عيد المعلم بلا راتب.. لبنان مدرسة أو لا يكون
عيد المعلم بلا راتب.. لبنان مدرسة أو لا يكون
إن أردت أن تقضي على أمّة إبدأ أولاً بإنتهاك حقوق معلميها، وبالتقليل من شأن مهمتهم المهنية.
نحتفل اليوم بعيد المعلم. بكل ما يقدمه المعلمون من معرفة ووقت وصبر ومثابرة، في التربية رغم التحديات المهنية والمعيشية. دورهم لا يقتصر على الصفوف التعليمية، و الحرم المدرسي ، فهم من يرفدون المجتمع بالمعرفة، والإرتقاء الفكري. وفي الواقع، يعيش الأساتذة في الوقت الحالي وضعاً إقتصادياً مذرياً، برواتب لا تكفي لتأمين الحد الأدنى من العيش اللائق.
إنهارت قيمة العملة 90 في المئة، وإنعكست على رواتب القطاع العام، ومنهم الأساتذة. ولتسيير العام الدراسي هذا العام، أصدر مجلس الوزراء مرسوماً بإعطاء وزارة التربية سلفة خزينة بقيمة 55 مليون دولاراً، لدفع الحوافز المالية لأفراد الهيئة التعليمية في التعليم الرسمي والمهني والجامعة اللبنانية.
قبل الأزمة، كان يتقاضى الأستاذ بين 2000 و2200 دولاراً شهرياً حسب الدرجة الوظيفية، تدهور إلى 210 دولارات شهرياً، و 100 ألف ليرة لبنانية بدلاً عن ساعة التعليم بالتعاقد، وأضيفت زيادة ليصل بدل الساعة إلى 150 ألف ليرة لبنانية، أي دولار ونصف.
اليوم، بات المعدل الوسطي للراتب الشتوي بين 450 و600 دولاراً، وبين 150 و200 دولاراً للراتب الصيفي، يحتسب على الشكل التالي الراتب الأساسي مضاعف 7 مرات، يتراوح بين مليونين و500 ألف في التعليم الأساسي، و3 مليون في التعليم الثانوي والمهني، إضافة الى راتبين كمساعدة إجتماعية، و4 رواتب مشروطة بحضور 14 يوم شهرياً، وبدل نقل يتراوح بين 60 و70 دولاراً .
ينقسم التعليم في لبنان إلى الأكاديمي والمهني، الثانوي والأساسي، يتألف الجسم التعليمي من أساتذة في الملاك ومتعاقدين بعد توقّف التثبيت عام 2017، بلغ عددهم 53 ألف و420 معلماً. يعمل في التعليم المهني 1500 أستاذ في الملاك، و15 ألف متعاقد، وفي التعليم الثانوي 7000 أستاذ في الملاك، و3000 متعاقد، إلى جانب 620 أستاذ «مستعان بهم» يتقاضون رواتبهم من الدول المانحة، وفي التعليم الأساسي 9000 أستاذ، 1000 منهم ملتحق بوزارة التربية والمناطق التربوية وتعاونية الموظفين، إضافة إلى 10 آلاف متعاقد و2800 «مستعان به» يتقاضون رواتبهم من الدول المانحة، كما هناك 4500 متعاقد يتقاضون رواتبهم من صناديق المدرسة.
ومع بداية العام الدراسي وعد وزير التربية برفع أجور الأساتذة إلى 600 دولاراً، أقر 300 دولاراً كبدل إنتاجية مشروطة بالحضور، وتضاف إلى الراتب ليصل الراتب إلى 600 دولاراً.
في المقابل إرتفع غلاء المعيشة 60 مرة مقارنةً بعام 2019، وبالتالي بات الأستاذ يحتاج 60 مرة راتبه الأساسي ليتمكن من متابعة عمله. وبحسب الدولية للمعلومات، إرتفعت كلفة معيشة الأسرة اللبنانية إلى 52 مليون ليرة شهرياً، أي 582 دولاراً في القرية، و71 مليون ليرة، أي 794 دولاراً في المدينة.