كرة القدم اللبنانية في الموت السريري

كرة القدم اللبنانية في الموت السريري

  • ٢٦ آذار ٢٠٢٤
  • موسى الخوري

كما الدوري المحلي كذلك المنتخب الوطني

كنت اتمنى أن تمرّ تلك الساعتين من عمري دون أن اشاهد ما شاهدته من تخبط وإذلال. فقد مني المنتخب اللبناني بخسارة أقل ما يقال عنها أنّها مذلة أمام نظيره الاسترالي بخمسة أهداف دون مقابل في المباراة التي أقيمت بينها ضمن الجولة الرابعة للتصفيات المزدوجة المؤهلة لكأس العالم ٢٠٢٦ وكذلك كأس آسيا ٢٠٢٧. 
نحتار من أي سيئة نبدأ. هل من المستوى الهزيل الذي ظهر به اللاعبين؟ أم من التصريح الذي صرّحه مدرب المنتخب عن تصحيح أخطاء مباراة الذهاب؟ أم من عبثية إقامة مباراتي الذهاب والاياب على أرض المنتخب الخصم؟ أو عن تباعد الخطوط وتشتت اللاعبين؟!!!

كلّ الأجوبة على تلك الاسئلة توصل إلى نتيجة واحدة: كرة القدم اللبنانية في حالة الموت السريريّ الذي غالبًا ما يؤدي إلى الموت الفعلي. 
فالمستوى الذي ظهر عليه المنتخب أكد أنّنا بلغنا عنق الزجاجة ولا مجال للعودة، أقله في المدى المنظور. فلا خطة ولا من يخططون، ناهيك عن عدم تجانس شبه كلّي بين اللاعبين الذين يلعبون في الدوري اللبناني وأولئك الذين يأتون من الخارج وكأنّنا نملك أكثر من مجموعة على أرض الملعب وكل مجموعة تحاول تسجيل نقاط على الأخرى وكأنّهم في تنافس مستتر ولا يلعبون لتمثيل بلدهم. 
نتابع مع التصريح المفاجيء الذي أدلى به المدرب المونتينيغري «ميودراغ رادولوفيتش» عن تصحيح الأخطاء التي حصلت في مباراة الذهاب ومحاولة الخروج بنتيجة افضل. النتيجة كانت إزدياد الاخطاء على كل المستويات وتعاظم الخسارة التي تحولت من ثنائية إلى خماسية أهداف. ناهيك عن المستوى الهزيل الذي شاهده الجميع. 
ربما الخطأ لا يتحمله «رادولوفبتش» وحده، ولكن المطلوب نفضة تبدأ بإرساء أسّس جديدة من القاعدة إلى الرأس، ومن الواضح أنّ الإتحاد الحالي غير كفوء وغير قادر على إتمام هذه المهمة الصعبة. 
نتابع الكلام عن الأخطاء ونسأل عن جدوى إقامة مباراتي الذهاب والإياب في أستراليا. 
موضوع تأهيل ملاعب صالحة لاستضافة مباريات دولية في لبنان على أهميته لم يلقَ آذانًا صاغية والنتيجة اضطرار لبنان للعب مباراتين بعيدتين عن أرضه. حتى أنّ الإتحاد لم يكلّف نفسه عناء مخاطبة إتحادات شقيقة كقطر أو الإمارات العربية المتحدة على أمل إجراء لقاء المنتخب قريبًا من لبنان ومن قاعته الجماهرية، علنا كنا نخفف من وطأة الخسارة. 
لا ننسى أنّ استراليا دولة مغمورة تتأهل بشق الأنفس إلى نهائيات كأس العالم ولا تحقّق نتائج تذكر في البطولة الاكبر. 
المطلوب إنتفاضة كروية لبنانية بعيدة عن السياسة والمحسوبيات علنا ننهض بكرتنا التي تملك خامات جيدة ولكن ليس هناك من يُحسن توظيفها.