هوكشتاين مهاجر الى إسرائيل وعدو البيئة.. من هو؟

هوكشتاين مهاجر الى إسرائيل وعدو البيئة.. من هو؟

  • ٠٦ آذار ٢٠٢٤
  • كاسندرا حمادة

آموس هوكشتاين، إستحقّ لقب رجل المفاوضات الأبرز لترسيم الحدود البرية.

 

وتختبئ وراء هذا المبعوث الأميركي، جذور يهودية إسرائيلية، حيث كان نشطًا في شبابه في حركة الشباب الصهيونية الدينية «بني أكيفا». 

 

«هوكشتاين».. آخر المبعوثين 
تطلق  عليه عبارة «ساحر الترسيم». فلطالما أرسلت أميركا إلى لبنان وسطاء لإنجاز الملفات، مع العلم أنّ اللبنانيين لا يميّزون  بين وسيط ومفاوض. فالتفاوض هو عملية يحاول فيها طرفان في نزاع أو خلاف الوصول إلى حل معًا، أمّا الوساطة فهي عملية يقوم فيها شخص محايد بمساعدة الأطراف في مناقشة الأمر. لقد جمع «هوكشتاين» بين التفاوض والوساطة، للنجاح في مهمّاته. 

أتى الى لبنان المبعوثين تباعاً في فترات متباعدة تبعاً لتصاعد وتيرة الأزمات، «ديفيد ساترفيلد، جيفري فيلتمان، ديفيد شينكر».. وكان آخرهم  المبعوث «آموس هوكشتاين.» 

 

نشأة «هوكشتاين»

وُلد «هوكشتين» عام 1973 في القدس من أبوين يهوديين أميركيين هاجرا من الولايات المتحدة إلى إسرائيل، «سوزان وميخي». وأمضى العشرين عامًا الأولى من حياته في القدس، و يتحدّث العبرية بطلاقة. 

 

أدوار مهمّة في تمهيد الطريق
حلّ «آموس هوكشتاين» مكان الدبلوماسي الأميركي «جون ديسروشر»، الذي توسّط في مفاوضات غير مباشرة بين لبنان وإسرائيل في ظل إدارة «ترامب» في تشرين الأول/أكتوبر 2020، حيث توّجها «هوكشتين»، في عملية التفاوض غير المباشر لترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل في جولة من اللقاءات مع القيادات الرسمية.
وفي زياراته العديدة إلى لبنان، حمل معه ملف الترسيم البحري أو ملف الغاز والنفط. 
إنّما اليوم يتربّع «هوكشتاين»، على رهان المفاوضات للتهدئة الجنوبية، وتقول  مصادر سياسية مراقبة في هذا الإطار، أنّه بطرحه تنفيذ القرار الدولي 1701،  يسعى إلى قطع الطريق عن إمكانية توسّع الحرب، في وقت ينذر فتح الجبهة اللبنانية إذا حصل، الى إضطرار أميركا للرمي بثقلها، ما يعني تمويل وإدارة حرب واسعة إضافة إلى حرب أوكرانيا المكلفة.
وفي تفاصيل أدواره الأخرى، كلُّف «هوكشتاين» بتنفيذ صفقة بين الولايات المتحدة وألمانيا تسمح بإستكمال خط أنابيب «نورد ستريم 2»، كما كان دوره أساسياً في تأمين إتفاق لـ «إسرائيل» لتزويد الأردن بالغاز الطبيعي في العام 2014، حيث  ساعد في «تمهيد الطريق» لإتفاقية الغاز الطبيعي بقيمة 500 مليون دولار، وزار الأردن  14 مرّة. 

أمّا على طريق العراق، لقد شارك في مناقشات دبلوماسية أميركية عبر القنوات الخلفية لإحتمال رفع العقوبات الإقتصادية الأميركية مقابل إعادة التوطين المحتملة لعدة آلاف من اللاجئين الفلسطينيين في وسط العراق. 

