايا استكمال شقّ الطريق خلف المماطلة في تنفيذ ما تمّ التعهّد به، ومن تحوّل التشويه الذي حصل في الوادي إلى أمر واقع، ونتمنّى أن تتبدّد مخاوفنا بشكلٍ رسميّ ونهائيّ.

ثانيًا: في الموقف.

لمّا كان وزير الثقافة السابق لم ينل الموافقة الخطّية  المسبقة من المديريّة العامة للآثار، كما لم ينل موافقة خطّية مسبقة من الأونيسكو.
- ولمّا كان قرار الوزير المذكور قد صدر في فترة تصريف الأعمال، حين لا يجوز له إصدار قرارت رئيسيّة، بناءً على تعميم رئيس الحكومة المستقيلة، والذي يحصر دور الوزراء في تصريف الأعمال.
- ولمّا كان قرار الوزير يلحظ شبكة طرقات متشعّبة، وبطريقة وصفيّة مبهمة ومشبوهة (… التي تربط معظم أحيائها في ما بينها، كما بدرب وادي قاديشا الممتدّ من معمل الكهرباء إلى كامل النطاق العقاري للقرية)  ومن دون أيّ مخطّطات وخرائط وتوصيات فنّية.
لذلك، فإنّنا نهيب بجميع المسؤولين الروحيّين والثقافيّين والبيئيّين والسياسيّين والأمنيّين الرسميّين، وبالأخص، معالي وزير الثقافة الجديد، الدكتور غسان سلامة، أن يقوموا بإلغاء هذا القرار الجائر بحقّ التراث والطبيعة والثقافة العالميّة.
إنّ الهيئة تراقب أوضاع الوادي بحرصٍ ويقظةٍ، وتحذّر من أيّ قرار قد يجبرها على التحرك القانونيّ والشعبي للتصدّي لكل ما قد يشوّه الوادي التاريخيّ.

الهيئة الدائمة لتاريخ جبّة بشرّي
د عصام خليفة & أ سمير غصن
الديمان في ١٢ شباط ٢٠٢٥