«قرية الغزلان».. كفردبيان إلى أعالي مراتب السياحة العربية!

«قرية الغزلان».. كفردبيان إلى أعالي مراتب السياحة العربية!

  • ٢٤ شباط ٢٠٢٤
  • كاسندرا حمادة

تسلّمت كفردبيان جائزة عاصمة المصايف العربية الشتوية لعام 2024

ثلوج لبنان، تجتذب السياح من كافّة أطراف العالم، ولثلوج بلدة كفردبيان الكسروانية وقع مميز هذا الموسم الشتوي، لقد إعتلت اليوم عرشاً، يعكس صورة لبنان رغم الغيوم السوداء في جنوبه، فتسلّمت جائزة عاصمة المصايف العربية الشتوية لعام 2024 .

كفردبيان.. أكبر بلدات لبنان
تقع كفردبيان، وهي من أكبر بلدات لبنان مساحة، في أعالي جبال كسروان على إرتفاع يتراوح بين 600 و 2800م عن سطح البحر. تبلغ مساحتها 40كلم2، وعدد سكانها 12 الفاً، وتبعد عن بيروت 44كلم، وعن جونيه 27كلم. 

أصل التسمية
إنّ إسم «كفرذبيان» من أصول سريانية ويعني «قرية الغزلان»، إذ إنّ كلمة «كفر» تعني قرية، و«دبيان» تعني الغزلان.
وتشهد كفرذبيان على مرور الحضارات القديمة فيها والتي تركت فيها آثاراً ما زالت حتى اليوم.
يطلق عليها أبناؤها منطقة كلّ الفصول، لا بل يصفونها بالرجل «المارد العملاق صاحب الشعر الشائب (المكّلل ببياض الثلج) وقدماه تلامسان شاطئ البحر»، نسبةً إلى إتساع مساحتها الجغرافيّة التي تميّزّها عن سائر القرى والبلدات اللبنانيّة.
سكن الإنسان هذه البلدة منذ القرن الخامس عشر قبل الميلاد، وشهدت إزدهاراً لأنّها كانت تعدّ مركز مقاطعة الجرد في عصر المتصرفية، وتأسّس فيها أول مجلس بلدي في منطقة كسروان، عام 1900.
أضافت المنتجعات السياحية والمعالم الأثرية والطبيعية في هذه القرية، عنصراً جاذباً للسياح.

لبنان الى الخارطة الإقليمية السياحية
وفي حديث ل«بيروت تايم»، يؤكّد رئيس إتحاد النقابات السياحية بيار الأشقر أنّ كفردبيان تمتلك مدرجات تزلّج واسعة. وكان لا بدّ من إعلانها عاصفة المصايف العربية، حيث أنّها وجهة سياحية بارزة في البلد، ولديها كل المقوّمات لإستقبال آلاف المتزلّجين من الداخل والخارج. 
أثّر الوضع القائم على البلدة، ممّا أدّى إلى تراجع نسبة قليلة من  السياح بسبب الإوضاع الأمنية في الجنوب.
 في المقابل، بقيت منطقة التزلّج في الشرق الأوسط الى جانب المنتجعات الأخرى في جبال لبنان ، مما ساهم في إدراجها على الخارطة السياحية الإقليمية. وإضافة إلى ذلك، تنتشر في المنطقة العديد  من المقاهي، المطاعم، والفنادق. ‬

تصنيف كفردبيان عاصمة الدول العربية 
ومن قلب الحدث، أعلن مختار منطقة كفردبيان  أفرام سلامة أنّ القوة والإيمان يتغلّبان على كلّ شيء، وما يحصل اليوم يعكس وجهاً آخر للبنان، المتمثل بأمل الحياة.  
ويعدّد المختار مميّزات منطقة كفردبيان ومنها  الحجر الطبيعي المتميزة به بين كلّ مناطق الشرق ،وآثارات فقرا الرومانية، والمياه العذبة من نبع العسل .   
ويؤكّد سلامة عبر «بيروت تايم»، أنّ كفردبيان تحاول مقاومة الوضع الإقتصادي بالإمكانيات المتاحة، منوّهاً بجهود البلدية، التي تعزّز روحية التشبّث بالأرض.  

يظهر تصنيف كفردبيان كعاصمة للسياحة الشتوية العربية لعام 2024 مزايا لبنان التفاضلية في السياحة بشكل عام، وبالسياحة الشتوية بشكل خاص، ممّا يساهم في إستقطاب السياح عندما تنتهي الحرب ويعمّ الإستقرار.لافتاً إلى أنّ السياح  مازالوا يتوافدون  الى لبنان رغم الظروف الصعبة من مختلف دول أوروبا والدول العربية.
ويقول مايكل إسحق، السائح المصري، أنّ المنظر الطبيعي للثلج في لبنان يضاهي ثلوج جبال الألب، لذا عاد لزيارة لبنان للمرّة الثانية خلال سنتين، فاختار شهر شباط، للإستمتاع بموسم الثلج في كفردبيان. 
وذُهل من المستوى التي حافظت عليه المنطقة من الإستضافة والنشاطات، رغم كلّ الظروف السيّئة. 

اليوم، تتوج كفردبيان عاصمة للسياحة العربية، فيما يقبع الجنوب تحت وابل القصف والحزن، ما يؤكد أنّ طائر الفينيق يبعث دائماً من بين الرماد إثباتاً لمقولة لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس .