وحدة 8200 والتكنولوجيا.. تفوق سيبراني إسرائيلي

وحدة 8200 والتكنولوجيا.. تفوق سيبراني إسرائيلي

  • ١٩ أيلول ٢٠٢٤
  • غادة حدّاد

شكل الخرق التكنولوجي الذي قامت به إسرائيل ضد حزب الله، ضربة قوية وخطيرة لأمن الحزب. فيما قدرات إسرائيل التكنولوجية ليست جديدة، تبدأ بالجيش، وتنتهي بكون إسرائيل هي ثاني أكبر مركز تكنولوجي في العالم.

في شهر آب الفائت، قد حاولت  شركة Alphabet، الشركة الأم لغوغل، شراء WIZ، بـ 23 مليار دولار. الشركة الناشئة، تأسست قبل 4 سنوات، من قبل 4 جنود سابقين في الجيش الإسرائيلي، وهم: ينون كوستيكا، أساف رابابورت، عامي لوتواك وروي رزنيك. 

سعى رئيس Google Cloud توماس كوريان للاستحواذ على «ويز»، بهدف ترسيخ سمعة غوغل كمنصة سحابية آمنة، بحسب لصحيفة «نيويورك تايمز». لكن المالكين الاربعة رفضوا الصفقة، التي سربتها صحيفة «وول ستريت جورنال»، وقرروا طرح عام أولي لأسهمها في بورصة وول ستريت. ولو نجحت الصفقة، كانت ستكون أكبر عملية استحواذ تقوم بها غوغل، بضعف القيمة التي اشترت بها شركة «موتورولا» عام 2012.

يمتلك كل من المالكين 10 في المئة من أسهم الشركة، فيما الأسهم الباقية موزعة على موظفين إسرائيليين. الشركة مسجلة في الولايات المتحدة الأميركية، وهذا ثغرة لدى إسرائيل، إذ تتجه شركات التكنولوجيا الناشئة للانتقال إلى الولايات المتحدة. ومنذ إنشائها، حطمت «ويز» كل الأرقام القياسية الممكنة تقريباً، فباتت أسرع الشركات نمواً من حيث القيمة، ووصلت إلى معدل مبيعات 100 مليون دولار في أسرع وقت، وأصبحت شركات الإنترنت الخاصة تنال أعلى تقييم، وأعلى شركة إسرائيلية من حيث التقييم. وبشكلٍ عام، تعتبر الصناعة التكنولوجية إحدى أنجح القطاعات في إسرائيل، والتي تمثل حوالي 20 في المئة من إنتاج البلاد وحوالي 15 في المئة من الوظائف. 

خدم مؤسسو الشركة الأربعة في الجيش الإسرائيلي، والتقوا أثناء خدمتهم في الوحدة التكنولوجية في الجيش الإسرائيلي 8200 (أمان). بدايةً أسسوا شركة «أدالوم» عام 2012، وإشترتها مايكروسوفت عام 2015، بصفقة بلغت 320 مليون دولار، وهي التي أسست قسم الإنترنت في مايكروسوفت. 

والأقل شهرة من وحدة 8200، هي الوحدة 81، وهي الوحدة التكنولوجية في هيئة الاستخبارات، التي تزود الجنود الإسرائيليين المقاتلين بتقنيات متطورة. وقد خدم رابابورت في هذه الوحدة، التي كانت بمثابة منصة لإطلاق العديد من شركات الإنترنت والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المالية، من قبل الجنود الإسرائيليين، لأنّها تسمح لمقاتليها الانتقال بسهولة إلى عالم الشركات الناشئة بعد انتهاء خدمتهم، مما جعل 90 في المئة منهم، يأسسون شركاتهم الناشئة.

فيما الخبرات والمهارات التي يكتسبها الجنود في هذه الوحدة، تجعلهم مرشحين مفضلين للعمل في شركات التكنولوجيا الكبرى مثل غوغل وفايسبوك ومايكروسوفت، إذ يعتبرون خبراء في مجالاتهم، ذلك إلى التدريب المكثف والابتكار الذي ينتج عن هذه الوحدة. 

وإلى جانب «ويز»، هناك شركات تكنولوجيا، أسسها جنود إسرائيليين، منCheck Point Software Technologies وNice وPalo Alto Networks وCyberArk وWix وWaze، والأخيرة إشترتها غوغل مقابل مليار دولار.

