الإنتخابات الخارجية: لماذا يهتم اللبنانيون!
الإنتخابات الخارجية: لماذا يهتم اللبنانيون!
هل مصلحتنا بفوز اليمين أو اليسار في أوروبا؟!
وكأنّ الفراغ اللبناني والأزمات المتعاقبة والآفاق المسدودة على جميع الصعد، بات عدوى تتفشّى في العقول، فيغطّي اللبنانيون هذا الفراغ في عقولهم بالسياسات الخارجية المتشعّبة والمعقّدة بتحليلات وتحيزات الى هذا وذاك، دون إدراك تأثيرها الحقيقي على السياسة الشرق الأوسطية. يضيع اللبنانيون بين المواقف الخارجية التي تتلاعب بالآراء الداخلية، فيتّخذ اللبنانيون موقفاً من التيارات السياسية الكثيرة في أنحاء العالم، وفي بلادنا فريق مؤيد لكلّ تيار، يتوهم أنّه يصبّ لصالحه.
الصعود الملحوظ للتيارات اليمينية في أوروبا، والصراع بين «بايدن وترامب»، والنتائج المنتظرة من إنتخابات باقي الدول الأوروبية، لا شكّ أنّ تداعياتها كثيرة، ولكن من قال أنّ سياسة اليمين في أوروبا، الذي يسمّيه البعض «المتطرّف» هي الأكثر إفادة للبنان، أم إنّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هو عرّاب لبنان حقيقة؟
إلى ذلك، لنتذكّر بُعيد إنفجار 4 آب، عندما غلبت مصلحة ماكرون الشخصية على خطابه الإنتخابي، فتفاوض مع الطبقة الفاسدة في لبنان، ومال لمرشح حزب الله للرئاسة الوزيرالسابق سليمان فرنجية حسبما تداول الإعلام! ويمثّل الأخير أحد سماسرة السياسة في لبنان، فبدلًا من إصلاحها، يستثمر بها تعميقًا للفساد والمصلحة الخاصة.
بالنسبة إلى اليمين في أوروبا، لا يرى الأكاديمي مهند علي الحاج أي سيطرة كاملة له على السياسة، في حين لم يحصّل اليمين غالبية كاملة، إذ يضطر للإئتلاف مع كتل أخرى، ما يخفّف من تأثيره.
ولفت إلى الإنشطار الحاصل على المستوى الأوروبي، فمقابل اليمين الصاعد في إيطاليا، هولندا وفرنسا، هناك قوى معادية لها في بريطانيا وبلجيكا، ما يشكّل حاجزاً أمام سياسة اليمين، خاصة أنّ ألمانيا اليوم يقودها حزب يساري.
وإذا تحدّثنا عن الإنتخابات الأميركية، تنقسم الآراء في لبنان بين جمهوري وديمقراطي، ولكن هل سألتم إذا حقّاً خطّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب مثلاً قد يجدي نتيجة أكثر إيجابية من بايدن؟
في هذا السياق، أكّد علي الحاج أنّه إذا فاز الرئيس الأمريكي ترامب، في الإنتخابات الحالية، لا بدّ أن يتعزّز «اليمين» في إسرائيل بإعطائه الشرعية. ومن ناحية أخرى، على مستوى ضرب المفاهيم الليبرالية قد يكون ترامب رأس حربة في هذا المجال.
عموماً، لا بدّ من أي رئيس دولة أن يحترم المؤسسات الدولية والنظام الدولي والقرارات الأممية؛ وأي خروج عن هذه القاعدة سيزيد من حوله جبهات الصراع، ويجعل منه فريسة سهلة المنال، وهذا ما حصل مع ترامب أمام مرّشحه المنافس جو بايدن. وإذا تطرّقنا إلى السياسة الأميركية الخارجية في عهد بايدن تجاه الوضع الفلسطيني الحالي، على الرغم من الإنحياز الأمريكي للموقف الإسرائيلي، فهي إمتداد للإدارات السابقة، ومنها إدارة ترامب، وتسير على نفس الخطى، و بايدن ليس الرئيس الذي سيقوم بحل الصراع في المنطقة؛ إلّا أنّه اتبع سياسة الهدوء في التعامل لتفادي سياسة التخبط التي واجهت ترامب.
بالمحصّلة، تغيّر المناخات السياسية في الخارج، هاجس يلاحق اللبنانيين في أحاديثهم وتحليلاتهم، والكثير منّأ لا يفهم أقل المصطلحات، حتى اليوم لا نفرّق في صحفنا وإعلامنا بين أقصى اليمين واليمين المتطرّف، فكيف لنا أن نتوقّع تأثير هذه السياسات على الداخل. ولو مهما تبدّلت الخطة المرسومة للشرق الأوسط فمصيره واحد حالياً: المعاناة !