غرامات الإتحاد الآسيوي عادلة أم مبالغ فيها؟!
غرامات الإتحاد الآسيوي عادلة أم مبالغ فيها؟!
أرقام لم تعتَدها الرياضة اللبنانية
كرة السلة اللبنانية وصلت إلى العالمية، والجميع في محيطنا بات يحاول أن يتشبّه بها وبنجاحاتها. لكن ما لفت النظر في الآونة الأخيرة هو ضخامة العقوبات وخصوصًا المالية منها في حق النادي الرياضي بطل لبنان وغرب آسيا.
فمجموع الغرامات التي فرضها الإتحاد الآسيوي على النادي البيروتي حتى الآن، تخطى المئة الف دولار لكون تلك الغرامات الإتحادية تُحَدد بالفرنك السويسري.
بداية، لا بدّ أن نضع الأمور في نصابها. فالذي فعله علي باقي يوم إقتحم منطقة الحكمة خلال مباراة الفريقين في مجمع نهاد نوفل، والتي كانت ضمن المراحل المؤهلة لبطولة «وصل»، كان مستهجنًا ومرفوضًا وكان بالطبع يستحق العقاب وهذا ما حصل.
ولكن لماذا العقوبة المالية الخيالية قياسًا بمداخيل الأندية محليًا وقاريًا؟ لو سمعنا عن هكذا مبالغ في الدوري الأميركي لكرة السلة، لكان الأمر منطقيًا أكثر لكون المداخيل والمرتبات والعائدات الرعائية والإعلانية متناسقة مع العقوبة. لكن أن يتكبد نادٍ عقوبة واحدة قد تفوق عشر ميزانيته السنوية فهذا أمر يدعو إلى التعجب.
هل هكذا نردع المرتكب؟ هل هي الطريقة المثلى لحثّ الاندية على تحسين ورفع مستوى الرقابة بين الجماهير؟ أستطيع أن أقول بكل ثقة أنّ غرامات كهذه من شأنها دفع إدارات الأندية إلى مغادرة اللعبة أو على الأقل عدم المشاركة على المستوى القاري والدولي.
نعود إلى ما حصل مؤخرًا أيضًا بين الحكمة والرياضي ولكن في نهائي البطولة عينها هذه المرة. ونبدأ كذلك برفضنا لما قام به اللاعب علي منصور سواء من مبالغته بطريقة إحتفاله وصعوده للجلوس على السلة (وإن كان بعض اللاعبين يحتفلون بنفس الطريقة في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا)، أو المشادة الكلامية التي حصلت بينه وبين أحد القيمين على تنظيم بطولة «وصل» فهي أمور مرفوضة، فاللاعب يجب أن يكون قدوة للآخرين وعليه ضبط أفعاله وإنفعالاته. لكن أن تصل العقوبة إلى ما يفوق الـ٥٥ الف دولار فهذا جنون.
طبعًا إستغل بعض رواد مواقع التواصل الإجتماعي الذين يشجعون أندية منافسة للرياضي (ومعظمهم من جمهور الحكمة) على أخلاق الجمهور واللاعبين، لكن ذلك لا يعني أبداً أنّ العقوبة عادلة.
في المرة الأولى، لجأ الرياضي إلى جمهوره الوفي لتحصيل قسم من الغرامة، وقد لبّى الجمهور النداء وساهم مع ناديه في جمع المبلغ المترتب من العقوبة.
وفي هذه المرة، يمكن أن يتّجه النادي إلى الأسلوب عينه وهو يدرك جيدًا أنّ جمهوره لم ولن يبخل عليه.
ولكننا ننصح الأندية المشاركة في البطولات الخارجية بالإستعانة بخبير قانوني بغية الوقوف على رأيه في عقوبات مماثلة، أرقامها فلكية وقد تؤدي إلى زعزعة إستقرار الإندية واللعبة.