لبنان اليوم.. الجماعة الإسلامية تتبرأ.. فمن قرّر العراضة المسلّحة؟

لبنان اليوم.. الجماعة الإسلامية تتبرأ.. فمن قرّر العراضة المسلّحة؟

  • ٢٩ نيسان ٢٠٢٤
  • عبدالله ملاعب

الصورة التي ظهرت فيها «الجماعة الإسلامية» أمس الأحد لاتزال تتفاعل على الساحة اللبنانية، وتتصدّر المشهد اللّبناني الذي يؤكد يومياً تحلّل الدولة، وانزلاق الوطن إلى مستنقع مجهول، وإنهيار مرتكزات الدولة بصرف النظر ما إذا كانت إسرائيل ستوسّع حربها على لبنان أم تكتفي باستراتيجيتها المتّبعة بتصفية قيادات «حزب الله» واستهداف مواقعه الاستراتيجيّة.

العراضة العسكرية للجماعة الإسلامية بالأمس أدّت إلى وقوع ثلاثة جرحى، من بينهم طفل، سُرّبت على مواقع التواصل الاجتماعي رسالة صوتيّة لوالده الغاضب تهجّم عبرها على «الجماعة الإسلامية» وقياداتها محملاً إياها مسؤولية ما حلَّ بطفله. 
وتعليقاً على إطلاق النار والعراضة العسكرية التي تنقّلت بين طرابلس وعكار خلال تشييع ثلاثة شهداء للجماعة الإسلامية، صدرت بيانات وجملة من المواقف التي رفضت تحوّل لبنان إلى «جزر مسلّحة» وفق ما جاء في بيان مشترك لكلّ من أشرف ريفي ومصطفى علوش وحسان القطب. ووُجّهت دعوات لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي وقادة الأجهزة الأمنية إلى اتّخاذ التدابير اللازمة لمنع تكرار المظاهر المسلّحة أيّاً كانت الظروف والمناسبات. 
«الجماعة الإسلامية» وزعت على الإعلام بياناً،  شكرت فيه المشاركين في التشييع. وورد في بيان لأمينها العام الشيخ محمد طقّوش أنَّ الجماعة «ترفض استخدام السلاح في التشييع كما ترفض إطلاق الرصاص شرعاً وقانوناً»، معتبراً أنّ الجماعة، «داعية أمن وأمان واستقرار في الوطن». غير أنّ مصادر «بيروت تايم» أكدت أمس الأحد،  أنّ أمين عام الجماعة نفسه دعا للتسلّح قبل التشييع لبعث رسالة مفادها أنَّ الجماعة لم تتراجع عن خياراتها والشكل التي تتمظهر فيه بعد الإنتقادات التي طالتها بسبب مظاهر التسلّح نفسها في بيروت خلال تشييع شهداء لها في شهر رمضان الماضي. 
وعلى خطّ متّصل، قصفت حركة حماس صباح اليوم الإثنين من الأراضي اللّبنانية، مقرّ قيادة اللّواء الشرقي 769 «معسكر جيبور» في شمال إسرائيل برشقات صاروخيّة مركّزة. 
وبشكل أو بآخر، يُقرأ عبر مشهد «الجماعة الإسلامية» في الأمس، وصواريخ القسام التي أُطلقت من لبنان صباح اليوم، أنَّ «حزب الله» يريد الإيحاء بأنّ  قرار السلم والحرب ليس بيده وحده، ويردّ بشكل غير مباشر على كل الأصوات التي دعته منذ الثامن من أكتوبر الماضي الى حصر المواجهات. وهذا الأمر تصفه المصادر المطّلعة بالخطير الذي يظهر «تلاعب حزب الله»، في الساحة الأمنية اللبنانية، أو على الأقل تحضير أرضية للفوضى والفلتان. 
وفي سياق متّصل، أكَّدت معلومات «بيروت تايم»، أنَّ قيادة الجيش التي حذّرت من مغبّة التمظهر المسلح للجماعة يوم السبت الماضي، تقوم بعملها اليوم لجهة تحديد هوية العناصر المسلّحة التي وصل بها الأمر حدّ إطلاق القذائف على مرأى من الجميع، وذلك لتوقيفهم، ومن ثم إحالتهم إلى الجهة القضائية المختّصة بمحاكمتهم. ما كشفته مصادر «بيروت تايم»، يتقاطع مع الكلام الصادر اليوم عن قياديين وأعضاء في الجماعة الإسلامية الذين تبرّأوا  من المسلحين، إذ قال القيادي في الجماعة كفاح الكسار في حديث صحافي له اليوم، «إنَّ مطلقي الرصاص خلال التشييع ليسوا من أبناء الجماعة الإسلامية»، وأضاف، «إذا ثبت أنَّ أحدهم أطلق رصاصة فسنسلمه للأجهزة الامنية لأنّنا لا نؤمن إلّا بمنطق الدولة».
تبقى قطبةٌ مخفية في الملف. فهل فعلا قرار التسلّح وإطلاق النار داخلي من الجماعة التي سرعان ما دانت نفسها بنفسها؟ أم ثمَّة توجيهات من «حزب الله» الذي يقضي حالياً شهر العسل مع «الجماعة الإسلامية» و«حركة حماس» هي نفسها التي  واجهها الحزب في سوريا، حيث كانت كل جهة على ضفَّة من النزاع. 
على خط آخر، غادر وزير الخارجية الفرنسية «ستيفان سيجورنيه» لبنان، بعد أن قدّم إقتراحات فرنسية لمنع التصعيد اللبناني ودخول البلاد في حرب واسعة. وتؤكّد مصادر صحافية مطّلعة على الموقف الفرنسي، أنَّ النقطة الأبرز التي تعمل على خطها الديبلوماسية الفرنسية هي انتشار الجيش اللبناني جنوباً، بما معناه تطبيق قرار الـ1701 وإبعاد «حزب الله» الى ما بعد اللّيطاني. تلك النقاط ناقشها الوزير الفرنسي مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي يقول نصرالله أنَّه كلّفه بإدارة كل تلك الملفات. 
إلى ذلك غادر« سيجورني» إلى الرياض حيث شارك اليوم بإنطلاق إعمار المنتدى الإقتصادي الدولي، ليغادر بعد ذلك إلى إسرائيل.