وقدمت وحدة 8200  أبرز مؤسسي الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا، مما ساعد في تحويل إسرائيل إلى المركز التكنولوجي الثاني على مستوى العالم، بعد وادي السيليكون. وتعتبر الوحدة  المذكورة مركزاً لجمع المعلومات الرئيسية في الجيش، والمسؤولة عن العمليات السيبرانية، والتجسس الإلكتروني، والتنصت على الاتصالات، وهي القوة المحورية في التجسس الإلكتروني على المستوى العالمي. وتتراوح  أعمار الجنود  العاملين فيها  بين 18 و21 عاماً، ويعملون على تطوير أدوات لجمع البيانات، والتي يمررونها إلى كبار المسؤولين. وتعتبر النسخة الإسرائيلية من وكالة الأمن القومي الأمريكية. 

بعد عملية طوفان الأقصى، إزداد الطلب على أمن السحابة، مما رفع من قيمة الشركات الإسرائيلية، واستفادت من جولات تمويل قوية. في حزيران الماضي، دخلت شركة «أندريسن هورويتز»، واحدة من أكبر صناديق رأس المال الاستثماري في العالم، في الجولة الأخيرة من الاستثمارات، بقيمة 12 مليار دولار، مما وفر مليار دولار للشركة الاسرائيلية.

وعلى الرغم من الخسارة التي مني بها الاقتصاد الإسرائيلي بعد الحرب على قطاع غزة، إلا أنّ الشركات الإسرائيلية من بين المستفيدين الرئيسيين، بسبب الطفرة في الطلب على أمن السحابة، كما استفادت من عدد من جولات التمويل القوية. ففي حزيران الماضي، دخلت شركة «أندريسن هورويتز»، واحدة من أكبر صناديق رأس المال الاستثماري في العالم، في الجولة الأخيرة من الاستثمارات، بقيمة 12 مليار دولار، مما وفّر مليار دولار للشركة الاسرائيلية.

قطاع التكنولوجيا الفائقة، الممول من الحكومة الإسرائيلية، لا يزال ينمو، رغم الحرب، وبات يمثل 53 في المئة من إجمالي صادرات إسرائيل. وتم إنشاء حوالي 600 شركة ناشئة جديدة العام الماضي، فيما جمعت شركات التكنولوجيا 8 مليارات دولار في عام 2023، بانخفاض 55 في المئة عن عام 2022. في المجموع، يوجد في إسرائيل حوالي 9200 شركة تكنولوجيا بقوة عاملة تبلغ 400 ألف موظف.

فقد أظهر مسح منفصل أجرته شركة الصناعات التكنولوجية المتقدمة الإسرائيلية حول تأثير الحرب بين إسرائيل وحماس على قطاع التكنولوجيا،  وتبين لها أنّ 65 في المئة من صناديق رأس المال الاستثمارية أشارت الى  صعوبات في التشغيل بسبب التعريف بأنها إسرائيلية، وأنّ أكثر من 30 في المئة من الشركات والشركات الناشئة الإسرائيلية نقلت نشاطًا كبيرًا إلى الخارج.

وفي النصف الأول من عام 2024، إرتفع التمويل الخاص في الشركات الناشئة الإسرائيلية بنسبة 31 في المئة، بقيمة 5.1 مليار دولار، مقارنة بالنصف الثاني من عام 2023، حيث ساهم الأمن السيبراني بنسبة 52 في المئة من التمويل.

وفي عام 2018 كانت صناعة الانترنت مسؤولة عن 20 في المئة من إجمالي عمليات جمع رأس المال في كل من إسرائيل والولايات المتحدة. وبمرور الوقت، انخفضت حصة الصناعة في الولايات المتحدة إلى 13%، بينما كانت في إسرائيل في ارتفاع مستمر. وفي النصف الأول من عام 2024، شكلت الاستثمارات في الإنترنت نصف إجمالي عمليات جمع رأس المال في النظام البيئي الإسرائيلي. وفي عدد غير قليل من الحالات، أسس هذه الشركات الناشئة جنود سابقون من الوحدات 8200 و81، بينما في بعض الحالات كان المؤسسون من رواد الأعمال البارزين.