لماذا يكره الإسرائيليّون شهر رمضان ويخافون منه؟

لماذا يكره الإسرائيليّون شهر رمضان ويخافون منه؟

  • ١٥ آذار ٢٠٢٤
  • عبدالله ملاعب

«علينا مسحُ خوفنا من شهر رمضان».. هذا ما قاله وزيرُ التراث الإسرائيلي «عميحاي إلياهو» قبل بدء شهر رمضان. فلماذا يخاف الإسرائيليون من هذا الشهر؟؟

يرى الباحث والسياسي التركي «ياسين أقطاي»، أنّ الإسرائيليين، يستخدمون الخوف مبرراً للكراهية، لاسيّما المتطرّفون منهم. وقد إرتفعت أسهم الأحزاب المتطرفة التي يقودها حاخامات بعد السابع من أكتوبر فازدادت الكراهية تجاه الفلسطينيين، ومعها إزداد الخوف.

إلا أنَّ قصّة خوف  الإسرائيليّين من شهر رمضان، لا تنتهي هنا. فهذا الخوف لا يأتي لأنَّ رمضان شهر الصوم، بل لأنَّه إثبت لجزء، لا يتجزأ، من الهوية الفلسطينية، بوجه كل المحاولات الصهيونّية لطمس معالم الوجود الفلسطيني التاريخي والديني والاجتماعي. هذا الشهر، يُعرّي نظرية «أرض بلا شعب» التي تدخل في الدعاية الصهيونيّة منذ بداية هذا المشروع. فالمسجد الأقًصى، يعتبر اليوم وثيقة مادية ملموسة، تتهم بشكل غير مباشر الكيان الإسرائيلي بالوجود غير المشروع.

في شهر رمضان، يتوجّه آلاف الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى، لأداء الطقوس الدينية المرتبطة بفرائض هذا الشهر من صوم وصلاة. هو ثالث الحرمين، وذو بعد ديني إيماني كبير. وهو رمز للصمود والمواجهة والتمسّك بقضية الأرض، خصوصاً أمام الإنتهاكات الإسرائيلية لحرمة المسجد، وعلى سبيل المثال، الدخول بالأحذية إلى داخل المسجد، الصلوات اليهودية في باحة المسجد، المضايقات وعبارات التحقير،وغيرها من الممارسات المتطرّفة لإسرائيليين غاضبون من ارتفاع رمزية الأقصى في شهر رمضان. ممارسات، تمسّ كل مسلم، أكان خارج الأراضي المحتلة أو داخلها. 

وتأتي تلك الممارسات، انطلاقا من جملة من التبريرات التي يبرّر فيها المتطرّفون الإسرائيليّون أفعالهم، كالإدعاء بأنّ المسجد الأقصى بني على أنقاض هيكل سليمان، ويجوز اقتحامه. ويصل الأمر بالمتطرّفين الإسرائيليّين، أمثال وزير التراث الحالي «إلياهو» والأمن القومي «إيتمار بن غفير»، حدّ السعي لتسويق ضرورة هدم المسجد الأقصى لبناء «الهيكل الثالث» على أنقاضه. 

التوجه الفلسطيني الكثيف إلى الأقصى، خلال رمضان، يستفز الإسرائيليين، وأكثر من ذلك، يُشعرهم بالهزيمة وعجزهم في القضاء على فكرة الهوية الفلسطينية.  لذلك، يتحوّل شهر رمضان، إلى شهر صراع ديني وتاريخي وسياسي، وفي بعض المحطات نشبت الحروب، بسبب ذلك، كحرب العام ٢٠٢١ عندما إتخذت السلطات الإسرئيلية إجراءات متشدّدة لوقف تدفّق الفلسطينيين إلى مسجد الأقصى. قامت السلطات الإسرائيليّة، بمنع الناس من الجلوس عند باب العامود، إحدى الأبواب الرئيسية المؤدية الى المسجد الاقصى، فتسبّب ذلك بتوترات ومواجهات بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيليّة، أدت إلى إطلاق حماس «وابلاً» من الصواريخ باتجاه إسرائيل، فأفضى ذلك إلى حرب إستمرت 11 يوماً، وكانت المواجهة الأخيرة بين الطرفين، قبل طوفان الأقصى.

إلى ذلك، يعني رمضان بالنسبة للإسرائيلين، المزيد من التصعيد العسكري، وبالتالي المزيد من الخوف. وقد تضاعف الخوف هذا العام على وقع الحرب التي لم تشهد لها إسرائيل مثيلاً. ومع دعوة «حركة حماس» للمسلمين بتكثيف زياراتهم للمسجد الأقصى في رمضان، رأت إسرائيل أنّ «حماس» تريد إستغلال هذا الشهر لإشعال المنطقة. حتى أنَّها تعتبر أنَّ لا نيّة ليحيى السنوار، زعيم حركة حماس في قطاع غزّة، لإجراء هدنة في رمضان، بل تراه يستثمر رمزية الشهر، ضد إسرائيل بشتى الطرق. واليوم، تتأهب القوات الإسرائيليّة في الأقصى. لقد نصبت أسلاكا شائكة على أسوار باب الأسباط، المؤدي إلى المسجد، في أول أيَّام الشهر. فيما قال «نتنياهو» إنّ تقييم الوضع والسماح للفلسطينيين من دخول الأقصى في رمضان، من عدمه، سيجري أسبوعياً.