«أين أبي»؟ الذكاء الاصطناعي يُهدد عائلات لبنان

«أين أبي»؟ الذكاء الاصطناعي يُهدد عائلات لبنان

  • ٢٩ حزيران ٢٠٢٤
  • إلياس معلوف

مخاوف جدية من تحول لبنان إلى غزة ثانية ومن ارتكاب إسرائيل مجازر جديدة في لبنان...

يبدو أنّ الآلة الاصطناعية المدمرة التي ساهمت في قتل أكثر من 35 ألف فلسطيني قد تصل  إلى لبنان لأنّ  أهداف الجيش الإسرائيلي في الجنوب غالباً ما تستهدف شخصية بارزة في حزب الله! وفي بعض الأحيان قد تخطيء الهدف.

هذه الأخطاء وغيرها تدّل على تأخير حاصل ما بين تحديد الهدف وتنفيذ العملية، ما يُدل على دخول الذكاء الإصطناعي ومن الباب العريض على خط الجنوب. فالأنظار باتت شاخصة إلى نظام «لافندر»، الذي يغتال الأفراد من دون أن يكون هناك أي إشراف بشري  ويحدد الهدف وفقاً لبيانات تشمل بصمة الصوت والهواتف الذكية.

 ولقد تمّ تطوير نظام «لافندر» من قبل إسرائيل وأضيف إليه نظام where is» daddy  أو أين أبي»، والذي ساعد إسرائيل على إستهداف مقاتلي حزب الله عند تواجدهم  في المنزل ليلاً مع عائلاتهم، ناهيك عن إبادة آلاف العائلات الفلسطينية.

إستخدام التكنولوجيا للقتل
أدى إستخدام نظامي «أين أبي؟» و«لافندر» إلى إبادة عائلات فلسطينية بأكملها داخل منازلها. وتجدر الإشارة إلى أنّ  بعض جوانب الذكاء الإصطناعي تشكل خطراً على الإنسانية خصوصاً وأنّه يسمح للمجرمين بالهروب من المساءلة. 
وذكرت مصادر إستخباراتية لمجلة « 972+» الإسرائيلية أنّ الجيش الإسرائيلي حدّد «عشرات الآلاف» من سكان غزة بإعتبارهم «أهدافاً مشتبه بهم من أجل اغتيالهم»، باستخدام «لافندر». فيما كثُر الحديث عن اتباع سياسات متساهلة فيما يتعلّق بعدد الضحايا المدنيين.

كيف بدأت الفكرة؟

في عام 2021، صدر كتاب باللغة الإنجليزية بعنوان «فريق الإنسان والآلة: كيفية خلق تناغم بين الذكاء البشري والذكاء الاصطناعي لإحداث ثورة في عالمنا»، وفي هذا الكتاب طرح المؤلف، وهو القائد الحالي لوحدة إستخبارات النخبة الإسرائيلية 8200، مسألة تصميم آلة خاصة يمكنها معالجة كميات هائلة من البيانات بسرعة للتوصّل لآلاف الأهداف المحتملة للضربات العسكرية أثناء الحرب.

ورأى أنّ مثل هذه التكنولوجيا ستحل ما وصفه بـ«عنق الزجاجة البشري، الذي يحول دون تحديد الأهداف الجديدة واتخاذ القرار للموافقة عليها».ويعمل نظام «لافندر»  بمساعدة نظام ذكاء إصطناعي آخر يسمى «The Gospel». و قد كشفت المجلة معلومات عنه في تحقيق سابق أجرته في نوفمبر 2023، وكذلك في منشورات الجيش الإسرائيلي الخاصة. ويكمن الإختلاف الأساسي بين النظامين في تعريف الهدف، فبينما يشير «The Gospel» إلى المباني والمنشآت التي يزعم الجيش أنّ المقاتلين يعملون منها، يحدد «لافندر» الأشخاص ويضعهم على قائمة الإغتيالات.

إنّ الوحشية الإسرائيلية لا حدود لها، ففي غزة إسرائيل استخدمت الذكاء الإصطناعي في إبادة عائلات بأكملها داخل منازلها، واليوم في لبنان قد تستنسخ إسرائيل المشهد نفسه! وستبرّر الخسائر البشرية كالعادة بأنّها أضرار جانبية للحرب!