الدولة تدير ظهرها مجدداً لرميش

الدولة تدير ظهرها مجدداً لرميش

  • ٢٦ تشرين الأول ٢٠٢٤
  • غادة حدّاد

على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة، على بعد كيلومترين، تقع قرية رميش. منذ 8 تشرين الأول 2023، لم يغادر أكثر من 5000 من أهل القرية منازلهم، وتشبثوا بالأرض، بوجه الحرب والاحتلال.

الدولة، بسلطتها وخدماتها غادرتها. اواليوم اعيد تموضع الجيش اللبناني، الامر الذي يرفضه السكان.

فبعد ـن تركوا بمفردهم، تأسست لجنة طوارئ لمتابعة شؤون السكان والنازحين، يعمل فيها عدد من رجال الدين، وصولاً إلسفير الكرسي البابوي في لبنان، اللي زارها مرتين لتضامن مع ابناءها.

عم بتعيش رميش حالة عزل، والقصف يطالها من جميع الجهات. في السابق، يوم تخلت الدولة عن أهالي الجنوب، لم يكن أمامهم سوا خيار حمل السلاح. 

قررت الدولة أن تتركهم لمصيرهم، كما باقي القرى التي رفض سكانها مغادرتها. هم الذين حملوا ثقل الاحتلال سابقاً، كما تهم العمالة، بوقت بيتمسك أهالي رميش بارضهم وهويتهم الوطنية، فالقرية رفضت الاحتلال، خلال فترة الحكم العثماني، وقاومت محاولة الوالي أحمد باشا، بسعيه للسيطرة عليها، سنة 1797.

دشنت قرية رميش أواخر القرن السابع عشر، مع قدوم عائلات مارونية من عيتا، عين إبل، بنت جبيل، اليها، وبنوا كنيسة مار جرجس سنة 1750.

أدت الخلافات السياسية لاحتراق الكنيسة وتهجير السكان سنة 1795، وشهدت عدة غزاوات حتى عام 1948، يوم اعلن عن قيام إسرائيل. ومعها وصل عدد كبير من اللاجئين الفلسطينيين اللي بقيوا فيها حتى أوائل الخمسينيات. ومع توقيع اتفاق القاهرة، سنة 1969، بدأت النزاعات بين سكان القرية ومنظمة التحرير الفلسطينية، بعد أحداث أيلول الأسود، أقامت لمنظمة قواعد لالها في جنوب لبنان، الامر اللي ولّد صراع مع أهالي رميش، اللي عرضو الوجود المسلح بقريتهم، ووقعت اشتباكات بين مقاتلي المنظمة والسكان.

وتعرضت القرية لحصار مع بداية الحرب الاهلية عام 1975، والاجتياح الإسرائيلي للجنوب عام 1978، واستمر الاحتلال لسنة ال 2000.

خلال الاحتلال الإسرائيلي عانت المنطقة من التضييق الاقتصادي والاجتماعي، حيث كانت حركة الناس مقيدة بشكل كبير، وفرض الاحتلال حواجز، كما فرض التجنيد القسري على سباب المنطقة، وكانت ضمن منطقة الاشتباك بين الحزب وإسرائيل، فيما الخدمات الأساسية لم تكن متوفرة، مثل الكهرباء والماء محدودة أو معدومة في بعض الفترات بسبب التدمير أو الانقطاع المتعمد من قبل قوات الاحتلال.

رميش، حاصروها الفلسطينيين، والإسرائيليين احتلوها، والدولة تخلت عنها، والثنائي خونها واستثناها، واليوم الأحزاب المسيحية ما أعلنوا موقف واضح منها.