بالفيديو .. رحلة ناجٍ من المخدرات

بالفيديو .. رحلة ناجٍ من المخدرات

  • ٠١ تشرين الأول ٢٠٢٥
  • تيريزا كرم

بعد 15 عاماً من الإدمان، اليوم يرافق المدمنين في رحلة الشفاء. الطريق صعب، لكن النتيجة تستحق، والفرصة الثانية موجودة لمن يطلبها.

حين تتحول الشوارع إلى مساحات للهروب وتصبح المخدرات وسيلة قتل بطيء، تنتشر مادة «الكريستال ميث»  بين المراهقين بسرعة مخيفة. عبر كيس لا يتجاوز ثمنه عشرة دولارات، تُصنّع هذه المادة في أماكن مغلقة وتُباع بلا رقابة، وسط غياب الردع وتراجع المسؤولية. هناك تبدأ رحلة السقوط، لكن أحياناً تولد من أعماق الهاوية فرصة نجاة.

 

بطل هذه القصة فضّل عدم الكشف عن هويته. يروي حكايته بصدق مؤلم، لا طلباً للتعاطف بل لتكون شهادته جرس إنذار لكل شاب يقف على حافة التجربة. يقول إنّه في عمر الخامسة عشرة كان يرى رفاقه يتعاطون، يضحكون تارة ويغضبون تارة أخرى، بلا رقيب ولا سلطة فوق رؤوسهم، فدفعه الفضول إلى التجربة. كانت أول مرة على رصيف الشارع مع شبان أكبر منه سناً. بدأ بالحشيش والماريجوانا، ثم انتقل إلى الحبوب المهدئة مثل Xanax وLexotanil وTramal، وكان بعض الأطباء يمنحونه الوصفات وهم يعلمون أنّه مدمن.

 

السقوط والدخول إلى السجن

مع الوقت، دخل مرحلة العزلة التامة. أغلق على نفسه غرفته، إنقطع عن الطعام، تراجعت علاماته المدرسية، واختفت حياته الإجتماعية. لم يكنيعتبر  نفسه لصاً، لكنه كان يمدّ يده إلى مقتنيات  أهله، من مجوهرات شقيقته ووالدته، وأغراض والده، وكل ما يمكن بيعه. لم يلتزم بأي عمل، وإن عمل لا يستمر. وحين دخل السجن لم يتوقف الإدمان، إذ كانت المخدرات تصل إلى الداخل عبر الطعام أو الأغراض أو حتى بواسطة العناصر الأمنية. يصف السجن بأنّه مجتمع مصغر يشبه الخارج: القوي يسيطر على الضعيف. استمر في التعاطي خمسة عشر عاماً، وكانت المخدرات أشبه بفنجان قهوته الصباحية. حاول الإقلاع أكثر من مرة دون جدوى، فيما كانت إعلانات التجار  تلاحقه عبر الهاتف بعروض يومية مغرية.

 

الشفاء والرسالة لإنقاذ الآخرين

ثم جاءت لحظة الإنكسار. التعب، والإشمئزاز، والإحساس بأنّ النهاية تقترب. قرر اللجوء إلى مركز تأهيل. يقول إنّه إستُقبل بالمحبة والإحتضان، واكتشف أن رحلة العلاج الحقيقي تبدأ من العقل لا من الجسد، لأنّ من يكتفون بتنظيف أجسادهم يعودون إلى التعاطي. في المركز وجد دعماً ومعنى لحياته وبدائل فتحت له أفقاً جديداً. صارت الصلاة جزءاً من علاجه والإيمان جزءاً من إتزانه. تغيّرت حياته تدريجياً، لتتخذ مساراً طبيعياً وصحياً. لقد حظي بفرصة جديدة في الحياة، حصل على عمل ، وتزوج، ورُزق بطفلين، التجربة القاسية والمدمرة دفعته الى الإلتزام بمساعدة من يخوضون معاناة الإدمان على المخدرات. لم ينجُ بنفسه فقط بل يكرّس حياته اليوم ليشرف على ما يقارب مئة شاب في رحلتهم نحو التعافي. رسالته واضحة: المخدرات نهايتها السجن أو الموت أو المذّلة، ولا بدّ من إنقاذ النفس قبل فوات الأوان. يدعو الشباب إلى البحث عن مراكز التأهيل وإيجاد بدائل حقيقية مثل العمل أو الرياضة أو الزواج أو الإيمان. الطريق صعب، لكنه يؤكد أنّ النتيجة تستحق، وأنّ الفرصة الثانية موجودة لمن يطلبها.