 

مسيرته.. تبدأ من إسرائيل
مما يدعو الى الريبة والشك، بأنّ المبعوث الأميركي ليس محايداً، فقد عُيّن مبعوثاً خاصاً بالنيابة للشؤون الدولية للطاقة بوزارة الخارجية الأمريكية (2014 حتى 2016)، ووكيل مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الطاقة (2011 - 2014). عمل في الكونغرس الأمريكي، وأدلى بشهادته أمام لجان الكونغرس، كما عمل في إدارة «باراك أوباما» بإدارة وزراء الخارجية «كلنتون وجون كيري».
تمّ تعيينه نائباً لمساعد وزير الخارجية عام 2011 ومبعوثاً خاصاً ومنسقاً لشؤون الطاقة الدولية عام 2015. 

 ومن اللافت أنّ «هوكشتاين» خدم في الجيش الإسرائيلي من العام 1992 إلى العام 1995. وبعد إنهاء خدمته العسكرية، إنتقل إلى واشنطن بعد أن تلقى تدريباً في مبنى الكابيتول هيل. وهذا ما يطرح علامات إستفهام كبرى على موضوعية الرجل في الملف اللبناني دون تغليب مصلحة كيان العدو.

 

«هوكشتاين» متّهم بالفساد
ينشغل هوكشتاين بقضايا فساد تلاحقه بها الولايات المتّحدة. 

وفي هذا السياق، بعث رئيس السلطة القضائية في مجلس النواب الأميركي السيناتور «جيم جوردان» ورئيس لجنة الرقابة بمجلس النواب، السيناتور «جيمس كومر»، برسالة إلى «أموس هوكشتاين» يستدعيانه فيها للإستماع إلى أقواله بشأن عمله السابق مع  شركة «بلو ستارز ستراتيجييز»، وهي إحدى شركات الضغط أو «اللوبي» الأميركية الكبرى. وكان قد أوصى بها نجل الرئيس «جو بايدن»، «هانتر بايدن» لشركة «بوريسما» الأوكرانية للطاقة، فيما فشلت الشركة الأميركية بالتصريح عن مبلغ قيمته 480 ألف دولار كانت قد تلقته من الشركة الأوكرانية، وفقا لتقارير في مصلحة الضرائب الأميركية.

 

رجل النفط.. عدو البيئة
«هوكشتاين» تولَّى من 2017-2020 منصب نائب الرئيس للتسويق في شركة «تِلُّوريان» النفطية ومقرها ولاية تِكساس، وتقاضى أكثر من نصف مليون دولار بدل أتعاب سنوية، علاوة على مكاسب أخرى من إستشارات قدَّمها لشركة «دوريان» للغاز المُسال ومقرها ولاية كونِتيكيت وشركة «دانا» للغاز ومقرّها الإمارات العربية المتحدة (28). ولم تكُن تلك المرة الأولى التي يشغل فيها مناصب في شركات نفطية. 
في المقابل، كان سِجلّ «هوكشتاين» في الشركات النفطية سبباً للهجوم على الرئيس الأميركي «جو بايدن» حين أعلن تعيينه مسؤولاً عن ملف الطاقة في وزارة الخارجية، حيث تردّد قول  أحد المسؤولين في الخارجية الأميركية: «لست من محبي آموس، فهو في نظري بلا شك رجل النفط والغاز، وليس رجل البيئة». 
تغاضى رجل النفط عن هذه الإشاعات وركّز إهتماماته في عام 2022 على جولات مكوكية من أجل ضمِّ بيروت إلى خريطة السلام المبني على الطاقة.
مؤخّراً، ظهر إسمه في جولاته الأخيرة لمناقشة مستقبل غزة بعد حماس، بما في ذلك مصير الكميات الهائلة من الغاز الموجود قبالة سواحلها.
 
وهو القائل:
«إنّ الطاقة تمنح مُحفِّزات لتسريع الإحتواء السياسي وتُشجِّع على تقديم التنازلات»
«إنّ كل ما تبقى لبوتين هو ما يُنتجه باطن الأرض (النفط والغاز)»