المُغَـرِّد والمُشَـرَّد… والمُرْشِـد
المُغَـرِّد والمُشَـرَّد… والمُرْشِـد
عذرًا سيّدي المُرشد. لا نريد إثقال عاتقك بمطالب الصمود والترسانات النوعيّة. لكن لطفًا، نريد فقط، صفّارة إنذار. بات حُلمُنا صفّارةً تَقينا من كابوس أفيخاي.
قبل أيّامٍ قليلة، توجّهت، من بيروت، نحو طرابلس في مشوار محاولة عملٍ صباحيّة. فالمصاريف عديمة الرحمة، لا تأبه بأمزجتِنا وظروفنا وسلامتنا. ومن طقوسنا الثابتة، نحن اللبنانيّيون، التحقّق من إرشادات خطوط تطبيق «غوغل» الحمراء، الدالّة على الزحمة، قبل أيّ مغامرةٍ لنا على طرقات هذا البلد المحتقن في كلّ شيء، لا سيّما، في جنون السير. لكنّ غَشْم عدُوّنا وجد طريقه إلى إبطال التطبيق المُرشِد هذا للتشويش على إرشادات عَدْوِنا على طريق القدس. ومع خروج طقس غوغل القسريّ من يوميّاتنا، بات التعريج على تغاريدَ أفيخاي طقسًا ملزمًا، لا بسالة في إغفاله ولا بديل عنه. تغاريدُ أحمرَها أشدّ حقدًا وخطورة من حُمرة خطوط الزحمة على غوغل. وهناك، في عاصمة الشمال، قبل الهمّ بالعودة، عدت ثانيةً إلى غلاظة منشورات الرجل. لا نعلم كيف اقتحمت غلاظة المتحدّث العدوّ هذا إلى طقوس يوميّاتنا في هذا البلد الملعون من عبدة القدير وحزبه والمتروك له على حدٍّ سواء. يومها، خلت طريقي من وعيد نقاط أفيخاي الحمراء، فتنفّست الصعداء، واقتصرت الأضرار على المعنويات.