إيران تنفذ حملة تجنيد عبر الإنترنت ضد الإسرائيليين: اعتقالات ومؤامرات اغتيال تهز أمن إسرائيل

إيران تنفذ حملة تجنيد عبر الإنترنت ضد الإسرائيليين: اعتقالات ومؤامرات اغتيال تهز أمن إسرائيل

  • ١٩ أيلول ٢٠٢٤
  • تيريزا كرم

في خطوة تكشف عن تطور جديد في الصراع بين إيران وإسرائيل، أظهرت تقارير حديثة أنّ طهران تعتمد على أساليب غير تقليدية لتجنيد مواطنين إسرائيليين من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. وفقًا لبيانات جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) ووسائل إعلام دولية، تكشف هذه الحملة عن جهود مكثفة من قبل الاستخبارات الإيرانية لاستغلال الشبكة الافتراضية في تحقيق أهدافها الأمنية. تتضمن هذه العمليات تجنيد مواطنين إسرائيليين لتنفيذ مهام حساسة، بما في ذلك عمليات اغتيال تستهدف كبار المسؤولين الإسرائيليين. مع اعتقال العديد من المشتبه بهم وكشف تفاصيل عمليات التجنيد، تتزايد المخاوف بشأن التهديدات التي تواجه الأمن الوطني الإسرائيلي في ظل هذا التصعيد الرقمي.




في خطوة تكشف عن تطور جديد في الصراع بين إيران وإسرائيل، أظهرت تقارير حديثة أنّ طهران تعتمد على أساليب غير تقليدية لتجنيد مواطنين إسرائيليين من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. وفقًا لبيانات جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) ووسائل إعلام دولية، تكشف هذه الحملة عن جهود مكثفة من قبل الاستخبارات الإيرانية لاستغلال الشبكة الافتراضية في تحقيق أهدافها الأمنية. تتضمن هذه العمليات تجنيد مواطنين إسرائيليين لتنفيذ مهام حساسة، بما في ذلك عمليات اغتيال تستهدف كبار المسؤولين الإسرائيليين. مع اعتقال العديد من المشتبه بهم وكشف تفاصيل عمليات التجنيد، تتزايد المخاوف بشأن التهديدات التي تواجه الأمن الوطني الإسرائيلي في ظل هذا التصعيد الرقمي.
أعلن جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) وشرطة الاحتلال في بيان مشترك عن اعتقال مواطن إسرائيلي تم تجنيده من قبل أجهزة الاستخبارات الإيرانية لتنفيذ عمليات اغتيال تستهدف قادة إسرائيليين، من بينهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس الشاباك رونين بار، بحسب I24.

ووفقًا للتقرير، فإنّ المواطن الإسرائيلي المتهم قد تم تهريبه مرتين إلى إيران، حيث تلقى مبالغ مالية لقاء تنفيذ مهام لصالح الاستخبارات الإيرانية. وتمّ القبض عليه في  شهر آب الماضي ووجهت إليه إتهامات بارتكاب جرائم أمنية تشمل الاتصال بعناصر استخباراتية إيرانية. المشتبه به، المعروف بأنّه رجل أعمال مقيم لفترات طويلة في تركيا، أقام علاقات تجارية مع أفراد من أصول تركية وإيرانية. في نيسان  الماضي، بوساطة مسؤولين أتراك، ووافق على لقاء رجل أعمال إيراني ثري لتعزيز مصالحه التجارية. وفي شهر أيار، التقى بمسؤول إيراني طُلب منه تنفيذ مهام تشمل نقل أموال وأسلحة داخل إسرائيل، وتوثيق مواقع حساسة، وتهديد مواطنين إسرائيليين نيابة عن إيران.

في زيارة ثانية لإيران، طُلب من المشتبه به المساعدة في تنفيذ اغتيالات تستهدف القادة الإسرائيليين انتقامًا لمقتل إسماعيل هنية، القيادي في حركة حماس. طالب المشتبه به بمليون دولار مقابل خدماته، لكن طلبه رُفض وحصل بدلاً من ذلك على 5000 يورو. تم القبض عليه في 19 سبتمبر، ووصف مسؤول في الشاباك القضية بأنّها «خطيرة للغاية» وتظهر الجهود المكثفة التي تبذلها الاستخبارات الإيرانية لتجنيد مواطنين إسرائيليين لتنفيذ أنشطة إرهابية داخل إسرائيل.

في سياق متصل، تمّ الكشف مؤخرًا عن سلسلة من عمليات التجنيد الإيرانية التي تستهدف مواطنين إسرائيليين، حيث «يتواصل عملاء إيرانيون مع الإسرائيليين عبر وسائل التواصل الاجتماعي في محاولة لتجنيدهم» بحسب Haaretz. وفقًا لجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك)، هناك قلق متزايد من أنّ «عدداً متزايد من الإسرائيليين على استعداد للتعاون مع العملاء الإيرانيين»، بحسب نفس المصدر.

واحدة من هذه الحالات شملت «إعتقال إيليمالك شتيرن، شاب يبلغ من العمر 21 عامًا من بيت شيمش، للاشتباه في تواصله مع عميل استخبارات إيراني عبر تطبيق تيليجرام»، وفقًا لـ Israel Times. «طلب العميل من شتيرن تنفيذ مهام مثل تعليق لافتات معادية لإسرائيل في تل أبيب وإخفاء أموال في أماكن مختلفة»، بحسب نفس المصدر، ولكن شتيرن رفض «ارتكاب جريمة قتل أو إشعال حريق في الغابة“» وفقًا لما أوردته صحيفة Haaretz.

