بالفيديو: لبنان وحل الدويلتين..
يشهد لبنان اليوم أزمةً وجوديةً عميقةً، تُفاقمها فكرة حلّ الدولتين، التي تُثير جدلاً واسعاً. فبينما تُعتبر هذه الفكرة مستحيلةً في العقل الإسرائيلي، تُصبح مقبولةً لدى بعض اللبنانيين الذين يرون فيها ملاذًا من حلّ الدولة الضائعة، أو حلّ الدويلة داخل الدولة.
ففي المشهد اللبناني إنقسامًا حادًا، فبينما يدعو فريقٌ إلى العدّ الطائفي الفئوي عند مواجهة الأزمات، يرى فريقٌ آخر ضرورةَ الانفصال. وتُفاقم هذه الانقسامات شعورًا عامًا باليأس لدى اللبنانيين، والجهوزية التامة للهجرة متى سنحت الفرصة . فالدولة غائبةً ومفقودةً، وقد حذّر المبعوث الفرنسي جان إيف ولودريان من مخاطر نهاية لبنان السياسي، ولن يبقى منه إلا الجغرافيا التي تفتقر الى الأمن والسلطة والدولة.
وعلى بعد ٧٠ كيلومترًا من العاصمة، تشتعل حربٌ مفتوحةٌ على طول الحدود الجنوبية، وتتوسع تدريجيًا. وفي العاصمة، تُطلق داعش رسالةً تحمل دلالاتٍ سياسيةً وأمنية وجغرافية، تستهدف مقر السفارة الأمريكية في عوكر، المكان الحصين أمنيًا.
أما في الجنوب، فلا دولة تقرر الحرب أو السلم، بل يُقرر ذلك زائرٌ إقليميٌ يُحدد مستقبل المنطقة. ومن بيروت، تُرسَل رسائلٌ مشروطةٌ: «لا رئيس بلا حوار، والحوار هو بديل عن المؤسسات والدستور، ومطلوب من اللبناني ألا يحيد نفسه لا عن الحرب في الجنوب ولا عن الفراغ الرئاسي. وإلّا الإرهاب سيدَ الموقف، فداعش «غب الطلب» ولا منطقة بمأمنٍ منه.
لقد بات المأزق واضحًا، ففشل حلّ الدولتين في فلسطين ألقى بظلاله على لبنان، وخاصةً في الجنوب.
والفراغ الرئاسي تملؤه داعش.