حول كلمة «هنيئًا» ودلالاتها
حول كلمة «هنيئًا» ودلالاتها
صراع الألفاظ هل هو تدمير لخطاب الآخر أم مجرد «تراند» عابر؟
منذ بدء الحرب بصيغتيها غير المباشرة (٨ أكتوبر ٢٠٢٣) والمباشرة(٢٣ أيلول /سبتمبر ٢٠٢٤) تجلّت في القواميس الخطابية٬ الإعلاميّة٬ الصحفيّة٬ السياسيّة والإجتماعيّة لفظة«هنيئًا» التي وظّفها شريحة من الجمهور اللبناني لجعل الموت مجبولًا بالفخر والإنتصار٬ والحق أنّ هذا السلوك ينضوي ضمن أدبيات الجماعات الإسلاميّة عمومًا لأنّه ينتمي إلى موروثات دينية وأحاديث وآيات كرّست «الشهادة» كقيمة إجتماعيّة ودينية ساهمت في بناء أيديولوجيا الإنتماء إلى النّصّ بشكل مباشر دون اجتهاد في هذه الجزئية أو نقد.
في المقابل٬ يأتي النقد اليوم لهذه الكلمة- بعيدًا عن الإستشهاد بالخطابات الساخرة والناقضة( الهدّامة)- وليد حالتين:
أ) ابتعاد الجماعة المعارضة عن ثقافة الإقتتال وتفضيلها للعمل السياسي السيادي الدبلوماسي.
٢) الإنتماء إلى سرديات تاريخية تعود إلى عام ١٩٢٦ بعيد تأسيس لبنان الكبير والتي تعِد ببناء لبنان المنضوي في كنف العالم الغربي وتمّ تحديث السرديات لتشمل الحضن العربي.
هذا الصراع حول اللفظة ودلالاتها يعكس ترقبًا للمكون اللبناني المقبل على تحلل وفقًا للرؤية الدبلوماسية الفرنسية منذ تولي جان إيڤ لودريان حقيبة الخارجيّة وحتى اللحظة.
كلمة «هنيئاً» وتوظيفها الخطابي ورفضها تعيدنا إلى لفظتين قديمتين «الإنعزالية» واللفظة البديلة «السياديّة».
بالاضافة الى لفظتين قديمتين متعاركتين «المقاومة الاسلاميّة» و«المقاومة اللبنانيّة» ...
فهل نحن أمام نقض( تدمير) خطابي متبادل أم مجرد «ترند» يطوف على سطح الحدث الراهن؟