من هو سليم خليل الذي سلمته الجمهورية اللبنانية ماليتها

من هو سليم خليل الذي سلمته الجمهورية اللبنانية ماليتها

  • ٠٢ أيلول ٢٠٢٤
  • غادة حدّاد

كاتب عدل ومضارب عقاري، يعمل على جمع الدولارات من السوق لصالح مصرف لبنان. جمع ثروة من الشيكات المصرفية خلال الازمة. أتى في عهد رياض سلامة، وهو محمي اليوم من قبل وسيم منصوري.

سليم خليل، جامع الدولارات لمصرف لبنان، كاتب عدل وتاجر عقارات. يعمل كمطور عقاري وكاتب عدل، قبل الأزمة كان يملك مبنىً في الحازمية والتزم مشاريع قرب صيدا، وكان «يُشغل» أمواله الخاصة وأموال شخصيات بارزة ونافذة في قطاع العقارات، ويملك عدة شركات عقارية وغير عقارية بإسمه.

وكان مقرباً من حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة، وفي عهده تعاقد مع المصرف لجمع الدولارات من السوق خلال الأزمة، ذلك بعد رفع شركات تحويل الأموال OMT وBob Finance، وكان يومها لا يزال يعمل كاتباً للعدل.

تفيد مصادر «بيروت تايم»، أنّه بعد بدء الإنهيار الإقتصادي، وقع خليل في أزمة ديون مع بنك الإعتماد المصرفي، كما حال كلّ المطورين العقاريين، وعقد إتفاق مع المصرف قضى بتسديد ديونه باللولار، وعليه سددها بـ 10 و15 في المئة من قيمتها الأصلية.

خلال الأزمة كان على علاقة وثيقة مع المضاربين الصغار في السوق، وهم مجموعة من التجار الصغار نشطوا في المضاربة على الليرة في عهد رياض سلامة، وكان خليل حلقة الوصل فيما بينهم وبين المصرف المركزي، كما تعاقد مع مصرف لبنان، حيث بات يؤمن المركزي الليرات لبنك الاعتماد المصرفي عبر سليم خليل، الذي بدوره يأخذ هذه الليرات ويشتري الدولارات في السوق، لصالح مصرف لبنان.

بعد خروج رياض سلامة من المصرف المركزي، بقي خليل يلعب هذا الدور في عهد الحاكم بالإنابة وسيم منصوري، حيث يجمع خليل الدولارات من السوق، عبر حساباته في بنك الإعتماد المصرفي وفرست ناشونال بنك، ويبيعها لمصرف لبنان ويحصل هو على نسبته من  أرباح العمولة. وعندما  يتفاخر منصوري في جمع مليار ونصف المليار منذ توليه الحاكمية منذ أكثر من عام، كل هذا حصل عبر خليل، فالمصرف المركزي لا يملك عملاء على الأرض، وهذا ما أمّن الحماية لخليل في ملف الاعتماد المصرفي والتجاوزات والجرائم المالية المرتكبة في المصرف.

وتشير المصادر، عندما عيّن محمد بعاصيري مديراً مؤقتاً على بنك الإعتماد المصرفي، حيّد ملف خليل عن التحقيقات، في محاولة لتبرئته، بمسعى من بعاصيري ومنصوري والجهات السياسية الحامية لهم، أبرزها حركة أمل. وكان العمل مركزاً على حصر الخلاف بين طارق خليفة والمساهمين، وعلى الرغم من كل ارتكابات خليفة في المصرف، تمّ التغاضي عمداً عن ملف خليل.

يصنّف خليل في لبنان من أحد كبار تجار الشيكات، فيوم راجت تجارة الشيكات بعد الأزمة، جمع خليل ثروة منها. وهذا الملف هو جزء من ملف تبديد أموال المودعين، فقد لعب خليل على حاجة المودعين لأموالهم وعدم معرفتهم بمصيرها، فاستغل وغيره هذه الأزمة وتاجروا في الشيكات التي كانت خاسرة 85 في المئة من قيمتها، وحققوا ثروات، وخسر المودعين أموالهم.

اليوم هناك تقريران، الأول يفضح مخالفات وإختلاسات وإحتيالات طارق خليفة وبنك الإعتماد المصرفي، والآخر يحاول تبرئة سليم خليل، وهذان التقريران دقّق فيهما في الوقت عينه، وسيم منصوري ومحمد بعاصيري لتبرئة خليل وتوريط خليفة.

ويمكن إعتبار أنّ خليل بريء وغير بريء في ملف الإعتماد المصرفي، إذا كان خليفة قد قام بعمليات احتيالات واختلاسات في المصرف، فإنّ  جزءًا من مخالفات الاعتماد المصرفي كان في تجارة الشيكات و خليل لاعب أساسي فيها، لكن الأهم والأخطر تقول المصادر، إنّ المليار ونصف التي جمعها وسيم منصوري عبر سليم خليل، لا أحد يمكنه أن يؤكد مصدرها. إذ أنّ 50 إلى 60 في المئة من إقتصاد لبنان هو إقتصاد «كاش»، ومنها 50 إلى 60 في المئة تبييض أموال وتمويل إرهاب، ومن الصعب إعتبارهذا المبلغ هو مال نظيف. تغيب الشفافية لدى مصرف لبنان حول مصدر هذه الأموال، وبالتالي لا أحد يسأل خليل عن مصدر هذه الدولارات التي يؤمنها للمصرف المركزي.  

عند تولي منصوري حاكمية المصرف أعلن عن توقيف منصة «صيرفة» ونيته التعاقد مع وكالة «بلومبرغ» لإطلاق منصة جديدة، تتمتع بالمصداقية بهدف مراقبة السوق، وجعل عمليات التبادل والتحويلات خاضعة للرقابة، وإلى اليوم لم يتمّ إطلاق المنصة، فلو تمّ إطلاقها كان من الممكن معرفة مصدر هذه الأموال، وإمكانية تحديد قيمة سعر الصرف الحقيقي، عوض تثبيته إعتباطياً على سعر 89 ألف و500، لكن هذه المنصة لن تطلق، ولا يتذكرها الحاكم بالإنابة إلّا يوم يهدد بإدراج لبنان على اللائحة الرمادية، فيسحب بطاقة «بلومبرغ» كحلٍ سحريّ، فيما الأساليب الإحتيالية مستمرة منذ عهد سلامة، والحماية مؤمنة لأزلامه، وأبرزهم سليم خليل.