الـ«بادل تنس» أسرع الرياضات نمواً ونجاحاً في لبنان

الـ«بادل تنس» أسرع الرياضات نمواً ونجاحاً في لبنان

  • ٢٠ آب ٢٠٢٤
  • محمد فوّاز

مع استمرار إنتشار البادل في لبنان وتزايد الإهتمام بها، من المتوقع أن تشهد اللعبة مزيدًا من النمو، سواء من حيث عدد اللاعبين أو على مستوى الإحترافية والإهتمام الإعلامي. وقد تصبح البادل أيضاً جزءاً من المناهج الرياضية في المدارس والجامعات، مما يعزّز من قاعدة اللاعبين ويضمن إستمرار شعبيتها في المستقبل.

شهدت لعبة الـ«بادل تنس» رواجاً كبيراً في لبنان في الفترة الأخيرة، وأصبحت واحدة من أسرع الألعاب الرياضية نمواً في البلاد، وانتشرت بكثافة وكثرت ملاعبها في مختلف المناطق اللبنانية مما جذب عشاق الرياضة من مختلف الأعمار وفئات المجتمع، وساهم في زيادة شعبيتها بشكل ملحوظ.
ونظراً لكونها رياضة لا تتطلب جهداً بدنياً كبيراً، فهي مناسبة لجميع أفراد العائلة، بمن فيهم الأطفال وكبار السن، مما يزيد من شعبيتها. ويتماشى انتشار اللعبة مع نمط الحياة العصري في لبنان، حيث يبحث الناس عن أنشطة ترفيهية صحية تجمع بين اللياقة البدنية والإستمتاع.
وانطلقت اللعبة في لبنان منذ سنتين حيث تحوّل كثيرون من ألعاب كانت تستهويهم إلى البادل. وشهد لبنان زيادة ملحوظة في عدد الملاعب، مع افتتاح أندية رياضية متخصصة بهذه اللعبة في مدن ومناطق مختلفة، مما جعلها أكثر توفراً للجمهور، إلى جانب تنظيم البطولات المحلية والفعاليات الترفيهية التي جذبت المزيد من المشاركين والمتابعين، وساعدت على تعزيز انتشارها.
ومن أسباب رواج البادل في لبنان، سهولة التعلم مقارنةً برياضات أخرى، مما جعلها جذابة للعديد من الهواة، بمن في ذلك أولئك الذين ليس لديهم خلفية رياضية. 
ولقيت اللعبة تغطية إعلامية متزايدة وخصوصاً على منصات التواصل الاجتماعي مع إهتمام شخصيات ومشاهير بها، مما ساهم في جذب إنتباه الناس وتزايد شعبيتها. كما ساهم إنتشار لعبة البادل في تشجيع المزيد من الهواة على ممارستها لتعزيز اللياقة البدنية والصحة العامة.
مع استمرار إنتشار البادل في لبنان وتزايد الاهتمام بها، من المتوقع أن تشهد اللعبة مزيدًا من النمو، سواء من حيث عدد اللاعبين أو في مستوى الإحترافية والإهتمام الإعلامي. وقد تصبح البادل أيضاً جزءاً من المناهج الرياضية في المدارس والجامعات، مما يعزّز من قاعدة اللاعبين ويضمن إستمرار شعبيتها في المستقبل.

التنافس أساس رواجها
وبسبب قوّة المنافسة في السوق، لم يعُد نادي البادل يقتصر على إنشاء ملعب فقط، بل يتحوّل النادي إلى شبه مركز تسلية، يتضمّن مقهى ومحلاً لبيع الألبسة الرياضية، كنقطة جذب إضافية، علماً أنّ كلفة المشروع لم تعُد تقتصر على الملعب فقط.
ومعظم المستثمرين في أندية البادل، ينشئون عدّة ملاعب في المنشأة، إذ تبدأ كلفة ملعبي بادل من دون أي شيء حولهما، من 50 ألف دولار.
في البداية، لقيت اللعبة رواجاً كبيراً لدى المقتدرين مادياً لأنّها مكلفة إذ إنّ إستئجار الملعب لأربعة أشخاص ليس رخيصاً والأمر لا يشبه كرة القدم التي يستأجر فيها 10 لاعبين الملعب وتكون الكلفة على الشخص أرخص بكثير. هي لعبة باهظة مقارنة بكرة القدم وكرة السلة، ولا سيما إذا ما أراد الشخص أن يمارسها عدة مرات أسبوعياً، وبالتالي ليست بمتناول الجميع.
كذلك، أدوات اللعبة باهظة. فراكيت البادل الجيدة يبدأ سعرها من 200 دولار، وجميع ممارسي هذه اللعبة يفضّلون أن يحمل كلّ منهم الراكيت الخاصة به. 
لكن مع الإنتشار التدريجي للملاعب في مختلف المناطق، تراجعت كلفة إستئجار الملاعب والراكيتات التي يمكن أيضا إستئجارها أو شرائها بدءًا من 50 دولاراً. 

كما تطوّرت اللعبة بتجهيزاتها وصولاً إلى اللباس. فبعدما كان الهواة يلعبون البادل وهم يرتدون الألبسة الرياضية المعتادة، أصبحوا يرتدون ألبسة رياضية تحمل علامة تجارية خاصة بالبادل.


