«معادون» للسامية في البيت الأبيض

«معادون» للسامية في البيت الأبيض

  • ٢٠ كانون الثاني ٢٠٢٥

إختيارات ترامب لفريق عمله تؤجج إنتقادات خصومه

بقلم فرانكلين فوير من صحيفة زي أتلانتيك

 ترامب الرئيس غير النمطي، مقارنة مع أسلافه من الرؤساء الأميركيين السابقين، يثار حوله الكثير من الجدل والإنتقادات من خصومه، ويبقى موضوع معاداة السامية المسألة الأكثر جاذبية التي يستخدمها الإعلام الغربي لمواجهة الخصوم والتأثير في الرأي العام ، في مقالة لصحيفة «ذي أتلنتيك» في تشرين الثاني 2024 ، حول فريق ترامب الداخل معه الى البيت الأبيض، سلطت الضوء على شخصيات بارزة مثل إيلون ماسك، وروبرت كنيدي، ومات غيتز بوصفها شخصيات معادية للسامية.


ما معنى أن يضم فريق ترامب شخصيات معادية للسامية في الإدارة الأميركية المنصة الأكبر حول العالم لتأثير اللوبيات اليهودية ؟ ومعاداة السامية تعنى النظرة المتحيزة ضدّ اليهود المرتبطة بأحداث تاريخية، تتخذ أشكالاً عدة أبرزها الرأي القائل بسيطرة اليهود على النظام المالي العالمي وعلى وسائل الإعلام، والتأثير على الرأي العام العالمي. ومن الجانب الآخر تتصل في غالب الأحيان بالصهيونية، إذ إنّ كل من يعترف بحقوق الشعب الفلسطيني، وكل تنديد بالجرائم المرتكبة في حقه، يتهم بمعاداة السامية.

بعض ما جاء في المقالة حول الشخصيات الثلاثة والتي كتبها فرانكين فوير؛ دونالد ترامب الذي بنى حملته الإنتخابية على مغازلة يهود أميركا، وعلى الإلتزام بالدعم الدائم لإسرائيل، متهم من معارضيه بتشكيل حكومة معادية للسامية من خلال تعيين شخصيات بارزة تتبنى نظريات معادية لليهود، والتركيز على ثلاثة أشخاص بالتحديد.

 مات غيتز: مرشح سابق لمنصب المدعي العام، معارض صارم لقانون مكافحة معاداة السامية، ويؤمن بنظرية قتل اليهود ليسوع، و في تغريدة على منصة إكس قال «الكتاب المقدس واضح». ولا توجد أسطورة أو جدال حول هذا» وقد استضاف تشارلز جونسون ضمن فعالية إجتماعية ،  وهو شخصية معروفة من اليمين البديل، منكر للسردية المتبعة حول  الهولوكوست، وقد أعلن صراحة أنّ 250 ألف يهودي فقط لاقوا حتفهم إبان الحرب العالمية الثانية بسبب وباء التيفوس، وذهب أبعد من ذلك، بأنّ «أوشفيتز وغرف الغاز ليست حقائق تاريخية».

روبرت ف. كينيدي مرشح لمنصب إدارة الصحةالعامة، هو من أشد المؤمنين بنظرية المؤامرة، واليد الخفية للأشرار الأقوياء،، إذ يعتقد أنّ وكالة المخابرات المركزية قتلت عمه جون كينيدي، وفي الميدان الطبّي يعزو مرض التوحّد الى اللقاحات، وفي شريط فيديو نشر سنة 2019 أشار الى أنّ كوفيد-19 من المحتمل أن يكون سلاحاً بيولوجياً. وقد ذهب أبعد من ذلك معتبراً أنّ المرض صمم لمواجهة القوقازيين والسود، ولمّح الى أنّ اليهود محصنون ضده.  

إيلون ماسك: مستشار ترامب الأشد جرأة في رفع المحظور، عندما امتلك تويتر عام 2022

ألغى حظراً فرضه النظام السابق للشركة قد أبقى المعادين للسامية، وأصحاب السردية المختلفة حول المحرقة خارج المنصة. في عهده، أصبحت الأصوات المعارضة للوبيات اليهودية حاضرة على الموقع، دون أي ضوابط رقابية متحيزة كالتي كانت تفرض سابقاً. وخصوم ماسك يشبهونه بجورج سوروس والشخصية التلفزيونية ماجنيتو، رمز الاقرار بشرور اليهود. وإن لم يعبر بشكل واضح وصريح عن رأيه، لكنه أثنى في إحدى المرات على تغريدة زعمت أنّ « المجتمعات اليهودية كانت تأجج…الكراهية ضد البيض»

بالرغم  من ذلك، كل هذه المعطيات لا تشير الى أنّ ترامب سيتبع سياسات مسيئة لليهود، إذ إنّ دعمه لإسرائيل سيحظى بموافقة شريحة واسعة من المنظمات اليهودية، إنّما فريق عمله في المناصب العليا قد يجعل من الأمر أكثر قابلية للحدوث، خاصة من ناحية القبول الإجتماعي للإنتقادات الموجهة الى اليهود الأميركيين ودورهم في صنع القرارت في البلاد، التي هي من المحرمات في الأدبيات السياسية والإجتماعية. ويعتبرالمعارضون لترامب أنّ هذا الأمر قد بدأ فعلياً بتعيين الحكومة الأكثر معاداة للسامية في التاريخ الأميركي الحديث ولم تُثِر أي ضجة تذكر.