سم النحل مقوٍ طبيعي واعد

سم النحل مقوٍ طبيعي واعد

  • ٢١ أيلول ٢٠٢٤
  • تمارا طوق

عندما تصبح الطبيعة طوق نجاة بعد رحلة مضنية من العلاج الكيميائي

نعيش في عصر إرتفع فيه معدّل البقاء على قيد الحياة بسبب التطوّر الذي احتوى الكثير من الأمراض. فعلاجات مرض السرطان سمحت للمريض بالتعافي ومتابعة حياته، وهذا لا يمنع أنّه يواجه إنخفاض في جودة الحياة بسبب الآثار الجانبيّة الناتجة عن العلاج الكميائيّ. ما يستلزم مقويات إضافية لاستعادة المريض صحته وعافيته بعد العلاج المضني . ففي الكثير من الحالات ينصح بمقويات طبيعية ،ومن الحلول الطبيعية المعروفة  العلاج بواسطة سمّ النحل. تاريخيّاً، كانت  سموم الحيوانات وخاصّة المأخوذة من الحشرات، مصدراً للعديد من المنتجات والأدوية ذات التطبيقات الطبيّة وتحديداً ضد الإلتهابات ومضادات الألم والميكروبات.
ففي العقود الأخيرة زاد عدد مرضى السرطان، ممّا خلق متاعب صحيّة وإقتصاديّة جسيمة. ورغم الجهد الطبّي والتطوّر الّذي يشهده  مجال مرض السرطان من جراحة إلى علاج إشعاعي وعلاج كيميائي الّذي من المنطقي أن يساعد المرضى، النتيجة لا تزال قاتلة للكثير منهم. وبالتالي، شهدنا مؤخّراً إعتماداً متزايداً على العلاجات البديلة لهذه الأمراض والأمراض بشكل عام. 
واليوم، يثير مجتمع مرضى السرطان ضجّة حول دراسة جديدة بيّنت بأنّ سم النحل(BV )  يمكن أن يقتل الخلايا السرطانيّة تؤكد أنّ المكوّن الأساسي الموجود في سم النحل يُعرف بالميليتين. هذا المكوّن يقوم بالتأثير السام على خلايا السرطان المختلفة، ومنها: الكبد، الرئة، الكلى، البروستات والدم وبشكل كبير على سرطان الثدي. فقام علماء من معهد هاري بيركنز في أستراليا بإختبار سمّ أكثر من 300 نحلة ضدّ نوعين من سرطان الثدي العدواني، الّذي عادة ما يُصعّب علاجه. وأتى التطبيق مؤكِّداً بالكامل ما قد أظهرته في الدراسة. فتمكّن الميليتين بتدمير خلايا السرطان في غضون ما يُقارب 60 دقيقة،  دون التسبّب في ضرر للخلايا الأخرى. ووجدوا أيضاً أنّه عند استخدام سم النحل مع أدوية العلاج الكيميائي،ساعد الميليتين في تكوين مسام في غشاء الخليّة السرطانيّة ممّا يمكن العلاج باختراق الخلايا بشكل أفضل. كما أنّ سم تلك الحشرة المفيدة استطاع  تعطيل نمو وانتشار المرض.
أصول العلاج بالنحل أو سم النحل ليس جديداً، لا بل يعود إلى 6000 عام في الطب المصري. كما أنّ الإغريق والرومان إستخدموه كعامل علاجي ولا ننسى الكتابات القديمة لأرسطو وبلينيوس وجالينيوس. أمّا في المجلّات الطبيّة الروسيّة والنمساويّة، تمّ العثور على أوّل سجلّات مكتوبة حول إستخدام الـ (BV)  لخفض ضغط الدم وآلام المفاصل والروماتيزم والألم العصبي وآلام القلب باستخدام لسعات النحل. 
لا تتوقف خصائص النحلة على هذا الأمر فهي عامل أساس  في التلقيح النباتي، والتنوّع البيولوجي، والأمن  الغذائي، والتوازن البيئي، وإنتاج العسل.. 
أمّا بما يخصّ المجال الطبي وتحديداً مرض السرطان وسم النحل، فالدراسات  لا تزال جارية. والمؤكد أنّ الطبيعة تبقى المورد العظيم والأساسي للحياة والإنسان وصحّته.