أزمة طلاب لبنان العالقين في أثينا إلى إنفراج و»لوفتهانزا» توقف رحلاتها إلى بيروت بعد «إيجين»

أزمة طلاب لبنان العالقين في أثينا إلى إنفراج و»لوفتهانزا» توقف رحلاتها إلى بيروت بعد «إيجين»

  • ١٧ نيسان ٢٠٢٤
  • فتاة عيّاد

أزمة الطلاب اللبنانيين العالقين في أثينا في طريقها إلى الانفراج وأزمة حركة الملاحة الجوية في مطار بيروت الدوليّ إلى تفاقم

بعد متابعة «بيروت تايم» أزمة الطّلاب اللبنانيين الذين علقوا في مطار أثينا في اليونان فجر الأحد الفائت، لإلغاء شركة الطيران اليونانية «إيجين Eagean » رحلتها إلى لبنان رغم إستئناف الرحلات الجوية فيه بعد ساعات على إنتهاء الردّ الإيرانيّ على اسرائيل والذي استباح السماء اللبنانية، إنتهت  اليوم أزمة طلاب  جامعة البلمند (56 شخصا) عند الرابعة فجراً، بعدما نجحت المناشدات في جعل جامعة البلمند تأخذ مبادرة الحلّ سريعاً، بحجزها رحلتين لهم من مطار أثينا عبر شركة طيران «بيغاسوس Pegasus» التركية إلى مطار اسطنبول وبعدها إلى مطار بيروت، إلاّ أنّ مفاعيل التهديد الإيرانيّ لحركة الطيران في مطار بيروت الدولي، لم تنتهِ بعد. 
إذ تكشف «بيروت تايم»، نقلاً عن مصادر في مطار بيروت الدوليّ، عن أنّ طيران «إيجين» ليس وحده الذي علّق الرحلات إلى لبنان، بل كذلك شركة الخطوط الألمانية «لوفتهانزا »Lufthansa إلى أجل غير مسمى، ما يهدّد إستعادة الملاحة الجوية اللبنانية عافيتها بالكامل.
ويأتي تعليق شركات الطيران رحلاتها للبنان، تزامناً مع إعلان وزير الدفاع الإسرائيلي «يوآف غالانت» أمس أنّ «أجواء الشرق الأوسط مفتوحة أمام طائراتنا»، ما يجعل سماء لبنان وملاحته الجوية رهن مسيّرات إيران واسرائيل وحربهما في سمائه، في حال استمرار تصاعد المواجهة العسكريّة الإيرانية-الإسرائيلية المباشرة في المنطقة.

طلاب البلمند والجامعة اللبنانية الأميركية ـLAU: أول المتضررين
فوز يتحوّل إلى معاناة

ورغم انتهاء الردّ الإيرانيّ على اسرائيل، وإسئناف الرحلات الجوية اللبنانية بعد تعليقها من فجر الأحد إلى الساعة السابعة من صباح ذلك اليوم، لم تستعِد حركة الملاحة الجوية اللبنانية نشاطها بالكامل، إذ أنّ بعض شركات الطيران فضّلت إلغاء رحلاتها للبنان.
وإحدى تلك الشركات كانت «إيجين» اليونانية، التي أعادت بطاقات السفر لأكثر من 100 شاب وشابة لبنانية من جامعتي LAU والبلمند، مثّلوا لبنان ببعثتين في اليونان ضمن مسابقة
 international sports festival The American college of Greece 2024، 
ليعلقوا في مطار أثينا، بدءا من مساء الأحد، بعد رفض شركة الطيران إعادتهم للبنان وتعليقها رحلاتها إليه ربطاً بتهديد الرّد الإيراني على إسرائيل وتصدّي إسرائيل للمسيّرات الإيرانية، للملاحة في لبنان.
والنتيجة، كانت أزمة حوّلت نصر الطلاب المشرّف، أمام عدة جامعات اشتركت في المسابقة، لحجزهم المقعد الثاني عن مسابقة كرة السلة للشباب والمقعد الثاني عن فئة الفتيات لكرة السلة، إلى معاناة.

