لغز العملية التي نفّذها لبناني من 32 سنة في الأرجنتين.. حُلّ اليوم

لغز العملية التي نفّذها لبناني من 32 سنة في الأرجنتين.. حُلّ اليوم

  • ٠٨ تشرين الثاني ٢٠٢٤
  • خاص بيروت تايم

الحكومة الأرجنتينية تكشف هوية رجل الحزب الأول في أميركا اللاتينية، وتقرير إستخباري مسرّب تناول أنشطته

هو ديفيد عاصي وإسمه الحقيقي حسين أحمد كركي، رجل حزب الله الأول في أميركا الجنوبية المسؤول عن أكبر عمليتين إرهابيتين في تسعينيات القرن الماضي اللتين شهدتهما العاصمة الأرجنتينية بونس أيريس. 
وبعد ثلاثين عاماً، تكشف الحكومة الأرجنتينية هويته، وقد زعمت أنّه قائد عمليات حزب الله في أميركا اللاتينية، نشرت صورته معلنةً، أنّ أهمية  الكشف عن هويته توازي عملية إغتيال الأمين عام السابق لحزب الله السيد نصرالله، لأنّ بين قائد عمليات حزب الله في أميركا اللاتينية، وبين نصرالله كان التواصل يتمّ مباشرة دون أي وسيط. فمن هو إذا قائد عمليات حزب الله في أميركا اللاتينية، على حد قول القضاء في بونس أيريس؟

هو ديفيد عاصي، وإسمه الفعلي، حسين أحمد كركي، ذراع حزب الله ومن خلفه إيران في أميركا اللاتينية، الذي خطط لهجمات بين الأرجنتنين وتشيلي والبرازيل وحتى فنزويلا التي منها أخذ جواز سفر مزوّر! 

كركي، هو منفذ أكبر هجوم دامٍ في الأرجنتين: 
موقع «انفو باي» الناطق بالإسبانية، نشر تفاصيل تقرير إستخباري أرجنتيني صدر مؤخراً، يتّهم المدعو حسين أحمد كركي، بتنفيذ الهجوم الذي طال السفارة الإسرائيلية في بونس أيريس في السابع عشر من آذار عام اثنين وتسعين، والذي أدى إلى مقتل تسعة وعشرين شخصاً. كركي بحسب ما توصلت إليه التحقيقات القضائية في الأرجنتين، أمَّن المتفجّرات، وغادر بونس أيريس قبل ساعات قليلة من التفجير بجواز سفر كولومبي مزوَّر!  
وحسين كركي، متهم أيضاً بالهجوم الذي طال جمعية يهودية في بونس أيريس عام 1994، وتقول الإستخبارات الأرجنتينة، إنّها زودت المدعي العام المسؤول عن التحقيق في ذلك الهجوم، بصورة لكركي تعود للعام 2004، يوم أعطاه النظام الفنزويلي وثيقة باسم ديفيد عاصي، بحسب ما ورد في تقرير إنفو باي. 

تشير الإستخبارات الأرجنتنية التي حقّقت في هوية كركي لثلاثة عقود، إنّ حسين كركي هو اليوم في لبنان، وتؤكد أنّ هذا الصيد الثمين، المتمثل بكشف هويته، يُحتّم نشر التفاصيل، ويأتي ذلك بالتزامن مع الحرب المستعرة في لبنان. وتضيف، بحسب تسريبات موقع«إنفو باي»، إنّ كركي خطط بين عامي 1994 و2000 لسلسلة هجمات إرهابية في أربع عواصم لاتينية، تنشط فيها شبكة حزب الله، بغطاء إيراني، كان قد وفَّره الرئيس الإيراني السابق علي أكبر رفسنجاني بنفسه. ومن ضمن الشبكة التي يقودها كركي، أربعة أسماء أخرى، عملت تحت الغطاء الإيراني، من ضمنها بحسب التقرير فاروق عبد الحي العميري الموجود اليوم في البرازيل، فيما الثلاثة الآخرين فهم في لبنان. قاضي التحقيق الأرجنتيني دانيال رافيكس، أوضح بحسب الموقع أنّ مذكرة إعتقال دولية صدرت في حق من بقي على قيد الحياة من عناصر الشبكة، وفي آب الماضي قال إنّهم في حالة تمرّد على القانون الدولي. 


طرح القضاء الأرجنتيني هذه القضية اليوم، ونقلها الى الإعلام العالمي، وقد خلق مخاوف لدى اللبنانيين في أميركا اللاتينية حول مستقبل أعمالهم وأرزاقهم في القارة اللاتينية. فاللبنانيون متخوفون من تأثير ذلك على أعمالهم في العواصم اللاتينية التي تضم جاليات لبنانية كبيرة، قد نجحت وأثبتت نفسها رغم أنشطة حزب الله التي هددت أمن تلك الدول،  لاسيما في المناطق الحدودية بين الأرجنتين والبارغواي والبرازيل، حيث ينشط اقتصاد حزب الله الأسود، كما كشفت الإستخبارات الأميركية«FBI» في تقرير صدر في تشرين الثاني من العام 2023.  ووفقًا للمدعي الخاص الأرجنتيني الراحل ألبرتو نيسمان، أسّس حزب الله وجوده في أميركا اللاتينية، في منتصف الثمانينيات، بدءًا من منطقة الحدود الثلاثية تلك، وهي منطقة خارجة عن القانون نسبيًا. ومن قاعدته في «سيوداد ديل إستي»، باراغواي، أنشأ مشاريع غير مشروعة لتمويل عملياته في الشرق الأوسط وأماكن أخرى، بما في ذلك غسل الأموال والتزوير والقرصنة والإتجار بالمخدرات. بالإضافة إلى الإتجار بالمخدرات غير المشروعة من باراغواي إلى أوروبا، واعتبر أيضاً أنَّ حزب الله أيضاً وسَّع نشاطه في تعدين العملات المشفرة.
مخاوف جدية اليوم، من أن يتكرر سيناريو الخليج في أميركا اللاتينية، حيث توقفت تأشيرات الدخول للبنانيين ومنع تجديد إقامتهم بسبب أعمال حزب الله، وهنا أمثلة كثيرة تطفو على السطح، عن شبكات سريّة كبيرة لحزب الله تعنى في غسل الأموال كُشفت في الخليج وأضرّت باللبنانيين، كما حصل في، الكويت مثلا عام 2020، فهل ثمّة اليوم من يسأل عن تبعات الأنشطة المخربة للحزب على أرزاق اللبنانيين؟