لماذا يكره الإسرائيليّون شهر رمضان ويخافون منه؟
لماذا يكره الإسرائيليّون شهر رمضان ويخافون منه؟
«علينا مسحُ خوفنا من شهر رمضان».. هذا ما قاله وزيرُ التراث الإسرائيلي «عميحاي إلياهو» قبل بدء شهر رمضان. فلماذا يخاف الإسرائيليون من هذا الشهر؟؟
يرى الباحث والسياسي التركي «ياسين أقطاي»، أنّ الإسرائيليين، يستخدمون الخوف مبرراً للكراهية، لاسيّما المتطرّفون منهم. وقد إرتفعت أسهم الأحزاب المتطرفة التي يقودها حاخامات بعد السابع من أكتوبر فازدادت الكراهية تجاه الفلسطينيين، ومعها إزداد الخوف.
إلا أنَّ قصّة خوف الإسرائيليّين من شهر رمضان، لا تنتهي هنا. فهذا الخوف لا يأتي لأنَّ رمضان شهر الصوم، بل لأنَّه إثبت لجزء، لا يتجزأ، من الهوية الفلسطينية، بوجه كل المحاولات الصهيونّية لطمس معالم الوجود الفلسطيني التاريخي والديني والاجتماعي. هذا الشهر، يُعرّي نظرية «أرض بلا شعب» التي تدخل في الدعاية الصهيونيّة منذ بداية هذا المشروع. فالمسجد الأقًصى، يعتبر اليوم وثيقة مادية ملموسة، تتهم بشكل غير مباشر الكيان الإسرائيلي بالوجود غير المشروع.
في شهر رمضان، يتوجّه آلاف الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى، لأداء الطقوس الدينية المرتبطة بفرائض هذا الشهر من صوم وصلاة. هو ثالث الحرمين، وذو بعد ديني إيماني كبير. وهو رمز للصمود والمواجهة والتمسّك بقضية الأرض، خصوصاً أمام الإنتهاكات الإسرائيلية لحرمة المسجد، وعلى سبيل المثال، الدخول بالأحذية إلى داخل المسجد، الصلوات اليهودية في باحة المسجد، المضايقات وعبارات التحقير،وغيرها من الممارسات المتطرّفة لإسرائيليين غاضبون من ارتفاع رمزية الأقصى في شهر رمضان. ممارسات، تمسّ كل مسلم، أكان خارج الأراضي المحتلة أو داخلها.
وتأتي تلك الممارسات، انطلاقا من جملة من التبريرات التي يبرّر فيها المتطرّفون الإسرائيليّون أفعالهم، كالإدعاء بأنّ المسجد الأقصى بني على أنقاض هيكل سليمان، ويجوز اقتحامه. ويصل الأمر بالمتطرّفين الإسرائيليّين، أمثال وزير التراث الحالي «إلياهو» والأمن القومي «إيتمار بن غفير»، حدّ السعي لتسويق ضرورة هدم المسجد الأقصى لبناء «الهيكل الثالث» على أنقاضه.