القضاء اللّبناني يُغضب فرنسا والأمن العام ينقذ الموقف

القضاء اللّبناني يُغضب فرنسا والأمن العام ينقذ الموقف

  • ٢٦ نيسان ٢٠٢٤
  • خاص بيروت تايم

تفاصيل سجن وفرار أحد كبار تجار المخدّرات الدوليين في لبنان

حلقة جديدة من مسلسل تحلّل المؤسسات مسرحها القضاء. فبعد مشهد هروب الموقوف داني الرشيد من سجن أمن الدولة، ها هو «إسكوبار فرنسا»، أو «عبد الكريم الطويل»،  يُطلق سراحه من قبل المحامي العام التمييزي غسان خوري الذي برّر فعلته بأنَّها استجابة لإيعاز أُعطي له من «حزب الله»، وهذا ما كان جوابه عند سؤاله من النائب العام التمييزي.

تعود القصّة إلى القضاء الإماراتي، عندما تمّ الإحتفال بإلقاء القبض على المواطن الجزائري الفرنسي «عبد الكريم الطويل» في دبي من قبل السلطات الفرنسية، المعروف بـ «البروفيسور»، والذي يُعتبر من قبل مكتب مكافحة المخدرات (Ofast) «هدف ذو أهمية قصوى»، إعتقل في بداية نوفمبر 2023 من قبل الشرطة الإماراتية. وكان الرجل البالغ من العمر 39 عامًا موضوعًا لإشعار أحمر من الإنتربول، حوكم غيابيا من قبل محكمة بوردو الفرنسية في أوكتوبر 2023، بسبب دوره في إستيراد حاوية تحتوي على 720 كيلوغرامًا من الكوكايين، كانت مخبئة في شحنة خشب، وصلت بالخطأ إلى شركة في مونتسان، إحدى بلدات مدينة جيبروند الفرنسية.

وكانت السلطات الإماراتية قد أفرجت عن الطويل قبل أسابيع من توقيفه في بيروت، بعدما كان قد أوقف في دبي قبل مدة قصيرة. وعن سبب الإفراج عنه من قبل السلطات الإماراتية وعدم تسليمه لفرنسا، علّق محاميه فيليب أوهايون، في حديث لوكالة الصحافة الفرنسية، معتبرا أنه "ليس ذنب السلطات الإماراتية إذا لم يكن الفرنسيون يعرفون كيفية إعداد ملف تسليم كامل للمطلوب". 

 

بيروت أم الوساطات

لكنّ طريق الإعتقال الإماراتي، تحوّل لطريق معبّد على طريق فرنسا- بيروت، فـ«الطويل» أو «إسكوبار فرنسا» ،أوقف في مطار بيروت  في 12 كانون الثاني 2024، إثر مجيئه من دبي لثبوت مذكرة حمراء بحقّه من قبل الأنتربول الدولي.

إلا أنّ قانون «ساكسونيا» اللبناني جرت رياحه عكس سفن الحد الأدنى من قواعد العدالة والإنصاف. بحيث ضرب المحامي العام  التمييزي غسان خوري بسيفه متجاوزاً حدّ السلطة. فأخرج «الطويل»، وبرّر ذلك على أنَّه نتيجة طلب خاص أتاه من مسؤول في «حزب الله». 
وكان قد حاول تاجر ساعات من آل اليافاوي، الدخول على خط السمسرة لإطلاق سراحه  لكنه فشل في تحقيق هدفه. الأمر ذاته تكرّر في محاولة من محاميه محمد زعيتر دون تحقيق المبتغى.

وعلمت «بيروت تايم» أنّه يوم إخلاء السبيل، كان يتواجد في مكتب القاضي خوري، عدد من المقرّبين من «حزب الله»، تواسطوا لإخلاء سبيل «الطويل»، ومن بينهم محام وشخص آخر يحمل لقب «الحاج». سردية تجاوز القانون وإطلاق السراح هذه، أثارت حفيظة  النائب العامّ التمييزي القاضي جمال حجار، تحت وطأة ضغوط الجهات القضائبة الفرنسية، التي أبلغت الحجار جهاراَ  أنّ السلطة اللبنانية «تتواطأ» ضدّها.

الأمن العام ينقذ الموقف
على وقع الفضيحة القضائية، بادر مدير عام الأمن العام اللواء الياس البيسري إلى إستخدام صلاحياته، فأعاد سجن «عبد الكريم الطويل» بعد تنسيق مع رئيس وحدة الارتباط في «حزب الله» وفيق صفا الذي تعاون بالملف. وهذه نقطة تسجل للواء البيسري بإعادة شيء من هيبة الدولة وحفظ ماء وجهها.
وبين فضيحىة داني الرشيد ونظيرتها قضية «الطويل»،  يظهر جلياً أنّ المديرية العامّة للأمن العام تعمل عملها، وإن كانت الدولة المتحلّلة اليوم تشهد فضيحة إخراج مسجون وإسترداد الدولة له «بالمونة». وهو أمر لم يحصل حتى في عزّ أيام الحرب الأهلية. إذ باتت الدولة تستردّ مساجينها بـ «تبويس اللحى».
اليوم يقبع «عبد الكريم الطويل»،  في سجن الأمن العام، لكنّ السؤال هل ستتمكّن فرنسا من إستترداده؟