تشييع الأمينبن العامين السابقين لحزب الله حسن نصر الله وهاشم صفي الدين

٢٣ شباط ٢٠٢٥
تيريزا كرم

إحتشد عشرات الآلاف على مشارف بيروت، اليوم الأحد ٢٣ شباط لتشييع الأمينين العامين السابقين للحزب حسن نصر الله وهاشم صفي الدين بعد ما يقرب من خمسة أشهر على اغتيالهما في غارة جوية إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية وشاركت حشود شعبية من داخل لبنان وخارجه في التشييع وقد أدخل نعشي نصر الله وصفي الدين اللذين تمّ لفهما بعلم الحزب في موكب حاشد إلى ملعب المدينة الرياضية للصلاة عليهما.

ملعب المدينة الرياضية يمتلئ بالمشيعين

شهد ملعب مدينة كميل شمعون الرياضية في بيروت، منذ ساعات الصباح الباكر، تدفقاً شعبياً واسعاً من مختلف المناطق اللبنانية، استعداداً لمراسم التشييع. ويتسع الملعب لـ 55 ألف مقعد، وقد امتلأ تقريباً قبل بدء المراسم بساعات.

من حضر التشييع من الساسة اللبنانيين؟

لم يشارك الرئيس اللبناني جوزيف عون في الجنازة، ومثله رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام لم يحضر وقد مثّله وزير العمل إبراهيم حيدر.

في المقابل، شارك الحزب التقدمي الاشتراكي ممثلًا بالنائب بلال عبدالله، والتيار الوطني الحر بوفد من النواب سيزار أبي خليل، غسان عطالله، جورج عطالله، وسليم عون. كما حضر رئيس تيار المردة سليمان فرنجية.

أما القوات اللبنانية، فقد أكدت أنّها لم تتلقَ دعوة للمشاركة في التشييع وأعلنت أنّها لن تشارك . وبالمثل، أعلن تيار المستقبل، عبر أمينه العام أحمد الحريري، عدم مشاركته في التشييع.

كلمة نعيم قاسم

في مراسم التشييع، ألقى أمين عام حزب الله نعيم قاسم خطاباً مسجلاً، أرسل فيه عدة رسائل سياسية، حيث وصف رئيس مجلس النواب نبيه بري بـ"الأخ الأكبر"

وقال قاسم في كلمته: "سنحفظ الأمانة وسنسير على خطّ جهاد نصر الله"، مضيفاً أنّ الحزب لن يترك الأسرى في السجون الإسرائيلية وسيمارس كل الضغوط الممكنة للإفراج عنهم. كما شدد على أنّ "معركة إسناد غزة هي جزء من إيماننا بتحرير فلسطين".

ووصف القصف الإسرائيلي بأنّه "عدوان"، مؤكداً أنّ "الوجود في جنوب لبنان يعد احتلالاً، والمقاومة موجودة عدّة وعتاداً".

وحول وقف إطلاق النار، قال قاسم: "وافقنا على طلب العدو وقف إطلاق النار لأنّه لا مصلحة للمقاومة ولبنان باستكمال القتال غير التناسبي من دون تقدّم ميداني وسياسي"، معتبراً أنّ الموافقة على وقف القتال تمثل "نقطة قوة".

كما أضاف: "أنجزنا ما يمكن إنجازه في مواجهة إسرائيل، والدور الآن للدولة اللبنانية". وأكد أنّ المقاومة ستستمر، مشيراً إلى أنّ الحزب "لن يقبل باستمرار استهدافه، ولن يُؤخذ بالسياسة ما لم يُؤخذ بالحرب".

و قال: "إذا كنتم تحاولون الضغط على لبنان، فلن تتمكنوا من تحقيق أهدافكم". كما شدد على أنّ الحزب "سيشارك في بناء الدولة القوية ونهضتها، وهو حريص على مشاركة الجميع في بناء الدولة والسلم الأهلي".

وختم قاسم حديثه قائلاً: "نحن وحركة أمل واحد في الموقف والخيارات والسياسة"، مشدداً على أنّ الحزب ملتزم باتفاق الطائف ضمن ثلاث ركائز أساسية.

تحليق الطيران الإسرائيلي ورسائل تل أبيب

فيما كانت المراسم تجري في بيروت، حلق الطيران الإسرائيلي على علو منخفض في أجواء المدينة

وعلق وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس على الحدث قائلاً: "تحليق طائراتنا فوق موقع تشييع نصر الله ينقل رسالة واضحة بأنّ من يهدد بتدمير إسرائيل ويهاجمها، هكذا ستكون نهايته".

إيران: "المقاومة مستمرة"

تعهد المرشد الإيراني علي خامنئي بمواصلة ما وصفه بـ"مقاومة" إسرائيل، في رسالة وجّهها يوم الأحد بمناسبة تشييع حسن نصر الله في بيروت. وقال خامنئي: "على العدو أن يعلم أنْ مقاومة الاغتصاب والظلم والاستكبار لن تنتهي، وستستمر حتى تحقيق غايتها النهائية".

إسرائيل: "العالم صار مكاناً أفضل"

بالتزامن مع التشييع، أصدر الجيش الإسرائيلي بياناً عبر حسابه على منصة "إكس"، جاء فيه: "اليوم هو يوم جنازة حسن نصر الله. اليوم أصبح العالم مكاناً أفضل".

حضور إقليمي ودولي

شهد التشييع حضور وفود عربية وإقليمية من العراق، إيران، واليمن. وشارك وفد إيراني رفيع المستوى في المراسم، ضمّ وزير الخارجية عباس عراقجي ورئيس البرلمان محمد قاليباف. ..

غارات إسرائيلية على جنوب لبنان

بالتزامن مع التشييع، شنت إسرائيل غارات جوية على مناطق مختلفة في جنوب لبنان، حيث استهدفت محيط بلدتي القليلة وأنصار، بالإضافة إلى منطقة بين دير قانون النهر ومعروب. كما استهدفت غارة أخرى منطقة بريصا في جرود الهرمل شرق لبنان.

تشييع رمزي في العراق

لم يقتصر التشييع على لبنان، بل شهدت العاصمة العراقية بغداد مراسم تشييع رمزي للسيد حسن نصر الله، حيث سار الآلاف، بينهم أطفال ونساء، في محيط العتبة الكاظمية باللباس الأسود وحاملين أعلام فلسطين ولبنان وحزب الله.

ومن المقرر أن تقام مراسم تشييع رمزي أخرى في مدن عراقية أخرى، منها كربلاء، النجف، البصرة، والديوانية.