بالإضافة إلى ذلك، «تمّ دفع المال لشتيرن بالعملة المشفرة مقابل تنفيذ المهام»، كما نقلت Israel Times، «ووعد العملاء الإيرانيون بمكافآت تتراوح بين 10 و100 ألف دولار بحسب المهمة»، وفقًا لتقارير The Times of Israel.

وفي حادثة منفصلة، «اعتقلت إسرائيل أحد مواطنيها للاشتباه في تورطه في مؤامرة اغتيال مدعومة من إيران تستهدف العديد من كبار المسؤولين، بمن فيهم بنيامين نتنياهو» بحسب The Telegraph. وجاء في تقرير أنّه «تم تهريب المواطن الإسرائيلي إلى إيران حيث حضر اجتماعات لمناقشة اغتيال نتنياهو»، وفقًا لنفس المصدر.

بحسب The Telegraph، تم الكشف أنّ «الاجتماعات التي حضرها المواطن الإسرائيلي في إيران تضمنت مناقشات حول استهداف شخصيات أخرى مثل وزير الدفاع يوآف جالانت ورئيس الشين بيت رونين بار». ووفقًا لتقارير The Telegraph، طالب المواطن الإسرائيلي «دفعة مقدمة قدرها مليون دولار قبل تنفيذ أي من تلك العمليات»، مشيرًا إلى أنّه تم طلب تنفيذ الاغتيالات كجزء من «انتقام لمقتل إسماعيل هنية على الأراضي الإيرانية في يوليو/تموز» والذي نسبت طهران مسؤولية الإغتيال إلى إسرائيل.

كما أشارت تقارير The Times of Israel إلى أنّ التحقيقات كشفت «وجود بنية تحتية لوكلاء استخبارات إيرانية تعمل تحت غطاء وكالات أجنبية لتجنيد الإسرائيليين»، موضحة أنّ العملاء «استخدموا منصات التواصل الاجتماعي مثل Instagram وTelegram وWhatsApp وFacebook» لجذب المتعاونين الإسرائيليين. وأضافت التقارير أنّ «العملاء الإيرانيين سَعَوا أيضًا للحصول على تعاون إسرائيليين عبر مواقع تقدم أموالًا مقابل وظائف مؤقتة»، كما ذكرت نفس الصحيفة.

ومن الجدير بالذكر أنّ «عددًا كبيرًا من المواطنين الإسرائيليين الذين تلقوا طلبات مشبوهة لم يستجيبوا، وبعضهم قام بتحذير السلطات»، بحسب ما جاء في تقرير The Times of Israel.

وفي السياق ذاته، يشير الشاباك إلى أنّ هذه المحاولات الإيرانية تمثل تهديدًا متزايدًا لأمن الدولة الإسرائيلية، حيث يعتمد العملاء الإيرانيون على أساليب التجنيد العشوائي عبر الإنترنت. ويستخدمون هويات مزيفة ولغات مختلفة، مثل العبرية والإنجليزية، لإخفاء نواياهم الحقيقية. يتم ذلك عبر مختلف منصات التواصل الاجتماعي مثل Instagram وTelegram وWhatsApp وFacebook، إضافة إلى مواقع تقدم فرص عمل برواتب مغرية، بهدف استدراج مواطنين إسرائيليين لتعاون ظاهره بريء لكنه قد يؤدي إلى أنشطة تهدد الأمن القومي.

وفي الأشهر الأخيرة، تم إحباط عدة محاولات من هذا النوع، حيث تمكنت السلطات الأمنية الإسرائيلية من تحديد العديد من الملفات الشخصية الوهمية المستخدمة من قبل أجهزة الاستخبارات الإيرانية. وقد أثمرت هذه الجهود عن جمع معلومات هامة حول هذه العمليات والعوامل التي تقف وراءها.

من جهة أخرى، شّدد الشاباك على أهمية الوعي العام بهذا النوع من التهديدات، مشيرًا إلى أنّ المواطنين الإسرائيليين الذين يتعرضون لهذه المحاولات يجب أن يتجنبوا التفاعل مع هذه الرسائل المشبوهة وأن يبلغوا السلطات على الفور. كما نصح بعدم الإنجرار وراء أي عروض عمل مغرية تأتي عبر الإنترنت دون التحقق من مصادرها بشكل دقيق، إذ يمكن أن تكون جزءًا من خطة تجنيد لصالح جهات معادية.

تأتي هذه الحوادث في إطار الصراع المستمر بين إيران وإسرائيل، حيث تسعى طهران، من خلال شبكات استخباراتها، إلى زعزعة الاستقرار الإسرائيلي باستخدام وسائل غير تقليدية تشمل العالم الافتراضي، مما يزيد من تعقيدات التحديات الأمنية في المنطقة.

بالإضافة إلى ذلك، تم الكشف عن إرسال رسائل نصية موزعة على نطاق واسع من قبل عملاء إيرانيين، تتضمن رابطًا يؤدي إلى قناة على تطبيق Telegram مع إشارة إلى الموقع الإلكتروني لوكالة الأمن الدولي الإيرانية. هذه الرسائل تهدف إلى التواصل الأولي مع المواطنين الإسرائيليين بغرض تجنيدهم أو جمع معلومات استخباراتية.