صفا في الإمارات.. ونصرالله يُعيد عبارة 2005 الشهيرة «شكراً سوريا»

صفا في الإمارات.. ونصرالله يُعيد عبارة 2005 الشهيرة «شكراً سوريا»

  • ٢٠ آذار ٢٠٢٤
  • عبدالله ملاعب

رئيس النظام السوري وسيط حزب الله في ملف «موقوفي الإمارات» .. هذا أعظم ما يقدر عليه الأسد في زمن «وحدة الساحات»!

لايزال مسؤول وحدة الإرتباط والتنسيق في «حزب الله»، وفيق صفا، في دولة الإمارات العربية المتحدة. في زيارة خاطفة بدأت أمس الثلاثاء بهدف علني متمثل باستكمال مساعي مدير عام الأمن العام السابق اللواء عباس إبراهيم، المرتبطة بإطلاق سراح ما تبقى من معتقلين لبنانيين في السجون الإماراتية. ويتمّ تداول أسماء 7 معتقلين يعتبرهم «حزب الله» معتقلي رأي فيما حكمت عليهم دولة الامارات على إعتبار أنَّهم تعاملوا وتخابروا مع «حزب الله» وإيران، وأجروا عمليات تبييض الأموال لصالح الجهتين المذكورتين والتخطيط للقيام بأعمال إرهابية ومراقبة مطارات الإمارات.

وقد حُكِم على هؤلاء المعتقلين منذ أكثر من 10 سنوات، وهم بالعشرات. ونجح اللواء عباس إبراهيم  في العام 2021 بتحرير 5 مساجين منهم. وعاد الملف إلى العلن في حزيران 2023، بعد وفاة الموقوف غازي عزالدين في سجن الوثبة في أبو ظبي، دون أن تُسلّم جثته إلى أهله الذين يعتبرون أنَّه توفي تحت التعذيب فيما السلطات الإماراتية تنفي ذلك، وبعد وفاة عز الدين أطلقت سلطات أبو ظبي سراح 10 موقوفين.

يأمل «حزب الله»، أن تكون زيارة صفا تتويجاً لمسعى إطلاق سراح كلّ من عبدالله هاني عبدالله، علي حسن مبدر، أحمد علي مكاوي، عبدالرحمن طلال شومان، أحمد فاعور، فوزي محمد دكروب، ووليد محمد إدريس قبل نهاية شهر رمضان، فيما يحكي إعلام الحزب عن امكانية أنّ يعود صفا مساء اليوم مع المعتقلين، بحيث أنَّ زيارته هي ثمرة جهود طويلة، ولكن السؤال يكمن، كيف أصبح التواصل مباشراً بين «حزب الله» والإمارات وم قاد المسعى؟ 

إبحثوا عن سوريا الأسد

«موقوفو الإمارات»، هي التسمية التي يطلقها «حزب الله» على الملف. والذي بطبيعة الحال يتابع تفاصيله منذ الدقيقة الأولى، وكان أول العارفين به، منذ أن بدأت دولة الإمارات إعتقال كلّ من يرتبط بالحزب على أراضيها أكان مؤيداً أو ممولاً أو متهماً بتبييض الأموال أو تأسيس خلايا لصالح الحزب.

لسنوات طويلة بقي هذا الملف بعهدة اللواء عباس إبراهيم، الوجه الشيعي المقبول الذي لعب دور الوسيط بين «حزب الله » والعالم، وكان وكيلاً له أكثر من مرّة. تمكّن اللواء إبراهيم من تحريك الملف منذ أن تسلّمه. ففي العام 2019، نجح في مسعاه مع الإمارات لإطلاق سراح البعض من معتقلي الحزب فيها، لينتقل محسن قانصو وعلي فواز وجهاد فواز الدين من الزنزانة في أبو ظبي إلى مطار بيروت. وكانت لإبراهيم تجربة إيجابية أخرى عام 2021. ولكن، مع إنقضاء ولاية إبراهيم بصفته المدير العام للأمن العام اللبناني في آذار 2023، فَقَدَ صفة «وكيل شؤون الحزب الطارئة». وظهرت حاجة «حزب االله» لنافذة أخرى يطلّ منها لتحرير سجنائه في الخليج وأوروبا وأميركا، وحماية مصالحه.

وتدريجياً، أصبحت هذه النافذة دمشق، التي كانت أبو ظبي أول من كسر عزلتها العربية منذ سنوات، وطبّعت معها في آذار من العام 2022. وصباح اليوم، كشفت مجلة «كراديل» الأميركية، أنَّ سفر صفا إلى أبو ظبي أتى بوساطة مباشرة من رئيس النظام السوري بشار الأسد. وقالت أنَّه جاء تتويجاً لجهود بشار الأسد على هذا الخط.

ومن جهتها، تستبعد مصادر مطلعة على هذا الملف، أن تتعدى لقاءات صفا الذي رافقه إلى أبو ظبي وسيط إماراتي وشخصية ثالثة، حدّ تأمين الخواتيم السعيدة لملف معتقلي الإمارات. 

وفي السياق، تجدّر الإشارة إلى أنَّ العلاقة بين أبو ظبي ودمشق توسّعت بعد عملية 7 أكتوبر، حيث أكَّدت معلومات سياسية أنَّ أبو ظبي حذّرت بشار الأسد من مغبّة التحمّس والدخول على خط طوفان الأقصى. وفعلاً غاب الأسد عن مشهد الطوفان، لدرجة أنَّ أمين عام «حزب الله» السيد حسن نصرالله أسقط بشار الأسد ودمشق من وحدة الساحات في كل خطاباته التي تلت 7 أكتوبر، حيث تحدّث عن المقاومين في العراق والمقاومين في اليمن فيما لم يجِد من يقاوم في دمشق. 
مع ذلك، يبقى حجم هذه الزيارة سياسياً، رهن ما سينتج عنها، لاسيّما وأنّ الإمارات تسعى وتهتم بتطويق الحرب. وعليه، الثابت الوحيد أنَّ «حزب الله» يعيد اليوم عبارة أمين عامه الشهيرة عام 2005، يوم قال في وسط بيروت «شكرا سوريا».