أول موسم في لبنان
رواج اللعبة دفع وزارة الشباب والرياضة إلى إنشاء لجنة لإدارة «الاتحاد اللبناني للبادل تنس» برئاسة محمد علي اليمن وعضوية فرح علي قطيش (أمينة السر) وحسن داوود مستو (أمينا للصندوق) ومريم علي اليمن ونيكولا مروان صليبا (عضوين).
وأطلقت اللجنة أول موسم في لبنان 2023-2024 الذي شهد مراحل كثيرة نتيجة الانتشار الكثيف للعبة في مختلف المناطق وشهد تتويج نادي The Padict ممثّلاً بالثنائي مارك بستاني ومالك فتة بلقب «مايك سبور بادل ليغ» بعد مباراةٍ نهائية نارية وحاشدة أقيمت على ملعب تمّ خصيصاً تشييده في المزار – كفردبيان لإقامة الأدوار النهائية.
المواجهة المرتقبة بين الفريق البطل ومنافسه Padel Yard الذي مثّله تميم حلاق وعبد القادر قمر الدين، حضرها حشدٌ كبير من محبي اللعبة الذين ملأوا المدرجات كاملةً، الى شخصياتٍ رياضية، رسمية، إجتماعية، وبلدية.
وشهدت المباراة النهائية دخول السبّاح الأولمبي سيمون الدويهي الى الملعب حاملاً كأس البطولة التي ذهبت الى بستاني وفتة بعد مباراةٍ قوية شهدت تقدّم حلاق وقمر الدين بالمجموعة الأولى ٦-٣. لكن الفريق البطل عاد بقوة في المجموعة الثانية التي حسمها ٦-٢، ليفرض مجموعةً ثالثة حاسمة إتسمت بالاستعراض الكبير وانتهت ٦-٣ لمصلحة بستاني وفتة. 
وحصل كلٌّ من الفريقين على جائزة مالية لقاء إحرازهما المركزين الأوّلين، إضافةً الى جائزة أخرى مُنحت لفريق Padel On الذي حلّ في المركز الثالث.
وأكدت اللجنة المنظّمة أنّ النجاح الكبير الذي عرفه الموسم الاول ونشره اللعبة في مختلف المناطق اللبنانية، سيدفعها نحو إقامة نسخةٍ ثانية. 

كما شهد لبنان إقامة يوم عالمي للـ«بادل تنس» الأحد 9 حزيران الماضي في «مجمّع نهاد نوفل» (ذوق مكايل) حيث تبارى أبطال العالم الإسباني أرتورو كويلو (المصنف رقم 1 في العالم) والأرجنتيني أوغوستين تابيا (المصنف رقم 3) والإسباني خوان ليبرون (المصنف رقم 4) ومواطنه باكيتو نافارو (المصنف رقم 6) الى جانب لاعبين لبنانيين من المستوى الرفيع وهم جميل علي حسن ورالف طعمه وتميم حلاّق ونجيب الفقيه وطوني بريقا وانطوان باسيلي وبلال حراكي وشربل حنا وأليكس بستاني ومارك بستاني وفريدي اسطفان والبلجيكي توماس ويل وغيرهم.


قواعد البادل
يُعتقد أنّ هذه الرياضة نشأت في المكسيك في الستينيات، ثم انتشرت في إسبانيا وأميركا اللاتينية، حيث تحظى بشعبية كبيرة. في السنوات الأخيرة، انتشرت اللعبة بشكل كبير في أوروبا والشرق الأوسط، وأصبحت واحدة من أسرع الرياضات نموًا في العالم. 

البادل لعبة من مشتقات التنس، إلّا أنّها تختلف بقواعدها، فملعب البادل مسيّج بزجاج بينما ملعب التنس مفتوح، والزجاج يساند اللاعب لناحية حصر الكرات. يُسمح للكرة بالارتداد من الجدران أو الزجاج، مما يمنح اللعبة بعداً إستراتيجياً إضافياً يشبه إلى حد ما السكواش.
وتُلعب البادل عادةً في فرق من زوجين، وكثر يتعلّمون البادل عبر اليوتيوب ويمارسونها وينطلقون بسهولة ويتقدّمون في المراحل بسرعة. كما أنّ اللاعبين المحترفين بالبادل هم لاعبو تنس سابقون. وفي فصل الشتاء، الطلب على البادل يكون هائلاً لكون ملاعب عديدة منها مسقوفة. 
الملعب: يكون الملعب أصغر من ملعب التنس، وأبعاده عادة ما تكون 10 أمتار عرضاً و20 متراً طولاً، ويكون محاطًا بجدران من زجاج تسمح بارتداد الكرة.
المضرب: يستخدم اللاعبون مضرباً أصغر من مضرب التنس التقليدي، وله سطح صلب مع ثقوب لزيادة التحكم في الضربات.
الكرة: تشبه كرة التنس لكنها أقل ضغطًا، مما يجعلها ترتد بشكل مختلف.
الإرسال: يجب أن يتم الإرسال تحت مستوى الخصر، ويتمّ لعب الكرة بعد ارتدادها في المنطقة المخصصة للإرسال.
التسجيل: تُحتسب النقاط بنفس طريقة التنس (15 – 30 – 40 - نقطة)، والفريق الذي يفوز بستة أشواط (مع تقدم بفارق شوطين) يفوز بالمجموعة.