ما علاقة القيلولة بالألزهايمر؟
ما علاقة القيلولة بالألزهايمر؟
أبحاث طبية تربط بين القيلولة الطويلة والمتكررة ومرض الألزهايمر
أظهرت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا، سان فرانسيسكو، بالتعاون مع جامعة هارفارد، أنّ القيلولة الطويلة والمتكرّرة بشكل يومي لدى كبار السن قد تكون مؤشّراً على تطوّر أعراض و مرض الألزهايمر. حيث تمّ مراقبة عادات النوم لأكثر من 1,000 شخص مسنّ، وتبيّن أنّ أولئك الذين يأخذون قيلولات طويلة بشكل يومي كانوا أكثر عرضة لتطور أعراض الألزهايمر. هذه العلاقة استمرت حتى بعد الأخذ بالإعتبار المؤشّرات الأخرى مثل العمر وظروف النوم الليليّة، ممّا يدل على أنّ القيلولة المفرطة قد تشير إلى تغيّرات مبكرة في الدماغ.
كما و تشير بعض الدراسات الأخرى إلى أنّ القيلولة الزائدة قد تدل على انخفاض نشاط الجهاز «الغليمفاوي».
فما هو الجهازالغيلمفاوي؟
هو النظام في الدماغ الذي يساعد على تنظيف النفايات، بما في ذلك بروتينات الأميلويد المتجمّعة والمتراكمة، والتي تعتبر من علامات مرض الألزهايمر. والقيلولة الطويلة بشكل غير طبيعي قد تؤدّي إلى تراكم هذه البروتينات، ممّا يؤدّي ألى زيادة خطر الإصابة بالتدهور المعرفي.
وفقاً لفحوصات علميّة أقيمت في Journal of Alzheimer's Disease، كشفت أنّ النوم يلعب دوراً حاسماً في تعزيز الذاكرة وتنظيف الدماغ من البروتينات الضارة والسلبيّة. بينما تُظهر القيلولة فوائد سريعة للتركيز، فإنّ تكرار القيلولة الطويلة قد يدل على ضعف نشاط الدماغ مع التقدّم في العمر. وأنّ القيلولات التي لا تتجاوز 30 دقيقة يومياً، يمكن أن تكون مفيدة. في عام 2022 تمّ نشردراسة بارزة في مجلة Alzheimer's & Dementia عرضت أيضاً أنّ القيلولة المفرطة قد تكون علامة على زيادة خطر الألزهايمر، خصوصاً بين كبار السن. بينما يقترح بعض الخبراء أن القيلولة قد لا تسبب الألزهايمر بشكل مباشر، إلا أنّها قد تشير إلى تغييرات إدراكية قائمة.
تشير النتائج إلى أنّ أنماط القيلولة قد تزداد قبل وبعد ظهور ضعف الإدراك، نتيجة الاضطرابات المرتبطة بالألزهايمر في مناطق الدماغ التي تتحكم في اليقظة و الوعي. وقد أظهرت الأبحاث أنّ المشاركين الذين يأخذون قيلولات طويلة (120 دقيقة أو أكثر يومياً) لديهم فرصة أعلى بنسبة 66% لتطور ضعف إدراكي على مدى السنوات الـ 12 التالية مقارنةً بأولئك الذين يأخذون قيلولة أقل من 30 دقيقة.
وينصح الأشخاص الذين يشعرون بالقلق بشأن القيلولة المفرطة أو النعاس النهاري الذي يستمر لأكثر من اسبوعين أو ثلاثة أسابيع إستشارة الطبيب. كما يمكن أن تكون هذه الأعراض ناتجة عن اضطراب النوم أو آثار جانبيّة من الأدوية أو حالات أخرى. كما يُنصح أيضاً الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من الألزهايمر إستشارة الطبيب أيضاً حول طرق تقليص الخطر.
من الممكن أن يكون هناك علاقة ثنائيّة الاتجاه بين القيلولة ومرض الألزهايمر، حيث يمكن أن تكون القيلولة علامة على الحالة وأيضًا عاملاً خطرًا لتفاقم الأعراض. ومع ذلك، لا يزال الباحثون يحاولون حتى اليوم فهم الأسباب وراء هذه العلاقة.