اليوم العالمي للجبال: جبال لبنان حصن لأمنه المائي

اليوم العالمي للجبال: جبال لبنان حصن لأمنه المائي

  • ١١ كانون الأول ٢٠٢٤
  • تيريزا كرم

في 11 ديسمبر من كل عام، يحتفل العالم باليوم العالمي للجبال، وهو يوم خصصته الأمم المتحدة منذ عام 2003 لرفع الوعي بأهمية الجبال من النواحي البيئية والاقتصادية والثقافية، ولتسليط الضوء على التحديات التي تواجه سكان المناطق الجبلية.


المشهد الطبيعي الذي كونته الطبيعة جزء من الإرث الثقافي كالتاريخ والفن والشعر والتقاليد التعدي عليه هو تعدٍ على الذاكرة الجماعية .

مع تصاعد الأزمات السياسية والبيئية والاجتماعية التي تعصف بالعالم والظلم الذي يفتك بالإنسان ،تصبح الطبيعة، بكل جمالها وسكونها، الملجأ الذي نستمد منه القوة والإلهام. الطبيعة، و منها الجبالإرث للأجيال الحاضرة والقادمة

في 11 ديسمبر من كل عام، يحتفل العالم باليوم العالمي للجبال، وهو يوم خصصته الأمم المتحدة منذ عام 2003 لرفع الوعي بأهمية الجبال من النواحي البيئية والاقتصادية والثقافية، ولتسليط الضوء على التحديات التي تواجه سكان المناطق الجبلية.

 أهمية الجبال عالميًا 
الجبال تعد واحدة من أهم النظم البيئية على سطح الأرض. فهي تحتضن تنوعًا بيولوجيًا غنيًا، وتوفر مصادر أساسية للمياه والطاقة والغذاء. تشير إحصائيات  الامم المتحدة إلى أن حوالي 15% من سكان العالم يعيشون في المناطق الجبلية، ويعتمد أكثر من نصف سكان العالم على الجبال كمصدر للمياه العذبة.
ومع ذلك، فإن هذه النظم البيئية تواجه ضغوطًا متزايدة بسبب الأنشطة البشرية مثل التعدين وقطع الأشجار بشكل غير قانوني، بالإضافة إلى تأثيرات التغير المناخي مثل ذوبان الأنهار الجليدية وتآكل التربة.

 أهداف الاحتفال باليوم العالمي للجبال 
يهدف هذا اليوم إلى تحقيق عدة أهداف:

1. زيادة الوعي بالتحديات البيئية: تسليط الضوء على مشكلات التغير المناخي وتدهور الأراضي والتهديدات التي تواجه المناطق الجبلية.
2. تعزيز التنمية المستدامة : تشجيع الحكومات والمنظمات على تطبيق استراتيجيات تنموية تسهم في الحفاظ على الجبال
3. دعم المجتمعات الجبلية : التركيز على تحسين الظروف المعيشية لسكان الجبال من خلال تعزيز الأمن الغذائي وتوفير التعليم والخدمات الصحية.

4. حماية الموارد الطبيعية : التأكيد على أهمية الجبال في الحفاظ على الموارد المائية والطبيعية التي تدعم الحياة على الكوكب.

 الجبال في لبنان: إرث طبيعي  وأمان بيئي  
لبنان، المعروف بتضاريسه الجبلية، يضم سلاسل جبلية فريدة مثل سلسلة جبال لبنان الشرقية والغربية. تغطي الجبال التي يزيد ارتفاعها عن 1900 متر حوالي 10% من مساحة البلاد، وتمثل هذه المناطق أهمية بيئية واقتصادية وثقافية كبيرة.

 الأهمية البيئية 
الجبال في لبنان تلعب دورًا حيويًا في الأمن  المائي والحفاظ على التنوع البيولوجي. فهي تحتوي على الخزانات و الغابات والمحميات الطبيعية، وغابات الأرز والسنديان واللزاب وغيرها من الاشجار المقاومة للعوامل المناخية القاسية

 المخاطر التي تواجه جبال لبنان 
تواجه الجبال اللبنانية مخاطر  كبرى، منها:
1. الزحف العمراني : التمدّد العمراني العشوائي أدى إلى تدمير مساحات كبيرة من الأراضي الجبلية.
2. التغير المناخي : ارتفاع درجات الحرارة يؤدي إلى ذوبان الثلوج بشكل أسرع، مما يؤثر على مصادر المياه الجوفية.
3. قطع الأشجار : الأنشطة غير القانونية لقطع الأشجار تهدد الغابات الجبلية وتؤدي إلى فقدان التنوع البيولوجي.

4 . الاستغلال العشوائي للموارد : مثل التعدين ومقالع الحجر، والتي تؤدي إلى تدهور البيئة الطبيعية.

 جهود الحماية والتطوير 
في عام 2009، أُطلقت "الخطة الشاملة لترتيب الأراضي اللبنانية"، والتي تهدف إلى حماية المناطق الجبلية من التوسع العمراني والحفاظ على التنوع البيئي. ورغم أهميتها، فإن تنفيذ هذه الخطة ما زال يواجه عقبات بسبب القيود القانونية والاقتصادية.

كما تم تطوير مشروع "CESNA-LB" الممول من الاتحاد الأوروبي لحماية قمم جبال لبنان، واقتراح قوانين تهدف إلى رفع مستوى الحماية البيئية إلى المعايير الدولية.

 التنمية المستدامة والجبال: رؤية مستقبلية 
التنمية المستدامة للمناطق الجبلية تتطلب تضافر الجهود بين الحكومات والمنظمات البيئية والمجتمعات المحلية. يمكن تحقيق ذلك من خلال :
1. تعزيز السياحة البيئية: تحويل الجبال إلى وجهات سياحية بيئية تدر دخلاً مستدامًا دون الإضرار بالنظم البيئية.
2. تشجيع الزراعة العضوية : تطوير ممارسات زراعية مستدامة تلائم الظروف المناخية للمناطق الجبلية.
3. تطوير البنية التحتية : تحسين الطرق والخدمات الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية للسكان الجبليين.
4. تعزيز التوعية والتعليم : نشر الوعي بأهمية الحفاظ على الجبال والتنوع البيولوجي.

ختامًا في اليوم العالمي للجبال، يجب أن نتذكر أنّ حماية الجبال ليست مجرد مسؤولية بيئية، بل هي واجب إنساني. لأنّها شاهد صامت على مرور الزمن، و جزء لا يتجزأ من الإرث الطبيعي.كما أنّ الجهود لحمايتها، هي خطوة كبيرة نحو بناء تنمية مستدامة تضمن مستقبلًا أفضل للأجيال القادمة