معمل الذوق قنبلة موقوتة أم مجرد شائعة؟!
معمل الذوق قنبلة موقوتة أم مجرد شائعة؟!
في خضم قصتنا مع إنفجار المرفأ بدأت تنتشر مخاوف جديدة حول مواد متفجرة مخزنة داخل معمل الزوق الحراري وتحقيقات تكشف عن وجود مواد خطرة.
معمل الذوق قنبلة موقوتة أم مجرد شائعة؟!
لم تنتهِ قصتنا بعد مع انفجار ٤ آب، الذي هزّ العالم، وخلّف وراءه الدمار وآلاف القتلى والمصابين، والصدمات النفسيّة والمعنويّة بين الّلبنانيّين. وفي خضم قصتنا مع إنفجار المرفأ بدأت تنتشر مخاوف جديدة حول مواد متفجرة مخزنة داخل معمل الزوق الحراري، الذي يقع على بعد كيلومترات قليلة من العاصمة. علماً أنّ تقارير كثيرة وردت منذ سنوات حتى اليوم عن المخاطر البيئيّة والصحيّة لمعمل الزوق والتي تمتد تأثيراتها من منطقة الدورة حتى أعالي المتن الشماليّ، من سرطان الجلد، والرئة، والأمراض الناتجة عن منطقة ملوّثة برمّتها ، بسبب توقفّ «فلاتر» المداخن عن العمل. ومنذ عام 2021، ترد شائعات جديدة حول خطورة المعمل، وخاصة بعد أن كشفت تحقيقات أنّه يحتوي على مواد كيميائية خطرة، قد تشكل تهديدًا كبيرًا على سلامة المواطنين.
اللبناني «مَندور» و «توما» في قلب المخاوف:
يُثير المعمل قلقًا كبيرًا لدى اللبنانيّين، الذين لا يزالون يعانون من آثار انفجار المرفأ، وتُذكرهم المخاطر التي يمثلها المعمل بـ «اللّبناني المَندور» الذي يخشى من كل شيء، و «توما» الذي لا يصدق إلا ما يراه بأمّ عينه، لأنّ الفساد متغلغل في النفوس والمؤسسات وقلة تدبير الحكام. فيبقى اللّبناني فريسة الخوف و«تروما» الإنفجارات المأساويّة، وقلة حيلته، وعجزه عن تصديق أي تطمين رسمي.
بيانات متضاربة وغموض مستمر:
فبعد الضجّة التي تغزو مواقع التواصل الإجتماعي حول معمل الزوق والنيترات، وفي محاولة لتطمين المواطنين، أصدرت مؤسّسة كهرباء لبنان بيانات متعددة، تؤكد فيها أنّ المواد الكيميائية الموجودة في المعمل غير قابلة للإشتعال أو الإنفجار، ولا تشكل أي خطر على السلامة العامة في المعمل ومحيطه وأنّها آمنة تمامًا. وفقاً لإفادة الشركة الألمانية «كومبيليفت» المتخصّصة بتلف المواد الكيميائيّة. فضلاً عن صدور بيانين سابقين للمؤسّسة خلال عام 2022، وبيان صدر أيضاً عن شعبة المعلومات في الأمن الداخلي في 30-10-2023 أفاد أنّ لا مواد قابلة للإشتعال داخل معمل الزوق.
وفي السياق نفسه أفادت مؤسسة كهرباء لبنان مؤخراً، بأنّ المواد الموجودة هي فقط مواد كيميائيّة تُستعمل لتشغيل المعمل ومن البديهي أن تكون موجودة داخل كل معمل. وقد أرسلت كتابًا إلى بلديّة الزوق بتاريخ 18-4-2024، تُطالب فيه بتقديم «أّية دراسات أو معطيات علمية موثقة تبرهن خطورة هذه المواد»، مع وعد الشركات المصنعة العالمية ومنها، Ansaldo وAlsthom بدراستها و«مع من يلزم من أصحاب الإختصاص»، وإبلاغ وزارة الصناعة اللّبنانية بالنتائج. وفي المقابل بلديّة الزوق لم تُقدم أيّ ردّ على هذا الطلب حتى الآن. مما يُثير مزيدًا من الشكوك حول طبيعة المواد الكيميائية الموجودة في المعمل ومدى خطورتها.
«لا دخان بلا نار»
فيما ينتظر الناس تحقيقات علميّة شفافة عن طبيعة المواد ومخاطرها على البيئة والصحة والسلامة العامّة، تبقى عبارة «لا مواد قابلة للاشتعال» غير قابلة للتصديق، و يرون أنّها تُشبه عبارة «اللّيرة بخير» و«لا داعي للهلع» التي أطلقتها السلطات في الماضي، وأثبتت زيفها في الحاضر.