ترسانة كبيرة وشهداء كثر: صورة الحزب اهتزت ، ما هي الثغرة عند حزب الله؟

ترسانة كبيرة وشهداء كثر: صورة الحزب اهتزت ، ما هي الثغرة عند حزب الله؟

  • ٢٦ أيلول ٢٠٢٤
  • تيريزا كرم

يمتلك الحزب حوالي 150,000 صاروخ، ما يجعله من أقوى الفصائل العسكرية في المنطقة. ومع ذلك، فإنّ الوضع على الأرض يشير إلى تناقض صارخ بين هذه القدرات العسكرية وعدد الضحايا المدنيين في لبنان، حيث بلغ عدد الشهداء 1250 والجرحى أكثر من 5000، معظمهم من الأطفال والنساء. هذه الأرقام تشكل ثغرة كبيرة في قدرة الحزب على حماية المدنيين، إذ توقع إسرائيل أعدادًا كبيرة من الشهداء في لبنان دون أن يتمكن حزب الله من إيقاع أية خسائر تذكر في صفوف العدو.

في ظل الظروف الحالية الدامية ، تبرز قوة ترسانة حزب الله بشكل لافت، حيث تقدر «رويترز» أنّ الحزب يمتلك حوالي 150,000 صاروخ، ما يجعله من أقوى الفصائل العسكرية في المنطقة. ومع ذلك، فإنّ الوضع على الأرض يشير إلى تناقض صارخ بين هذه القدرات العسكرية وعدد الضحايا المدنيين في لبنان، حيث بلغ عدد الشهداء 1250 والجرحى أكثر من 5000، معظمهم من الأطفال والنساء. هذه الأرقام تشكل ثغرة كبيرة في قدرة الحزب على حماية المدنيين، إذ توقع إسرائيل أعدادًا كبيرة من الشهداء في لبنان دون أن يتمكن حزب الله من إيقاع أية خسائر تذكر في صفوف العدو الإسرائيلي.
في هذا السياق، أكد  رياض قهوجي، رئيس معهد التحليل العسكري للشرق الأدنى والخليج، في حديث ل «بيروت تايم»،أنّ هناك ثغرة أمنية كبيرة تمكنت إسرائيل من إحداثها في صفوف حزب الله،
مما ساعدها في الحصول على معلومات استخباراتية متقدمة حول نشاطات الحزب وقياداته وقدراته. وأوضح أنّ التفوق الاستخباراتي الإسرائيلي تم عبر قدراتها الاستخباراتية والإلكترونية والصناعية، بالإضافة إلى الاختراق البشري. وأشار إلى أنّ هذا التفوق كان واضحاً من خلال  الاغتيالات التي حدثت منذ الثامن من أكتوبر وحتى اليوم، وكذلك من الغارات التي استهدفت مخازن الأسلحة والصواريخ، مما يدل على معرفة إسرائيل بمواقعها، وأماكن تواجد قيادات الحزب.
وأضاف قهوجي أنّ الإسرائيلي استعد جيداً لهذه الحرب منذ عام 2006، بينما كان حزب الله يستعد لحرب مشابهة للعام المذكور، مشيراً إلى أنّ قدرات إسرائيل العسكرية قد تطورت بشكل كبير منذ ذلك الحين. وشدد على أنّ إسرائيل اليوم مدركة تماماً لقدرات الحزب، مما مكنها من تقليص هذه القدرات والتعامل معها بفاعلية.
وأشار إلى أنّ الضغوط المتتالية على الحزب وزيادة عدد الشهداء تؤثر بشكل كبير على معنويات المقاتلين والبيئة الحاضنة للحزب، مما يبرز عدم قدرة الحزب على حماية المدنيين. وذكر أنّ التصريحات السابقة للأمين العام لحزب الله عن ردع إسرائيل تبدو مجرد كلام، حيث تواصل إسرائيل ضرب أهدافها دون رادع، في حين أنّ ردود الحزب لا تحقق التأثير المطلوب.
وأردف قهوجي بأنّ صورة الحزب اهتزت كثيراً، وسيكون من الصعب عليه إعادة بنائها كما كانت قبل الثامن من أكتوبر. وبيّن أنّ التفوق الإسرائيلي يتجلى بشكل مضاعف نتيجة للتفوق الاستخباراتي، مما يجعل حزب الله غير قادر على توجيه ضربات فعالة.

وفيما يتعلق بالعوامل الخارجية، أشار قهوجي إلى أنّ إيران لا ترغب في الدخول في حرب، مما يثير تساؤلات حول استمرار حزب الله في خوض حرب يعلم أنّه لا يستطيع الفوز بها. واعتبر أنّ إيران تستخدم وكلائها لأغراض سياسية واقتصادية، وأنّ هناك جهات في حزب الله تظن أن إيران لن تتخلى عنهم، رغم أنّ الواقع مختلف تماماً.
واعتبر قهوجي أنّه يجب انتظار نهاية الحرب لمعرفة كيف سيستعد الحزب للمستقبل، خاصة في ظل الشروط الإسرائيلية التي قد تمنع الحزب من الاحتفاظ بترسانته العسكرية، متوقعاً أن يكون هناك قرار جديد يحل محل القرار 1701 الذي سيحدد ملامح الواقع الجديد في الجنوب اللبناني.
في ظل هذه التحولات، يبقى التساؤل قائماً حول مستقبل حزب الله وقدرته على التكيف مع الواقع الجديد الذي يفرضه التفوق الإسرائيلي، وتأثير ذلك على الأوضاع في لبنان