تقاعد «الصندوق الأسود» في الداخلية!!
تقاعد «الصندوق الأسود» في الداخلية!!
أيام قليلة و تُسدل الستارة على أحد أقوى رجال الدولة العميقة في لبنان، المدير العام للأحوال الشخصية ومدير المديرية الإدارية المشتركة بالوكالة، العميد الياس الخوري.
الرجل القوي الذي وصل مع الياس المر من وزارة الدفاع إلى الداخلية في بداية الألفية، و تنقّل في جميع مناصب الوزارة و مكاتبها، على مرّ العهود السياسة حتى يومنا هذا، وإستحقّ لقب الرجل القوي ووزير الظل.
ليس سرّاً أنّ خوري يجسّد صورة الضابط المسيحي القوي، الذي إنتقل من الجيش إلى ملاك قوى الأمن الداخلي، فكان عابراً للطوائف، وتفوّق في مرّات عدّة على قوّة الوزراء مهما بلغت سلطتهم، مثل نهاد المشنوق. إلاّ أنّ لا شيء يبقى على حاله، تطبيقاً للمقولة المعروفة «لو دامت لغيرك لما آلت إليك». فها هو الضابط القوي يحزم أمتعته وما يملكه من أسرار ومعلومات في صندوقه الأسود، ليطوي في 4 نيسان المقبل صفحة رجل كان اليد اليمنى للعهود المتعاقبة من خلال هندسة الإنتخابات والتوازنات وتقسيم الكتل، وتوزيع الكراسي. نعم إنّه صديق أقوياء المنظومة و حاجتهم في يوم الإنتخاب.
تؤكّد معلومات «بيروت تايم» أنّ وزير الداخلية بسام مولوي يحاول فرض مستشارته المقربة نجوى سويدان لإستلام المديرية الإدارية المشتركة التي كانت تشغل منصب قائمقام جبيل سابقاً، حيث تمّ إقالتها ووضعها بالتصرّف لوجود شبهات حول أدائها خلال توليها المنصب.
ما هي المديرية الادارية المشتركة؟
الكباش على المديرية المذكورة يُعيدنا إلى تاريخ إنشائها إبان تولي وزير الداخلية السابق ميشال المر حقيبة الداخلية. إذ ألغى أبو الياس في تلك الحقبة، مركز مدير عام الداخلية الذي كان مخصصاً للطائفة الشيعية، و أنشأ مديرية صغيرة لعدم إثارة بقية الطوائف.
دهاء المرّ لم يقف عند هذا الحد، بل تعداه، ليضع في مديرية صغيرة ، ليست من الفئة الأولى جميع الصلاحيات لتكون أقوى مركز في وزارة الداخلية.
حنكة الرجل قضت أيضاً، بجعل المديرية من حصة الطائفة الأورثوذكسية، ففي البداية كان العميد نقولا الهبر مديراً لها ليخلفه الياس الخوري، الذي لا يزال في منصبه بالتكليف حتى يومنا هذا.
مرشحون آخرون
تكرّ سبحة المرشحين لتولي منصب إدارة الظل، لكن أبرزهم قائد الدرك بالإنابة العميد ربيع مجاعص المدعوم من نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب، كونه إبن بلدته ضهور الشوير.
ويرى مراقبون أنّ دعم بو صعب لمجاعص هو جزء من التركيبة الزعامتية الجديدة التي يحاول بو صعب تكريسها في المتن الشمالي لتعويم نفسه في الإنتخابات المقبلة، بعد خروجه من عباءة العونية السياسية.
كما يحاول عدد من ضباط قوى الأمن الداخلي الأورثوذكس اللهث خلف المركز بوساطات مختلفة، أبرزهم رئيس فرع معلومات جبل لبنان، العميد جورج خيرالله، الذي يحاول مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان تزكيته للمركز علّه يجد موطئ قدم له في الداخلية بعدما طرد المولوي جميع أزلامه من الوزارة.
تجدر الإشارة، أنّ العميد المذكور، تُطرح حول مسيرته الأمنية، العديد من علامات الإستفهام أبرزها تلقيه الهدايا و الإكراميات في قضية تاجر المخدرات الشهير حسين المصري المعروف بـ «حسين الغبي»، الذي تمّ توقيفه، و تبّين أنّه متورط برشوة عدد ليس بقليل من ضباط قوى الأمن.
المعطيات آنفة الذكر، تأخذنا لطرح علامات إستفهام كبيرة حول إفتقار الدولة اللبنانية لأشخاص من ذوي الكفاءة؟ أم أنّ الدولة لفظتهم ولا تعترف بهم؟ .
وإن كان الحال كذلك، وهناك تعثّر في الإتفاق على شخص كفوء فلماذا لم يجدوا للياس خوري تخريجة كما حصل مع قائد الجيش العماد جوزف عون و اللواء عماد عثمان، أو كما تتمّ هندسة التمديد للعميد حسن شقير نائب مدير عام أمن الدولة.
ألم يثبت العميد خوري قوته وجدوى وجوده في منصبه؟ أم أنّ إبقاءه في مركزه بحاجة لتزكية من سفارة قوية أو من الثنائي الحاكم؟