على وقع إشتعال طبول الحرب في الإقليم، تسيطر حالة من الضبابية المعهودة على الساحة اللبنانية، فلا أفق لتهدئة الحرب جنوباً، ولا جديد يُذكر في الملفات الداخلية رئاسياً وأمنياً، سوى بعض الجهود الرسمية التي لم تثمر حتى الآن، فيما الأنظار تتّجه إلى استعادة اللّجنة الخماسية مسعاها غدا، بعد عطلة عيد الفطر.
وصايا ميقاتي عقب اللقاء الوزاري التشاوري
متابعةً الملفات الأمنية التي يشهدها لبنان، عقد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي لقاءً وزارياً تشاورياً، للبحث بما يجب اتخاذه من خطوات لتحصين الإستقرار الإجتماعي، والإتفاق على موقف موحد من ملف النازحين، يقف به لبنان أمام المجتمع الدولي.
ميقاتي طالب خلال اللقاء وزير الداخلية «التشدد في تطبيق القوانين اللبنانية على جميع النازحين والتشدّد مع الحالات التي تخالف هذه القوانين»، داعياً الأجهزة الأمنية إلى «معالجة الوضع بحزم، واتخاذ إجراءات عاجلة لمنع حدوث أي عمل جرمي والحؤول دون أي تصرفات مرفوضة اساساً مع الإخوة السوريين الموجودين نظامياً والنازحين قسراً».
وبينما جدد ميقاتي التأكيد على ضرورة «الإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية، واستكمال عقد المؤسسات ووجوب الخروج من مأزق الشغور الذي ينعكس على كل مكونات الدولة و الإستقرار الوطني»، وضع الإعتداءات الاسرائيلية في الجنوب برسم المجتمع الدولي وقال: «لا يمكن السكوت عن هذه الإعتداءات، ولا نقبل أن تستباح أجواؤنا. ونقدم دائما شكاوى الى مجلس الامن بهذا الصدد».
جمود رئاسي ودعوة من جعجع لمقاطعة التمديد البلدي
دعوة ميقاتي لانتخاب رئيس للجمهورية، ترافقت وتأكيد بعض الصحف المحلية أنّ رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل إقترح على «الخماسية» أسماء ثلاثة مرشحين للرئاسة، وهم جورج خوري، الياس البيسري وزياد بارود. ويأتي ذلك قبيل ساعات من إجتماع سفراء الخماسية غداً في دارة السفير المصري علاء موسى.
الجمود الرئاسي ترافق وتمديد ثالث للمجالس البلدية والإختيارية في الدولة، حيث دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى اجتماع نهار الأربعاء المقبل، لإقرار التمديد. الأمر الذي اعتبره رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع «دليل على أنّ محور الممانعة وحلفائه وبالأخص «التيار الوطني الحر» لا يريدون إنتخابات بلدية في لبنان وحتى إشعار آخر»، داعياً النواب والكتل وخاصة التيار، إلى «عدم المساهمة في التمديد الجديد، علما أنّ جزءًا كبيراً من البلديات أصبح محلولاً، والجزء الآخر منها مشلولاً، والباقي «أكل الدهر عليه وشرب». أتى قرار بري بعد ساعات من إصدار المولوي قرار دعوة الهيئات الانتخابية البلدية في دوائر محافظة لبنان الشمالي ودوائر محافظة عكار لانتخاب اعضاء المجالس البلدية، ولانتخاب مختارين ومجالس اختيارية وتحديد عدد المختارين والأعضاء لكل منها في دوائر محافظة لبنان الشمالي ودوائر محافظة عكار، بتاريخ ١٩ أيَّار المقبل.
وفي سياق مُتّصل، تحدّث المولوي للإعلام عن تحقيات جريمتي باسكال سليمان ومحمد سرور. مشيراً إلى استمرار التحقيقات بالملفين، ومؤكداً ضلوع الموساد الإسرائيلي خلف قتل محمد سرور في فيلا في منطقة "بيت مري" الأسبوع الماضي.
وقال المولوي للحرة، إنَّ لا معلومات إلى الآن حول ضلوع جهة سياسية داخلية بقتل باسكال سليمان. وفي ملف النزوح السوري قال: "السوريون الذين دخلوا لبنان بعد عام 2019 هم لاجئون اقتصاديون بسبب الضائقة ومن الممكن ترحيلهم".
كما لفت إلى أنَّ "قوافل عودة السوريين بحسب وزير المهجرين تضم أعدادا خجولة”، مشيرًا الى أن “عدد السوريين الذين يحملون إقامات شرعية لا يتعدى 300 ألف فقط، بينما يعيش في لبنان مليونا سوري".
تصعيد في الجنوب وردّ من حزب الله
الحراك الرئاسي ترافق واستمرار وتيرة التصعيد على الحدود اللبنانية الجنوبية، حيث أعلن «حزب الله» أنّ مقاتليه «زرعوا بعد متابعة دقيقة وتوقُّع لتحركات قوات العدو، عدداً من العبوات الناسفة في منطقة تل إسماعيل المتاخم للحدود مع فلسطين المحتلة داخل الأراضي اللبنانية، وعند تجاوز قوة تابعة للواء غولاني الحدود ووصولهم إلى موقع العبوات، تمّ تفجيرها بهم مما أدى الى وقوع أفرادها بين قتيل وجريح».
بالمقابل، تواصلت الإعتداءات الإسرائيلية على جنوب لبنان، حيث شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي 5 غارات على أطراف بلدات الضهيرة والناقورة وعلما الشعب، ونفذ غارتين على طريق علما نقطة ٤٤ والضهيرة علما، ما أدى لقطع الطريق من الجهتين لبعض الوقت. كما نفّذ الطيران الحربي غارات وهمية فوق قرى قضاء صور والساحل البحري.