الهبّارية .. إستهداف مؤسسات الجماعة!

الهبّارية .. إستهداف مؤسسات الجماعة!

  • ٢٧ آذار ٢٠٢٤
  • كاسندرا حمادة

موجة مخاوف جديدة من التصعيد الإسرائيلي المتنقّل بين البقاع والجنوب. فبين غارة بعلبك وغارة الهبّارية، تتوسّع التحليلات والتساؤلات على صعيد المشهد اللبناني الميداني.

موجة التصعيد هذه، تشير إلى أنّ إسرائيل تحاول التفرّد بالجبهة الجنوبية وتوسيع ضرباتها، على غرار ما أعلنه  وزير الدفاع الإسرائيلي «يوآف غالانت» من واشنطن، حيث قال: إنّ«عدم تحقيق نصر حاسم في غزة قد يجعل إسرائيل أقرب إلى حرب في الشمال».
وكان الحدث الأكثر دموية منذ 8 أوكتوبر على صعيد الجبهة الجنوبية يوم أمس، حيث إستهدف سلاح الجو الإسرائيلي مركز إسعاف تابع لهيئة الطوارئ والإغاثة الإسلامية، مما أدّى إلى تدميره بشكل كامل، وفق مسؤول محلي في البلدة، أثناء تواجد المسعفين بداخله. ونعت «جمعية الإسعاف اللبنانية» التابعة للجماعة الإسلامية مقتل 7 من «المتطوعين» في الغارة الإسرائيلية على بلدة الهبارية جنوبي لبنان. وقالت الجمعية إنّ الغارة إستهدفت مبنى في الهبارية يستخدمه جهاز الطوارئ والإغاثة الذي يخضع لإشرافها. 
أما إسرائيل فقد أعلنت عن تنفيذ غارة إستهدفت مبنى عسكرياً في الهبارية.
إلى ذلك، أكّد رئيس بلدية الهبارية أيمن شقير لـ«بيروت تايم» أنّ المنطقة شهدت تطوّراً خطيراً، آملا ألّا تتكرّر مثل هذه الجرائم، وأشار إلى أنّ المركز هو مؤسسة عامّة تدور في فلك الجماعة الإسلامية. 

رسالة دموية للجماعة الإسلامية
في هذا الإطار، يرى المحلّل العسكري ناجي ملاعب أنّه بعد إعلان الجماعة الإسلامية، دعمها لغزّة، وأنّها جزء من المقاومة، وجّهت إسرائيل رسالة دموية إليها، فإذا كان «حزب الله» لديه القدرة ألا يكشف عن أماكن تواجده، فإنّ الجماعة الإسلامية لا تمتلك القدرات والخبرات اللازمة لتتوارى عن دائرة الإستهداف. 

ضرب كلّ قدرات المقاومة
ويعتبر ملاعب أنّ لا رابط بين قصف بعلبك وإستهداف الهبّارية سوى محاولة إسرائيل  ضرب قدرات «حزب لله» وكلّ من يسانده في جبهة الجنوب. وما تحاول إسرائيل فعله بالضبط، هو تحويل الميدان اللبناني إلى ساحة صيد لكلّ خيط يتعلّق بالمقاومة. 
فتطاولت يدّ إسرائيل اليوم من سوريا (حيث تصطاد أماكن تعتبر أنّها للمقاومة) إلى لبنان، وهي على يقين أنّ «حزب الله» سيقوم بالرّد المناسب. 

قرار أميركي 
وفي سياق متّصل، لا تتردّد إسرائيل بتوسيع حربها، إنّما تُظهر المؤشّرات أنّ أميركا تُمسك بالقرار الإسرائيلي. ويؤكّد ملاعب أنّ الأمور حالياً بيد الولايات المتحدة الأميركية، طالما أنّ وزير الدفاع الإسرائيلي يحطّ في أميركا للحصول على مزيدٍ من الأسلحة والذخائر لإسرائيل. وكما بدا واضحاً عدم إستخدام واشنطن حقّ الفيتو في مجلس الأمن، حيال قرار وقف إطلاق النار في غزّة. 

بدوره، أدان «حزب الله»، «العدوان الآثم والجريمة النكراء، التي ارتكبها الجيش الإسرائيليّ بحقّ المرضى والطاقم الطبيّ، في مركز الجمعية الطبية ‏‏الإسلامية، في بلدة الهبارية». 

وليس بعيداً عن مجزرة الهبارية، يبدو أنّ كرة النار بدأت تتدحرج في الداخل اللبناني، فبعد إستهداف بعلبك والمؤسسات العامة الصحية في الجنوب، ليس سرّاً أنّ حالة من الخوف على المصير بدأت تنتشر بين اللبنانيين، تماماً كما حصل يوم أمس في بلدة رميش الحدودية التي  إعترض أهلها  على إطلاق صواريخ من داخلها خوفاً من مجزرة يرتكبها العدوّ الإسرائيلي الذي  يتحين الفرصة للإنقضاض على المدنيين.