«بيروت تايم» تتابع الطلاب

وكان طلاّب جامعة البلمند قد عبّروا عبر تقرير خاص لـ«بيروت تايم» أمس، عن مرورهم بأوقات عصيبة، بعدما علقوا في اليونان نتيجة إلغاء إيجين رحلتها. 
ويروي الطالب سيمون طوق في حديث لـ«بيروت تايم» تفاصيل ما مرّ به الطلاب، إذ «علقنا في مطار أثينا، بعدما ألغت شركة إيجين رحلة عودتنا إلى لبنان التي كانت مقررة فجر الإثنين بسبب الظروف الراهنة، وأعادت لنا ثمن البطاقات وأمّنت لنا حجزاً ليومين في فندق ريثما نؤمّن بطاقات عودة على شركة طيران أخرى».
ويتابع «لكنّ المشكلة كانت بأنّه لم تتوافر أي رحلة إلى لبنان حتى نهاية هذا الأسبوع، ولم يكن معنا كطلاب سافروا على نفقة جامعاتهم، نفقة تغطي إقامتنا لأسبوع أو حتى ليوم آخر، لكن جامعة البلمند مشكورة تكفلت بتأمين عودتنا بعد أقل من 48 ساعة على إثر مناشدتنا الدولة اللبنانية عبر بيروت تايم».
«بيروت تايم» بدورها، تابعت منذ الساعات الأولى لإحتجاز الطلاب في مطار أثينا، أزمتهم. فطلاب البلمند لم يتمكنوا من الحجز على أي شركة طيران أخرى، على عكس طلاب الـLAU الذين حجزوا عبر الخطوط الجوية التركية. أما طيران الشرق الأوسط، التابع للدولة اللبنانية، فتوافرت لديه رحلتان فقط من أثينا إلى بيروت خلال أسبوع كامل، وكانتا ممتلئتين. 
وجاء في  مناشدة الطلاب، الدولة اللبنانية :«تأمين عودتنا، عبر رحلة تستحدثها الميدل إيست لهذه الغاية»، لكن أتى الحل من جامعة البلمند، التي تكفلت بمصاريف نوم طلابها الـ56 في أحد أوتيلات أثينا أمس، وحجزت لهم عبر طيران «بيغاسوس» لضمان عودتهم إلى وطنهم سالمين.
وتجلى الحلّ بإعادة الطلاب على دفعتين عبر خطوط طيران «بيغاسوس»، واحدة انطلقت أمس العاشرة صباحاً، وأخرى انطلقت اليوم الرابعة فجراً.

لوفتهانزا أيضا

ومع أنّ أزمة طلاب جامعة البلمند حُلت بجهود من إدارة الجامعة، إلا أنّ الخشية تبقى من أن تكون هذه الأزمة، إلا مقدمة لأزمات أخرى مشابهة.
وكانت «الخطوط الجوية السويسرية» قد قطعت رحلة بين زيوريخ وبيروت ليل الخميس – الجمعة، في الخامس من نيسان الماضي، وقال متحدث باسم الخطوط الجوية السويسرية، حينها لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، أنّه «نظراً للتطورات الأخيرة في الشرق الأوسط، تقرر قطع الرحلة بعد أن توصل خبراؤنا إلى استنتاج مفاده أنّ الوضع في لبنان كان يصعب تقييمه الليلة الماضية».
إلا أنّه وبحسب المعلومات ، فإنّ مجموعة «لوفتهانزا » الألمانية، ، التي تضم شركة الطيران الألمانية الرئيسية وكذلك الخطوط الجوية السويسرية والنمساوية، علّقت بالكامل رحلاتها إلى لبنان، بعد أحداث يوم السبت الماضي، ولم يقتصر إيقاف الرحلات على الخطوط الجوية السويسرية.

كما أعلنت الشركة المذكورة  يوم الأحد  أنّها ستعلق رحلاتها إلى عمّان وأربيل وتل أبيب حتى يوم الثلاثاء على الأقل ورحلاتها إلى بيروت وطهران حتى يوم الخميس على الأقل في أعقاب الإضطرابات الأخيرة في الشرق الأوسط، و تعمل باستمرار على تقييم الوضع الأمني في الشرق الأوسط وعلى إتصال دائم مع السلطات ، لكن لم يعرف بعد ما إذا كانت ستستأنف رحلاتها للبنان بعد يوم الخميس. والتأثير المباشر على حركة الملاحة الجوية، يدفع لبنان مجددا ثمن تفاقم الصراعات الإقليمية، وحروب الخرين، أرضاً وجواً..!