تلاعب «البيتكوين».. الأسباب الكاملة
تلاعب «البيتكوين».. الأسباب الكاملة
قبل ما يزيد عن الأسبوع، كانت البيتكوين في طريقها لتحقيق مكاسب شهرية توقّع الخبراء أن تتجاوز نسبة ال 40%، ما يعني أنّها حقّقت أفضل أداء لها منذ كانون الأول (ديسمبر) من العام 2020. إلّا أنّ المشهد قد تبدّل وتراجعت يوم الثلاثاء 5 آذار (مارس) بنسبة 11% أي ما يعادل 8000 دولاراً.
العين على الدولار
وللإطّلاع أكثر على الأسباب الكامنة وراء هذا التذبذب في موجة صعود ونزول قيمة البيتكوين، قال كبير المطورين في ots capital علي عسكر، ل«بيروت تايم» ، إنّ سرديّة عملة البيتكوين بدأت منذ عام 2011، ولا تزال الأحداث تتسلسل منذ ذاك العام حتّى اليوم. وما يجب تسليط الضّوء عليه، هو ما يُعرف باللّغة الأجنبيّة بال DXY أو ال Dollar Index . فعند إرتفاع الدّولار، كل منتج أو سلعة مسعّرة بالدولار تنخفض قيمتها، وهذا الأمر يكون أوضح مع البيتكوين تحديداً.
منذ 24-10-2022 والبيتكوين يواصل إرتفاعه بعد ما شهدنا آخر إنخفاض لهذه العمولة في تاريخ 14-11-2022. وفي الوقت عينه كان ال DXY في حالة إرتفاع حتّى وصوله إلى 110-111 تقريباً Dollar Indexمنذ تاريخ بدء البيتكوين بعمليّة الإرتفاع.
وبحسب عسكر، فإذا أردنا أن نركّز على ال DXY خلال الأسابيع الأخيرة يمكننا الملاحظة بأنّ ال DXY يواجّه عمليّة إنخفاض، وهذا كان السّبب الرّئيسي لإرتفاع أسعار البيتكوين. وفي الوقت عينه كانت المنصّات تواجه أيضاً معضلة سيولة البيتكوين.
المعضلة هي تقلّص كميّة البيتكوين الموجودة في المنصّات، علماً بأنّ 1.5 مليون بيتكوين هو العدد الموجود على المنصّات أي المعدّل ككلّ، و بالتّالي نحن اليوم عند شراء 1.5 بيتكوين نستطيع التأثير مباشرة على سعر السّوق. وهذا الأمر يقودنا إلى مشكلة في كميّة العرض والطّلب بحيث يخلق نوع من الإختلال في التّوازن على المنصّات. وأي شخص مقتدر يقوم بطلب كميّة كبيرة ويدخل الى السّوق، سيكون هو نفسه المساهم في نفاذ السّوق من هذه العملة ممّا يؤدّي بدوره إلى الإرتفاع في السّعر.
ويضيف عسكر، إنّ العامل الثّالث هو ال ETF. و هنا نلاحظ التّدفق في هذا المجال حيث بدأت المواجهة بينه و بين الذّهب مؤخراً. وفي الأسابيع الأخيرة من شهر شباط ، كان التّدفّق في واردات البيتكوين حوالي 200 مليون دولارآً في اليوم الواحد. ففي الأول من الشّهر الحالي أغلق السّوق ب 8.5 مليار دولاراً كمجموع. وهذا التّدفق تلقائيّاً سيؤثّر على منصّات البيتكوين.
ويؤكد عسكر، على أنّ هذا الإنعكاس في المنصّات و بسبب ضعف السّيولة أدّى إلى إرتفاعات «غريبة» وهذا ما شهدناه مؤخّراً. لكن، بطبيعة الحال، التّباين المتوقّع و قدرة تلاعب معدّلات البيتكوين هي 10%. فالإنخفاض الذّي شهدناه و الذي يوازي ال 6000 دولاراً يُعتبر أمراً طبيعياً جدّاً.
لكن الأسباب الثلاثة التي أدّت إلى عمليّة إرتفاع البيتكوين هي: إنخفاض قيمة الدولار (DXY)- ETF FLOWS أي التّدفّقات في صناديق الإستثمار المتداولة و أخيراً ضعف المساواة ضمن المنصّات.