لبنان اليوم.. هجوم عوكر: توقيت مُثير للجدل وتساؤلات حول الدلالات

لبنان اليوم.. هجوم عوكر: توقيت مُثير للجدل وتساؤلات حول الدلالات

  • ٠٥ حزيران ٢٠٢٤

ما هي أبرز المواقف؟

استيقظ لبنان اليوم على وقع هجومٍ جديدٍ استهدف سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في منطقة عوكر، مُشكّلاً ثاني هجومٍ من نوعه خلال أقلّ من عام.

شهدت سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في منطقة عوكر، شمال بيروت، هجوماً مسلحاً في صباح اليوم. ووفقاً لمصادر أمنية لبنانية، فقد هاجم ثلاثة عناصر مبنى السفارة، وأطلق أحدهم النار فيما استمر الهجوم لمدة 15 دقيقة. وقد تدخّل الجيش اللبناني بشكل فوريّ فاشتبك مع المهاجمين، وتمكّن من إصابة أحدهم وتوقيف الآخر. وتمّ العثور على جثة أحد المهاجمين، الذي وُجدت على ثيابه عبارة «ISIS»أو «داعش».
وأكد مسؤول أمني لبنانيّ أنّ 4 مهاجمين شاركوا في الهجوم، أحدهم قاد السيارة التي أقلّتهم إلى مكان الهجوم، بينما أطلق الثلاثة الآخرون النار.
وتُثير العملية المسلحة في هذا المستوى و أمام سفارة محصنة، الشكوك و التساؤلات حول خلفيتها والهدف منها.

تفاصيل حول الهجوم 
كشف رئيس تحرير موقع «بيروت تايم» رياض طوق أنّ مطلق النار على سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في عوكر كان قد أتى من بلدة «مجدل عنجر» في البقاع، و استقلّ باصاً للنقل العام لِلوصول إلى مكان الهجوم، وكان يحمل عتاده المسلّح كاملاً.
أثار هجوم سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في عوكر موجةً من التساؤلات حول توقيته ودلالاته، خاصةً في ظلّ التطورات الإقليمية والعالمية المُحيطة.
فقد أكد النائب السابق فارس سعيد أنّ توقيت الهجوم مليء بالدلالات، لا سيّما أنّه جاء بعد إطلاق الرئيس الأمريكي جو بايدن لمبادرة وقف إطلاق النار في غزة. أشار سعيد إلى أنّ هناك من يُرفض هذه المبادرة، مما يُثير تساؤلات حول الهدف من الهجوم و العلاقة بينه و بين التطورات في غزة.

ولفت سعيد إلى أنّ قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون بصدد زيارة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وحدث الهجوم قبل زيارة عون بساعات قليلة. يُثير هذا التوقيت التساؤلات حول ما إذا كان الهجوم يهدف إلى التأثير على زيارة عون أو إرسال رسالة معينة إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
من جهته، أكد المحلل السياسي بشارة خير الله لموقع «سكاي نيوز عربية» أنّ الإعتداء على سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في منطقة عوكر يحمل دلالات عدّة ومؤشّرات سلبية.

وفي آخر التطوّرات، تمكنت مديرية أمن الدولة في البقاع قبل قليل بالتنسيق مع مديرية المخابرات، وفي عملية خاطفة ونوعية في بلدة مجدل عنجر من توقيف شقيق مطلق النار على السفارة الأميركية في بيروت وهو من الجنسية السورية، بناء لإشارة النائب العام الاستئنافي في البقاع القاضي منيف بركات، وأودع السلطات المختصة وبوشرت التحقيقات، كما تمّ توقيف 5 لبنانيين من مجدل عنجر يُعتقد أنّهم من الشبكة. وكان قد تابع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، موضوع إطلاق النار على السفارة الأميركيّة خلال اجتماعه مع وزير الدفاع الوطني موريس سليم صباح اليوم. كما أجرى سلسلة اتّصالات مع قائد الجيش العماد جوزف عون وقادة الأجهزة الأمنيّة. وأيضاً أجرى اتّصالاً بالمعنيّين في السفارة للاطمئنان عن العاملين في السفارة، مع الإشارة أنّ السفيرة ليزا جونسون متواجدة خارج لبنان.

في المواقف، علّق النائب سامي الجميل،  قائلاً إنّ الوضع الأمني متفلّت في لبنان جراء تفشي ظاهرة السلاح غير الشرعي وبسبب حزب الله وحلفائه الذين أرسوا شريعة الغاب فيه. 

من جهته، إعتبر النائب ملحم خلف أن الهجوم على السفارة، يَدُلّ على مدى تفلُّت الأوضاع الأمنية من جهة وعلى مؤامرة قد تستهدف الأمن القومي للبلد من جهة أُخرى. 

ودان وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب، الإعتداء الذي حصل، مؤكّداً إلتزام لبنان بحماية مقرّات البعثات الدبلوماسية العاملة في بيروت.

السفارة الأميركية

من جهتها طلبت السفارة الأميركية من رعاياها متابعة التحذيرات على موقع وزارة الخارجية الرسمي المخصص بالتحذيرات الأمنية. ودعتهم لمراقبة الأخبار عن كثب للحصول على تطورات عاجلة قد تؤثر في الأمن الداخلي. وحذر موقع السفر الخاص بلبنان على Travel.State.Gov، المواطنين الأميركيين، مطالبا تجنب السفر إلى منطقة الحدود اللبنانية الإسرائيلية، ومنطقة الحدود اللبنانية السورية، ومخيمات اللاجئين، في جميع أنحاء لبنان. ودعت الخارجية الأميركية رعاياها عبر الموقع، تجنب المظاهرات واتخاذ الحيطة والحذر بالقرب من أي تجمعات أو احتجاجات كبيرة


ماذا كشف وزير الداخلية؟ 

تباعاً، أشار وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي إلى أنّه تحقّق بالهجوم على السفارة الأميركية في عوكر، حيث يتم توقيف أيّ شخص له صلة بالحادثة.

كما كشف أنّ «مهاجم السفارة الأميركية نقل متفجرات من مجدل عنجر إلى عوكر وقد اجتاز حواجز عدّة، وهذا مستغرب»، مشدّداً على أنّه يتم البحث عن الجهات التي تقف خلف الهجوم.