جنبلاط يحسم خياراته ويعدّ العدة للانتخابات

جنبلاط يحسم خياراته ويعدّ العدة للانتخابات

  • ٢٠ كانون الأول ٢٠٢٥
  • أنطوني سعد

جنبلاط أنهى مرحلة التردد، وانتقل إلى مرحلة تثبيت الخيارات، واضعاً حزبه في موقع الجهوزية السياسية والتنظيمية، استعداداً لمعركة انتخابية يدرك جيداً أنها ستكون من الأكثر تعقيداً وحساسية.

بعد مرحلة طويلة من الأخذ والرد والمراجعات الداخلية، حسم رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط خياراته الانتخابية، واضعاً اللمسات الأخيرة على خريطة الترشيحات والتحالفات، في خطوة تعكس توجهاً واضحاً نحو ضبط البيت الداخلي والاستعداد المبكر للاستحقاق النيابي المقبلة.

في قضاء عاليه، اتخذ جنبلاط قراراً حاسماً باستبدال النائب أكرم شهيب بيوسف دعيبس. وبحسب المعطيات، جرى استدعاء شهيب إلى كليمنصو حيث أُبلغ بشكل مباشر بقرار إنهاء خدماته، رغم طلبه منحه فرصة أخيرة. إلا أنّ جنبلاط أصرّ على خياره، مكتفياً بالموافقة على طلب شهيب الحفاظ على كرامته السياسية، في مشهد يعكس صرامة القرار ورغبة القيادة الاشتراكية في إحداث تغيير فعلي في بعض المواقع الحساسة.

وفي عاليه أيضاً، يبقى راجي السعد المرشح الحليف للاشتراكي، في ظل تشابك واضح للمصالح السياسية والانتخابية بين وليد جنبلاط وأنطون الصحناوي، ما يجعل هذا التحالف أحد ركائز المعركة في القضاء، خصوصاً في ظل التوازنات الدقيقة والطابع التنافسي المرتفع.

أما في المتن الأعلى، فيبدو أن المقعد محسوم للنائب هادي أبو الحسن، مستفيداً من التحالف القائم مع القوات اللبنانية، وهو تحالف أثبت متانته في محطات سابقة ويُعاد تثبيته كخيار استراتيجي في هذه الدائرة، بما يضمن حضوراً ثابتاً للاشتراكي ضمن معادلة سياسية أوسع.

وفي بيروت، يبرز فيصل الصايغ كـ“حصان” الحزب التقدمي الاشتراكي في المعركة الانتخابية، مع ترجيح كبير لتحالفه مع فؤاد مخزومي. هذا التقاطع يعكس حسابات دقيقة تتعلق بطبيعة الدائرة وتركيبتها، ومحاولة الاشتراكي تعزيز فرصه عبر تحالفات مرنة وقابلة للتطوير.

في البقاع الغربي – راشيا، يبقى المقعد محسومًا للنائب وائل أبو فاعور، الذي يُعد من الثوابت الأساسية في الحزب، ويشكّل حضوره امتداداً لدور سياسي وخدماتي متراكم، ما يجعل أي نقاش حول هذا المقعد شبه محسوم منذ الآن.

أما في الشوف، فتتكرس مجموعة من الثوابت: بلال عبد الله باقٍ كأحد الأعمدة، وتيمور جنبلاط قائد المسيرة السياسية، في حين بات ترشيح يوسف طعمة محسوماً، مع ارتفاع ملحوظ في أسهم ترشيح كريم حمادة مكان والده، في خطوة تحمل بعداً سياسياً وعائلياً في آن واحد.

وفي حاصبيا، يبرز اسم مروان خير الدين كصاحب الحظوة الأوفر، كونه يشكّل نقطة تقاطع نادرة بين النائب طلال أرسلان ووليد جنبلاط والثنائي الشيعي والعهد، ما يمنحه موقعاً توافقيًا يصعب تجاوزه في الحسابات الانتخابية.

بهذه الصورة، يبدو أن جنبلاط أنهى مرحلة التردد، وانتقل إلى مرحلة تثبيت الخيارات، واضعاً حزبه في موقع الجهوزية السياسية والتنظيمية، استعداداً لمعركة انتخابية يدرك جيداً أنها ستكون من الأكثر تعقيداً وحساسية.