بالفيديو: بشار الأسد نعامة في الحروب وحاكم بالكبتاجون

بالفيديو: بشار الأسد نعامة في الحروب وحاكم بالكبتاجون

  • ١٣ أيار ٢٠٢٤
  • عبدالله ملاعب

9 أشهر على انطلاق انتفاضة في السويداء جذبت «الأحرار السوريين» من سائر المحافظات الأخرى، فما هو سرّ استمراريتها؟

تستمر إنتفاضة محافظة السويداء السورية، ضدّ النظام السوري، لجملة واضحة من المطالب التي تُلخّص بتطبيق القرار الأممي 2254 الذي بموجبه يُطبّق حل سلمي مستدام للأزمة السورية، قائم على عملية سياسية شاملة، يتبدّل فيها الحكم وتُشكّل سلطة سياسيّة جديدة. 
المحافظة، التي أتت متأخرة على الثورة السورية، كانت قد هتفت ضدّ النظام في السنوات الماضية، خلال فترات متفاوتة، إلّا أنَّ هذه الموجة التي بدأت في آب من العام 2023، لم يخفُت صوتها، على اعتبار أنَّ الرئيس السوري بشار الأسد قد باع كلّ خيرات سوريا وهدّد أمن السوريين وهجّر نصفهم، فلم يعُد يملك أي أهلية لحكم سوريا التي بات فيها 5 جيوش، على حدّ قول الناشط السوري مروان حمزة، في حديث مع «بيروت تايم».
لماذا السويداء؟ 
كغيرها من المحافظات السورية القابعة تحت حكم النظام، تعاني السويداء تدهوراً في الواقع المعيشي. لا بل أزمة اقتصادية بنيويّة، زادت من معاناة المواطنين، الّذين بالكاد، يستطيعون تأمين قوت يومهم. وكغيرها من المحافظات التي يسيطر عليها النظام، تعاني السويداء من تفلّت وتسيّب أمني تقوده أجهزةً وفصائل نظامية. 
إلا أنَّ السويداء، التي دخلتها «داعش»عام 2018، بمرأى من النظام، لا تريد اللّدغ من الجحر مرّتين. فالتهديدات باتت من الداخل والخارج، بعد القصف الأردني الذي طال المحافظة، مطلع هذا العام، والذي أدى إلى مقتل 10 أشخاص. وكانت الذريعة الأردنيّة عندها، ضرب مراكز إنتاج «الكبتاجون» في المحافظة، التي أصلاً تشرف عليها فصائل نظامية. فباتت المعادلة: نُقتل من الداخل ومن الخارج، بسبب النظام. 
مشكلة مُخدّر «الكبتاجون» ليست عرضية. ولا يمكن اعتبار ذلك الملف ثانوياً، بمعرض الحديث عن أسباب إستمرار الإنتفاضة، المحمية من ثالوث رئيسي: المرجعيات الدينية، والفصائل المحلية، والطلبة والنساء. 
لقد تحوّلت  السويداء في السنوات الأخيرة من ممرّ، لتهريب الكبتاجون إلى الخليج العربي عبر الأردن، إلى مركزّ لتصنيع الكبتاجون ، تنتشر فيها عشرات المراكز المحمية من النظام السوري، وتُستخدم لإنتاج«حبّة الموت». وقد ظهر هذا الملف إلى العلن، وفُضح أمر النظام السوري، الذي يركز  إيراداته على تجارة الكبتاجون، في صيف العام 2022، يوم ضبط أهالي السويداء ماكينات لتصنيع الكبتاجون في منزل راجي فلحوط، زعيم عصابة موالية للنظام السوري، وكان يتنقّل ببطاقة رسمية صادرة عن الجيش السوري، لتسهيل مروره. 
لم يغِب شعار القضاء على «نظام الكبتاجون» عن ساحة الكرامة، وسط مدينة السويداء. لم تهدأ تلك الساحة لأكثر من 9 أشهر. وإليها انضمّ سوريّون من محافظات أخرى، إذ رأوا فيها ملاذاً آمناً وفرصة لاستنهاض ثورة حقيقية، تكون غير تابعة لدولة أو تنظيم ديني. 
وفي أواخر نيسان الماضي، وبعد أن أسقطت السويداء سلطة النظام وحزب البعث السوري في المحافظة، من خلال اقتحام مراكز الحزب ومقرّات عامة، قرّر الأسد استقدام قوات مسلحة إلى المحافظة. 
ناقلات جند ودبابات ومدرعات عسكرية وعشرات الآليات، وعناصر من الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة، استقدمها الأسد إلى المحافظة، لردع المتظاهرين وترهيبهم ودفعهم للخروج من الشارع، إلا أنَّ ذلك لم يسعفه. 
يتربّص الأسد بالسويداء. يضع كل اهتماماته هناك، في المحافظة الجنوبية، التي كانت في عزّ الثورة السورية بعيدة عن مشهد المطالبة «بإسقاط النظام». وكان يستخدمها كغطاء يقول عبره للعالم، إنَّه حامي الأقليات. وفي آخر محاولات النيل من الموجة الحالية للإنتفاضة، التي تنال بركة ورعاية شيخ عقل طائفة المسلمين الموحدين الدروز في جبل العرب، الشيخ حكمت الهجري، قرّر بشار الأسد، أمس الأحد، تغيير محافظ السويداء، مستبدلاً بسام ممدوح بارسيك، الذي فشل بترويض السويداء، باللواء المتقاعد أكرم علي محمد، الذي خدم في جهاز المخابرات العامة. وكان رئيس فرع أمن  الدولة في حلب بداية الثورة. وهو متهم بارتكب مجازر عدة بحقّ المتظاهرين، كانت آخرها في طرطوس، العام 2016. 
بالمحصّلة، يستبعد أهالي السويداء، ممَّن تواصلت معهم «بيروت تايم»، أن تنتهي موجة الانتفاضة هذه، حتى لو استخدم النظام السوري أساليب قمعية. فللمرة الأولى، تقف المؤسسة الدينية في السويداء، بصفوف المحتجّين. وتكون أداة ضغط الى جانبهم لا عليهم. 

يزداد المشهد السوري تعقيداً، إنَّما الثابتة تبقى، أنّ بشار الأسد قد وافق أن تُقسّم دولته بين النفوذ التركي والروسي والإيراني والأميركي، ليبقى في قصر المهاجرين، حيث يقطن. ولكن يبدو أنَّه لا يريد التفريط بمحافظة أخرى، تنتفض ضدّه. تطالب بدولة مؤسسات، قضى عليها النظام.