في اليوم التالي من الانتخابات الفرنسية.. اليمين يُعد العدة
في اليوم التالي من الانتخابات الفرنسية.. اليمين يُعد العدة
كاسندرا حمادة
البرنامج الاقتصادي والسياسي والأمني لمارين لوبان كان السبب الرئيسي خلف إنتصارها
حققت زعيمة «التحالف الوطني» الفرنسي مارين لوبان، إنتصاراً واضحاً في الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية الفرنسية، التي عقدت أمس الأحد بعد أن أعلن ماكرون عن عقدها مبكرًا، بسبب نتائج الإنتخابات الأوروبية التي أظهرت تراجعاً كبيراً في شعبية معسكر إيمانويل ماكرون. قلبت مارين لوبان السياسة الفرنسية رأساً على عقب، تقدَّمت على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، واستطاعت أن تَضَع اليمين في فرنسا، في الصدارة بعد إحراز معسكرها على 33% من أصوات المقترعين. أتى ذلك بعد تصويت 10.6 مليون فرنسي، لحزب التحالف الوطني. حزب مارين لوبان
لم يحدث من قبل أن فازَ اليمين من الجولة الأولى، في إنتخابات المجلس النيابي الفرنسي. وعلى الرغم من أن الفوز الذي حققته لوبان لم يكن كاسحاً، إلا أنَّه ثبَّت أنَّها الأكثر تمثيلاً في الشارع الفرنسي لاسيما وأن نسبة المشاركة في الإنتخابات كانت تاريخية حيث شارك فيها 67% من الفرنسيين وهي الأعلى من العام 1981.
من هي مارين لوبان؟
هي البنت الصغرى لجان لوبان مؤسس حزب الجبهة الوطنية الذي سعى طوال حياته السياسية للوصول إلى قصر الإليزيه ولكنه فشل. كان يعتبر والدها كارهاً للمسلمين واليهود. وآخر منافساته كانت في وجه الإشتراكي جاك شيراك. لوبان عَمَلَت طويلاً، لتغيير وجه الحزب بعدما تسلمتهُ عام ٢٠١١،
بعد أن نجح والدها في إرساء التوريث السياسي داخله. تخلت لوبان عن قُدامى اليمين الذين عاصروا والدها، أدخلت العنصر النسائي، وجذبت الشباب. ولم تعاد الإسلام أو اليهود. واليوم، اختارت لوبان، الشاب جوردان بارديلا لإستقطاب جمهور الشباب ورشحتْهُ لرئاسة الحكومة، تحت شعار رئيس لكل الفرنسيين.
برنامج لوبان
البرنامج الاقتصادي والسياسي والأمني لمارين لوبان كان السبب الرئيسي خلف إنتصارها. هي لا تعادي وجود الأجانب في فرنسا بل تطلب منهم الالتزام بالمبادئ الفرنسية والمحافظة على البلد. لوبان، إقتصاديا أقرب إلى الشعب، مقارنة بماكرون. تؤكد في برنامجها على دعم الطبقة العاملة وتنتقد الميزانية القليلة المخصصة للتسلح. وتعتبر أنَّ على فرنسا الخروج من الإتحاد الأوروبي للتركيز على شؤونها الداخلية وتأمين الرخاء للمجتمع والإستقرار في الحياة السياسية والإقتصادية.
أعداء لوبان يتهمونها بأنَّها الصديقة المقربة من بوتين، إلا أنَّ ذلك يعود لرفضها التقديمات المالية الكبيرة التي منجتها باريس لكييف ولاتزال، منذ 24 شباط 2022.
تركز لوبان على وضع قيود على الهجرة غير الشرعية ووضع سياسات تضمنُ إحترام التنوّع والمبادئ والثقافة التي قامت عليها الجمهورية الفرنسية. في برنامجها ركزت على قيم العدالة والمساواة. ليست يسارية في المعنى الاقتصادي التام، إلا أنَّها تعارض السياسات الاقتصادية التي أتت على حساب العاملين، خدمة لأصحاب الرساميل والشركات الكبرى.
الأحد المقبل ستكون الجولة الثانية من الانتخابات، وإن تحالف ماكرون مع معسكر الجبهة الشعبية الجديدة، قد يطيحان بلوبان، إلّا أن الأخيرة تبقى زعيمة المعسكر الذي بفرده ودون تحالفات واسعة، نجح في حصد أعلى نسبة من الأصوات.
