الكارينال أغاجانيان: راعي الأرمن و كنيستهم

الكارينال أغاجانيان: راعي الأرمن و كنيستهم

  • ١٢ أيلول ٢٠٢٤

تقيم الطائفة الأرمنية الكاثوليكية اليوم 12 أيلول إحتفالاً كنسياً في ساحة الشهداء، بمناسبة نقل جثمان الكاردينال البطريرك غريغور بتروس الخامس عشر أغاجانيان من روما الى لبنان

 
من هو الكاردينال غريغور بتروس الخامس عشر أغاجانيان؟
لقد تمتع أغاجانيان بسمعة علمية ولاهوتية مرموقة، قاد الكنيسة الأرمنية في الفترة العصيبة التي تلت الإبادة الجماعية فجمع شملها خلال معاناتها من التشتت والاضطهاد.
ولد أغاجانيان عام 1895 في أخالتسيخه ، في جورجيا الحديثة ، في الإمبراطورية الروسية آنذاك، وتلقى تعليمه في روما بين عام 1906 و1918 ، وبعد ذلك عاد الى وطنه لخدمة الجالية الكاثوليكية الأرمنية في تيفليس (تبليسي ، عاصمة جورجيا اليوم).
توفي والده في سن مبكرة، غير أنّ  المدير الرسولي للكاثوليك الأرمن في القوقاز، المونسنيور سركيس تير أبراهاميان، كان مفتونًا بذكائه الإستثنائي، فأخذه تحت رعايته، وبناء على رغبة  والدته في أن يدخل أحد أطفالها سلك الكهنوت، ناشد روما ونجح في تأمين مكان له في مدرسة نشر الإيمان فتخصص في اللاهوت والفلسفة والقانون الكنسي. وفي العام 1919 عين راعياً لكاثوليك تبليسي.
وفي 26 من عمره، تولى كرسي علم الكونيات والأسرار السبعة المقدسة في كلية أوربان، إلى جانب  إدارة المدرسة اللاهوتية الأرمنية الكاثوليكية في روما. واستمر محاضراً 16 سنة في الفلسفة واللاهوت،وخلال هذه الفترة نشر ثلاثة مؤلفات هي:«حياة الأب موميتاس كيومورجيان» في اللغة الإيطالية، و«الأسرار السبعة المقدسة»،و «القربات المقدس» في اللغة اللاتينية. وفي سنواته الأخيرة من عمله في التدريس، كان عضواً استشارياً في «مجمع الطقوس الشرقية ولجنة تدوين القانون الكنسي للكنائس الشرقية»
في العام 1935 رسم أسقفاً وأرسل الى لبنان بصفته نائباً رسولياً لدير بزمار الأرمني. وفي العام 1937 في 42 من عمره إنتخب «بطريركاً للأرمن وكاثوليكس قيليقية». واستقر في لبنان الذي لجأت اليه الرئاسة الكنسية الكاثوليكية الأرمنية على أثر الإبادة الجماعية التي تعرض لها الأرمن.  ثم رقاه البابا بيوس الثاني عشر الى درجة الكاردينال سنة 1946.

استدعي الى روما ليتولى رئاسة مجمع إنتشار الإيمان، فاضطر للإستقالة من منصب  بطريرك الأرمن عام 1962 . وتوفي أغاجانيان في 16 أيار 1971. 

 

التحضيرات للقداس في ساحة الشهداء 


وهو ثاني رجل دين أرمني كاثوليكي يرتقي إلى منصب الكاردينال الرفيع. وهذا المنصب الفخري ذو أصل بشري وليس له أهمية لاهوتية خاصة. ويمنحه البابا وحده. ويساعد الكرادلة البابا في إدارة الكنيسة الكاثوليكية الرومانية العالمية.أمّا أول كاردينال أرمني فكان الكاثوليكوس أنطون بتروس التاسع حاصونيان عام 1880. ووفق منشور للباحث آرا ساجانيان من جامعة ميشيغن، «أنّ الكاردينال أغاجانيان ترك أثراً بارزاً  في روما، وهناك شائعات لا يمكن تأكيدها أنّ إسمه طرح كمرشح محتمل لانتخابات البابوية بين عامي  1958 و 1963».

وفي الإحتفالات في الذكرى المئوية لوفاته التي عقدت في جامعة الكسليك في 25 شباط 1996، أشار أحد المتحدثين، الأب جان ثابت، الرئيس العام للرهبنة اللبنانية المارونية، بشكل مباشر إلى مقال للصحفي الإيطالي أندريا تورنيلي، نُشر في عدد 12 من سنة 1993 من المجلة الكاثوليكية الإيطالية «30جيورني»، زعم فيه المؤلف أنّ أغاجانيان قد حصل على عدد كبير من الأصوات في اجتماع الكرادلة عام 1958، وأنّ المخابرات العسكرية الإيطالية شنت حملة تشهير ضده قبل اجتماع الكرادلة عام  1963 من خلال نشر تقرير مفاده أنّ شقيقته إليزابيتا بابيكوفا، البالغة من العمر70 عامًا، لها صلات بجهاز الأمن السوفيتي ،وأنّها اتصلت بالسفارة السوفيتية خلال زيارتها لروما في زيارة لشقيقها عام  1962. غير أنّ هذه الشائعات لا يمكن إثباتها وفقاً للباحثين لأنّ الترشيحات للبابوية وعدد الأصوات وغيرها من التفاصيل هي أسرار يحرسها الفاتيكان جيداً. وإنّما يبقى من المؤكد أنّ أغاجانيان كان يتمتع بمركز مرموق في أعلى الدوائر الكنسية في روما، ويذكره الأرمن بصفة أمير الكنيسة الأرمنية في جميع أنحاء العالم.